"قلبى على ولدى انفطر، وقلب ولدى عليا حجر" مقولة شعبية تدلل على عاطفة الأباء تجاه أبناءهم، إلا أن الأمر فى هذه الجريمة مختلف تماما، حيث اتفق طبيب مع زوجته على التخلى عن طفليهما التؤام، وإيداعهما بحضانة فى أوسيم، بحجة عدم مقدرتهما على رعايتهما.
وضعت والدة الطفلين خطة للتخلص منهما، فتوجهت إلى حضانة بأوسيم، وطلبت إلحاق الطفلين بها يوميا، لحين العودة من عملها، ثم غادرت دون عودة، لتقرر مالكة الحضانة تحرير محضر بالواقعة، وتولى رعايتهما حتى التوصل لأسرة الطفلين.
ضباط مباحث مركز شرطة أوسيم، تمكنوا من ضبط المتهمة وزوجها، ليعترفا أنهما قررا التخلى عن الطفلين، اللذان رزقا بهما بعد إجراء عملية جراحية للأم، لعجزهما عن رعايتهما.
الطفلان عقب تخلى والدتهما عنهما بالحضانة
من جانبها، كشفت أمنية عادل، مالكة الحضانة لـ" اليوم السابع" تفاصيل الواقعة، حيث قالت إنها تمتلك حضانة بمنطقة بشتيل بالجيزة، وفوجئت صباح يوم بحضور سيدة ترتدى نقاب، تحمل طفلين أحدهما بيدها، والثانى داخل حقيبة خاصة بحمل الأطفال، وطلبت إلحاق الطفلين بالحضانة لحين عودتها من العمل يوميا، فأخبرتها أنها تشترط لإلحاق الأطفال الحصول على شهادة الميلاد الخاصة بالطفل، بالإضافة إلى صورة البطاقة الشخصية الخاصة بوالديه.
وأضافت: والدة الطفلين أخبرتها أنها لا تمتلك حاليا شهادة الميلاد الخاصة بالطفلين، وطلبت منها ترك الطفلين بصحبتها، لحين التوجه لأقرب مكتبة، لتصوير البطاقة الشخصية الخاصة بها، لشعورها بالتعب بسبب حمل الطفلين، فاستجابت لها، وانصرفت والدة الطفلين واختفت عقب ذلك، حيث أنها لم تظهر مرة أخرى.
وأكملت مالكة الحضانة حديثها، قائلة إنها انتظرت حتى الساعة السابعة مساء اليوم، حتى فقدت الأمل فى عودة والدة الطفلين، فتوجهت بالطفلين إلى مسكنها، لحصول الطفلين على بعض الراحة، ثم توجهت إلى مركز شرطة أوسيم، والتقت بالمقدم مجدى موسى رئيس مباحث المركز، وشرحت له الأمر، فحرر محضرا بالواقعة، وطلبت منه رعاية الطفلين حتى التوصل لأسرتهما، ووقعت على تعهد برعايتهما، وفى اليوم التالى توجهت إلى النيابة، وأصرت على الاحتفاظ بالطفلين، لحين انتهاء التحقيقات، ووقعت على تعهد اخر برعايتهما.
وذكرت مالكة الحضانة، أن رجال المباحث بدأوا فى فحص كاميرات المراقبة، التى رصدت والدة الطفلين أثناء هبوطها من توك توك، وحملها الطفلين، ودخولها الحضانة، ثم خروجها مسرعة بعد التخلى عن ابنيها.
وأشارت مالكة الحضانة، أن المتهمة حضرت قبل اليوم الذى شهد تخليها عن ابنيها بيوم، والتقت بوالدتها التى تعاونها فى إدارة الحضانة، واستفسرت منها عن شروط إيداع الأطفال بالحضانة، وأكدت لها والدتها أن المتهمة كانت ترتدى نقاب، وكانت تحادثها من مدخل الحضانة، رافضة الدخول، وهو الأمر الذى يؤكد أنها كانت تخطط للأمر سابقا.
أحد الطفلين بمنزل مالكة الحضانة
واعترفت المتهمة وزوجها عقب القبض عليهما، أنهما تزوجا منذ عامين دون موافقة أسرة الزوج، وأنجبا الطفلين، ولعدم مقدرتهما على مراعاتهما اتفقا على التخلى عنهما.
وذكرت المتهمة أنها ارتدت نقابا، وتوجهت للحضانة وبصحبتها طفليها التؤام، البالغان من العمر عاما ونصف، وطلبت إيداع الطفلان بالحضانة حتى عودتها من عملها، إلا أنها تركتهما ولم تعد مرة أخرى.
أحداث الواقعة، كشف عنها بلاغ تلقاه مركز شرطة أوسيم من "أمنية عادل" مالكة حضانة، أفادت فيه أنها أثناء تواجدها بالحضانة عملها، حضرت سيدة منتقبة، وبصحبتها طفلين تؤام، وذكرت أنها تعمل ممرضة، وطلبت إيداع الطفلين بالحضانة لحين عودتها من عملها، إلا أنها لم تعد مرة أخرى.
بإجراء التحريات، تبين للمقدم مجدى موسى رئيس مباحث أوسيم، والرائد وليد كمال، أن والدة الطفلين تدعى "رشا.ه" ربة منزل، مقية بالساحل، وزوجها "محمد.ص" طبيب أسنان، وأن الطفلين "مازن" و" محمد" ابنيهما.
المتهمة وزوجها
عقب تقنين الإجراءات تم ضبط المتهمين، وحرر محضر بالواقعة، وباشرت النيابة التحقيق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة