بنظارته الطبية وملامحه الطيبة وبشرته السمراء، كان يجلس أكرم كلثوم الشهير بأبو طلال صباح كل يوم أمام مكتبته الشهيرة بوسط دمشق، التي شيدها كتابا كتابا ومجلدا مجلدا، فالأرفف ربما تتحدث عن الرجل صاحب أشهر مكتبة لكتب الرصيف فى سوريا.
تحت "جسر الرئيس" وسط العاصمة المتراكمة الحرب وآلام السوريين، غادر "أكرم كلثوم" معالم المدينة، وتركها بهدوء كما كانت جلسته هادئة تماما، متوجها إلى العالم الاخر، وقرر أن يترك جمهوره، الذى لن يكون باستطاعته رؤية الرجل يبيع كتبا (أغلبها مستعمل، وبأسعار زهيدة)، ولن يهتفوا مجددا، بتحبب: "يا عميم".
أبو طلال
يوم، الثلاثاء الماضى، غادر عالمنا، بائع "بسطة" الكتب أكرم كلثوم الشهير (أبو طلال)، في أحد مستشفيات دمشق، بعدما بقي برفقة "بسطة" الكتب الخاصة به منذ أكثر من عشرين عامًا، ظل فيها مرجعًا لمحبي القراءة وطلاب الجامعات للحصول على الكتب التي يحتاجونها.
كان يأبى "أبو طلال" أن يمضى قارئ دون الحصول على الكتاب الذى يريده مهما كان الثمن، فأبى الجمهور أن يودعوا الـ"العميم" دون توديع لائق، وتوشحت صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي بالسواد، ساردين قصصا ومواقف لـ"صاحب البسطة" مع القراء وحرصه على تقديم الكتب بغض النظر عن المقابل.
ولد أكرم كلثوم، في منطقة سلمية بريف حماة، وبعد تقاعده نهاية التسعينيات، اتجه للعمل في بيع الكتب المستعملة، على اعتبار أنها المهنة التي يحبها، والتي يمكن أن تؤمّن له لقمة عيشه، بحسب تصريحاته لموقع “تلفزيون الخبر” المحلي، في شهر مارس الماضي، وتحول “أبو طلال” إلى جزء ثابت من المنطقة، مع مرور 22 عامًا على وجوده اليومي هناك.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة