وضع المشاركون في جلسة "تعاون هيئات تنظيم الاتصالات لإنجاح التكنولوجيا المالية"، خلال فعاليات مؤتمر الدفع الإلكتروني "بافكس" ، والذي يقام ضمن فعاليات مؤتمر القاهرة الدولي للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات Cairo ict، في الفترة من 1إلى 4 ديسمبر الجاري، اليوم الثلاثاء، خريطة الدفع الرقمي في مصر.
في البداية قالت مديرة الجلسة الدكتور هبة لبيب، مدير "أي أي سي سي ونايل برينور"، إن التكنولوجية المالية شهدت تطورا كثيرًا خلال الآونة الأخيرة لدرجة أن بعض الدول لم تعد تتعامل بالعملات الورقية، مؤكدًا أن ذلك دفع البنك المركزي لتوقيع مذكرة تفاهم بين4 جهات رقابية على التكنولوجية المالية لدعم عمليات التحوّل المالي الرقمي في مصر.
ومن جهتها قالت رشا نجم، وكيل المحافظ المساعد لنظم الدفع بالبنك المركزي، إن مصر تمتلك العديد من المقومات للريادة في التكنولوجيا المالية، كعدد السكان ونسبة انتشار المحمول ومحدوية الشمول المالي والانتشار الكبير للإنترنت، وهو الأمر، الذي دفع البنك المركزي لإطلاق مبادرة الريادة المالية في مارس الماضي، بهدف أن تكون مصر موطن للجيل القادم للخدمات المالية بهدف تحقيق الشمول المالي والتمويل الصغير والمتناهي الصغر.
وأضافت نجم أن استراتيجية البنك المركزي قامت على العديد من الأبحاث الواقعية مع العديد من الجهات، مشيرة إلى أن هناك ٥ محاور للاستراتيجية يتمثل أولها في الطلب وتستهدف الفئات المحرومة والمهشمة، والثاني يتمثل المواهب الفكرية والابتكارية وكيفية تطوير مناهج التكنولوجيا المالية، وهو ما دفع البنك لإنشاء مركز التكنولوجيا المالية.
وتابعت أن المحور الثالث يتمثل في القواعد التنظيمية فالدور لم يعد يقتصر على الإشراف فقط بل امتد التأثير إلى دور البنك كمحفز أساسي للتطوير في مصر، وعن المحاور الرابع قالت إنه يتمثل في تمويل الشركات الناشئة وهو ما دفع البنك المركزي لإطلاق صندوق لدعم الابتكار بتكلفة مليار جنيه لتمويل البنية التحتية للشركات الصغيرة، وأخيرًا المحور الخامس المتمثل في الحوكمة، ويتمثل دور البنك المركزي في أكثر من مجرد الإشراف على المعاملات، بل امتد للمشاركة في عمليات التحوّل المالي ذاتها، وهو ما دفع البنك المالي لتوقيع اتفاقية تعاون بين ٤ جهات حكومية في يونيو الماضي لدعم التكنولوجيا المالية في مصر.
وأكدت وكيل المحافظ المساعد لنظم الدفع بالبنك المركزي، أن تلك الاتفاقية تعمل على وضع استراتيجية محددة عبر خطط وأهداف للفترة القادمة من ٦ أشهر إلى العام المقبل، بحيث يمكن النهوض وتطوير البنية التشريعية والتنظيمية التكنولوجية للدفع الرقمي ودراسة المخاطر المترتبة على التكنولوجية المالية للحفاظ على سلامة السوق المالي وفي نفس الوقت إطلاق الخدمات بشكل جيد، وكشفت عن اجتماع اللجنة الرباعية مرات عديدة لوضع خريطة وتوحيد على الشركات الناشئة للحصول على تراخيص التكنولوجيا.
ومن جانبه قال محمد إبراهيم، القائم بأعمال نائب رئيس الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات، إن تطور أجيال الاتصالات من الجيل الثاني الثالث للرابع، وحتى الوصول للخامس، يمثلا تطورا ملحوظا إلا أن التحدي الأكبر لهذا التطور هو البنية الأساسية للخدمات المالية، مضيفا أن الجهاز يعمل على تنمية ابتكار الشباب فبشكل كبير خاصة مع حصول الجهاز على العديد من الأفكار الإبداعية من الشباب، التي تتعدى الأفكار، التي وضعتها الجهات الحكومية والمشغلين.
وأضاف أن البنية التحتية للدفع الرقمي من أهم أولويات وزارة الاتصالات وأن الحكومة تعمل على تحويل 4 ملايين خط من كابلات النحاس إلى فايبر وهو ما يعمل على تلأمين البنية التحتية للدفع الرقمي بشكل كبير.
من جانبه قال عصام بركات، وكيل محافظ مساعد وحدة مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب بالبنك المركزي، إن دور الوحدة يتمثل في التحريات وكذلك متابعة التكنولوجيا المالية، حيث تمتلك الوحدة الحق للتحقق من هوية العميل في كل المؤسسات المالية، لافتا إلى أن المتطلبات الكبيرة من العميل تعتبر من أكبر التحديات، التي تواجه التكنولوجيا المالية.
وأضاف بركات أن الوحدة تعمل على التنسيق بين المركزي لإرساء القواعد التشغيلية للتعامل عبر الهاتف المحمول في مصر، حيث تنسق الوحدة مع البنك المركزي في العديد من القواعد، وتطوير تكنولوجيا المالية، وأن الشركة تعمل حاليًا على وضع العديد من القواعد الخاصة بالدفع عبر المحمول، منها بند بالمرونة المستقبلية لتطبيقها على كافة المنتجات بالأسواق.
وأوضح أن الوحدة وضعت قواعد ثابتة لأي منتج يدعم الشمول المالي بحيث أن أي بنك يمتلك يدعم الشمول المالي يمكنه الحصول على موافقة الوحدة بسهولة، وكشف عن الموافقة على أول طلب لاستخدام "الاستاندر" الجديد تم أمس في معرض cairo ict، كما سيتلقى البنك المركزي أول طلب اليوم للموافقة على المنتج.
وأشار وكيل محافظ مساعد وحدة مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب بالبنك المركزي، إلى أن الأصل في الاشتباه للمتطورين في عمليات غسل الأموال يتمثل في أن العميل نزيه وشريف إلا في حالة وجود مؤشر لإمكانية غسل أموال من غيرها عبر فحص المعاملات المالية ومبرراتها، وفي حالة وجود دليل أكيد يتم التعامل مع الجهات المختصة في هذا الإطار.
من جانبه قال طارق إبراهيم، مستشار رئيس هيئة الرقابة المالية، إن الهيئة العامة للرقابة، مسؤولة عن استقرار سوق الأموال غير المصرفية في مصر كالتأمين وسوق البورصة والتمويل بمختلف الأشكال، وأن الهيئة تنظر إلى تلك الأسواق عبر عدة عناصر مختلفة وهي مقدم الخدمة والمراقب والمستهلك.
وأضاف أن استخدام التكنولوجيا المالية يصعب عمليات الرقابة إلا بوجود قواعد تنظيمية دقيقة لمراقبة واستقرار الأسواق، مشيرًا إلى أن وحدة غسل الأموال تعمل على توعية العاملين بالسوق لتمكينهم من تقديم الخدمات وتوفير متابعة دورية لأدائهم، وبناء عليه تقوم الوحدة كرقيب بمتابعة النداء لمنع حدوث أي أخطاء.
وتابع أن الرقابة المالية والبنك المركزي يعملان على رؤية موحدة للخدمات المالية في مصر، وأن استخدام التكنولوجيا من زمن طويل جدًا منذ وجود المحمول في مصر، لافتا إلى أن التحدي الأكبر يتمثل في طبيعة الخدمات، التي ممكن أن تتعدى الحدود وهو ما يحتم وجود متابعة من الرقابة على الخدمات، التي يمكن تقديمها، وهو الأمر الذي تعمل عليه الرقابة المالية حيث بدأت التوعية بخدماتها والخدمات المصرية لمعرفة طبيعة الخدمات للمشغلين قبل تقديمها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة