قبل نهاية عام 2019، كان هواة الفلك والمهوسون بالظواهر الفلكية على مواعد مع مشهد بديع بقبة السماء، حيث يرصد الآن بسماء مصر والوطن العربى، هلال قمر جمادى الأولى وكوكب الزهرة يزينان الأفق الغربى لقبة السماء فى ظاهرة مشاهد بسهولة بالعين المجردة وهى فرصة مثالية للتصوير فى هذه الليلة الشتوية الباردة.
اقتران القمر والزهره، حيث ابتعد القمر عن وهج ضوء شمس الغروب مقارنة بالليلة الماضية، وأصبح مرتفعاً فى السماء، وسيلاحظ أن الجانب غير المضاء من سطح القمر بنور الشمس مضاء بضوء خافت، ذلك الضوء الخافت عبارة عن ضوء الشمس المنعكس عن الأرض والساقط على القمر.
ويظهر الزهرة للراصد بالعين المجردة كنقطة ضوئية براقة ساطعة أعلى هلال القمر هذه الليلة، ومن خلال التلسكوب يمكن بسهولة رؤية قرص الكوكب، حيث يبدو مثل القمر الأحدب مضاءً بنسبة 82.9% فى الوقت الحالى، إلا أن هذا الكوكب لا يمكن رؤية تضاريس سطحه أبداً بسبب طبقة الغيوم الكثيفة التى تحيط به على الدوام، إلا أنها السبب الرئيسى فى إعطائه البريق الخلاب فى قبة السماء.
وكشفت الجمعية الفلكية بجدة فى تقرير لها، أنه مرور الوقت ستنتقل هذه الأجسام جميعًا نحو الغرب نتيجة دوران الأرض حول محورها، ولكن الحركة الحقيقية للقمر هى نحو الشرق بالنسبة للنجوم والكواكب، لذلك فى مساء اليوم الأحد سيلاحظ أن القمر قد غير موقعة بالنسبة للزهرة مندفعًا نحو الشرق وهى حركته الطبيعية فى مداره حول الأرض.
ويعتبر هذا الوقت من الشهر القمرى مثالى لرصد الأجسام الخافتة فى أعماق الفضاء كالمجرات والسدم والعناقيد النجمية من المواقع خارج المدن، نظرًا لأن السماء ستكون مظلمة بعد غروب القمر مبكرًا والذى عادة يطمس الأضواء الطبيعية فى قبة السماء.
وبمراقبة القمر خلال الأسابيع المقبلة ستزداد إضاءة قرصه وهو فى طريقه نحو البدر المكتمل وحدوث خسوف شبه الظل فى العاشر من يناير المقبل.
وفى سياق متصل، سكون هواة الفلك والمغرمون بالظواهر الفلكية خاصة ظاهرتى الكسوف والخسوف على موعد خلال 2020 مع عدد الخسوفات والكسوفات التى يترقبها هواة الفلك وعلماؤه، ويصل عددها لحوالى 4 خسوفات قمرية وكسوفان للشمس.
وفى البداية يمكن أن نؤكد أنه يمكن الاستفادة من ظاهرتى الكسوف الشمسى والخسوف القمرى للتـأكد من بدايات ونهايات الأشهر القمرية أو الهجرية، حيث إن الظواهر تعكس بوضوح حركة القمر حول الأرض وحركة الأرض حول الشمس.
ويحدث الكسوف الشمسى فى وضع الاقتران أو الاجتماع أى أن حدوث الكسوف الشمسى يشير بقرب ولادة الهلال الجديد، ويعتبر مركز الكسوف هو موعد ميلاد القمر الجديد، كما يحدث الخسوف القمرى فى وضع التقابل أى فى منتصف الشهر القمرى عندما يكون القمر بدرا.
وفى أول ظواهر الخسوف والكسوف بعام 2020، تكون الكرة الأرضية على موعد مع خسوف شبه ظلى للقمر الجمعة 10 يناير 2020، يتفق وسطه مع توقيت بدر شهر جمادى الأولى لعام 1441 هجريا، حيث يغطى ظل الأرض 90% من سطح القمر.
وهذا الخسوف لا يمكن رؤيته بالعين المجردة ويمكن رؤيته من خلال التليسكوبات فى المناطق التى يظهر فيها القمر عند حدوث الخسوف ومنها "قارة أورويا – قارة أسيا – معظم قارة استراليا – قارة أفريقيا – شمال غرب أمريكا الشمالية – شرق أمريكا الجنوبية – غرب المحيط الباسفيكى – المحيط الأطلسى – المحيط الهندى – القارة القطبية الشمالية".
وأوضحت الجمعية الفلكية بجدة فى تقرير لها، أنه في مطلع هذه السنه يتوقع أن تقدم شهب الرباعيات عرض استثنائي للراصدين في النصف الشرقي من الكرة الأرضية حيث ستكون لهم الأفضلية حيث يتوقع أن تتساقط بمعدل 100 شهاب في الساعة .
وأشارت الجمعية الفلكية بجدة، إلى أنه سيحدث أول خسوف للقمر يوم الجمعة 10 يناير (15 جمادى الأولى 1441) وهو خسوف شبة ظل بسماء مصر والوطن العربي، وفي هذا النوع من الخسوف يبقى كامل قرص القمر مضاء بنور الشمس ولكن ستقل اضاءته نسبياً وقد لا يكون ذلك ملاحظ للعين المجردة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة