مأساة يعيشها 50 أسرة بمنطقة الورديان غرب الإسكندرية ، تم إخلاؤهم من منازلهم ، حيث وقعت الكارثة منذ نحو شهرين ، وفوجئ أهالى منطقة الورديان بميل فى عقار حديث أنشأ عام 2012 ، وتسبب ميل العقار فى تشققات وشروخات بالعقار المجاور والمكون من 11 دور.
وأخلت الأجهزة التنفيذية بالمحافظة، العقار المائل و4 عقارات أخرى مجاورة له ، حفاظا على الأرواح لحين اتخاذ الإجراءات اللازمة وثبات العقار المائل، وكلفت المحافظة اللجنة الهندسية للمنشأت الآيلة للسقوط ، بمعاينة العقار المائل والعقارات المجاورة وإصدار تقرير بالوضع الآمن ، وما كان من اللجنة إلا بإصدار قرار بإزالة 11 دور من العقار المائل من أصل 18 دورا، وأوصت بالحظر من العقار المائل لمدة 6 أشهر مما أدى الى بقاء الأسر التى تم إخلاؤها بالشارع لمدة 6 أشهر وفق قرار اللجنة، وتنصل كافة الجهات المعنية من قرار عودة السكان بالعقارات المجاورة ، خوفا من تحول أيا من تلك الجهات لقرار عودة السكان دون صدور قرار رسمى من اللجنة بثبات ميل العقار.
وتقول هدى محسن مقيمة بنفس العقار فى الدور الـ11 والدور الأخير، أنه تم إخلائهم من منازلهم من يوم 29 أكتوبر فى الساعة العاشرة مساءا ،وحتى الآن فى الشارع ، لم يتمكنوا من العودة إلى منازلهم بسبب تأخر قرار اللجنة الهندسية المنوط بها معاينة العقار المائل.
وأضافت قائلة لـ" اليوم السابع ": حن فى العقار المجاور مكون من 11 دور أى 22 أسرة متضررة، يوم 29 أكتوبر الماضى سمعنا صوت شديد ، وفى الساعة 7 صباح اليوم التالى وجدنا ميل فرق بين العقاريين نحو 5 سم، وبمرور اليوم وجدنا الصوت يزداد، وفوجئنا أنه الجار المقيم فى الدور الخامس قد كسر السيراميك داخل شقته، وشعرنا بالخوف وفى مساء نفس اليوم، وجدنا أن الفرق بين العقارين قد ازداد إلى 8 سم ، واضطررننا إلى الاتصال بالشرطة، وتم تحرير محضر بالقسم وقامت الأجهزة التنفيذية بالحضور فور البلاغ و تم قطع المرافق عن العقار المائل ، والعقار الذى نقطن فيه.
وأضافت: بعد معاينة العقارين، ومعاينة الشقق فى العقار المجاور تبين أنه لابد من الإخلاء ، خاصة بعد حدوث تشققات وشروخات داخل شقتى من الجانب الملاصق للعقار المائل ، وبعد أن نزلنا وتم الإخلاء الإدارى للعقار المائل و 6 عقارات مجاورة ، توقعنا أن الأزمة سوف تستمر لمدة يوم أو اثنين على الأكثر، ولكنه امتد الى الآن ولمدة شهرين ، ونحن نقيم خارج المنزل.
وقالت: " تعبنا ولدينا أولاد بالمدارس وعندهم امتحانات ونحتاج الى العودة الى منازلنا خاصة أن العقار الذى نعيش به سليم إنشائيا "، وطالبت بسرعة إنهاء إجراءات اللجنة للعودة لمنازلهم ، مشيرة إلى أن سكان العقار طرقوا كل الأبواب حيث توجهوا الى رئيس الحى والشرطة وكلية الهندسة ، والجميع رفض إصدار قرار عودتهم الى منازلهم ، وتساءلت: من يستطيع إصدار قرار عودتنا الى منازلنا والجميع يكرر الأمر ليس بيدى ؟ والقرار بيد من؟ وطالبت بتدخل المسئولين خاصة اللواء محمد الشريف محافظ الإسكندرية للضغط على اللجنة لسرعة إصدار قرار العودة الى منازلهم خاصة، وأنهم متضررين من العقار المائل المجاور وليس لهم ذنب فى مشكلة دمرت حياتهم وحياة الأسر المتواجدة بالعقارات المجاورة.
وتقول علا على تقطن فى الدور الرابع من العقار المجاور للعقار المائل ، أنه تم إخلاء المنازل المجاورة بنحو 50 أسرة ، من يوم 30 أكتوبر وحتى الآن ، مؤكدة فى تصريحات خاصة لـ" اليوم السابع "، أنه لا جديد رغم انتهاء المقاول من أعمال الهدم في العقار المائل، حيث تم هدم نحو 8 أدوار لضمان ثبات العقار المائل ، وطالبت بتدخل المسئولين لإصدار قرار بعودة السكان بالعقارات المجاورة إلى منازلهم ، قائلة: "مش عارفين العطلة فين ذهبنا الى الحى والقسم وتعبنا أوى و نفسنا نرجع بيوتنا وأولادنا مش عارفين يذاكروا ولا عارفين نستقر، ونقيم لدى أقاربنا والمدة طالت".
فى المقابل أصدر حى غرب الإسكندرية برئاسة اللواء هشام كمال رئيس الحى ، بيان حول موقف العقار المائل والكائن 5 شارع البشبيشى بمنطقة الورديان.
وأشار بيان الحى، إلى أنه بتاريخ 30 أكتوبر 2019 ورد لغرفة عمليات الحى بلاغ بشأن بسقوط أجزاء من العقار 5 البيشبيشى مع ناصية الشيخ طموم بمنطقة الورديان ، وتوجه لموقع البلاغ رئاسة الحى اللواء هشام كمال واللواء حمدى الحشاش سكرتير عام المحافظة والقيادات الأمنية بمديرية أمن الإسكندرية ومدير الإدارة الهندسية ومدير إدارة المشروعات وفنى الإدارة الهندسية والمشرف على المتابعة الميدانية بالفحص والمعاينة على الطبيعة، تبين أن العقار الذي يتساقط منه أجزاء رقم 5 شارع البيشبيشى مع ناصية الشيخ طموم وهو عبارة عن دور أرضى محلات، بالإضافة لعدد 16 دور علوى وجزء بالسابع عشر علوى.
وأكد حى غرب، أن العقار تم بناؤه بدون ترخيص سنة 2012 وصادر له عدد "22" قرار إزالة حتى سطح الأرض ، وتم اتخاذ جميع الاجراءات القانونية الخاصة بالإزالة ، حيث تم إخلاء العقار نفسه وعدد "4" عقارات المحيطة حفاظا على أرواح وممتلكات المواطنين ، وتم غلق جميع الشوارع المؤدية بالحواجز الحديدية تحرر عن الواقعة محضر رقم 5787 لسنة 2019 إدارى مينا البصل.
وأضاف الحى أنه بتاريخ 31 أكتوبر 2019 تم حصر عدد السكان المتضررين وصرف إعانات عاجلة لهم كما تم تكليف لجنة هندسية مشكلة بقرار المحافظ السابق الدكتور عبد العزيز قنصوة ، للمعاينة والفحص وإصدار توصيات وإصدار اللجنة الهندسية قرارها النهائى.
وبتاريخ 1 نوفمبر 2019 أصدرت اللجنة الهندسية التقرير الفنى والذى أوصى بتخفيف أحمال العقار وتم التوصية بالإزالة الفورية لعدد "11" دور ليصبح المبنى مكون من دور أرضى وعدد سبعة طوابق علوية فقط، حيث تم تسليم مقاول الإزالة بالحى لتنفيذ التوصيات اللجنة ، وتم بالفعل هدم وإزالة عدد "11" دور وتم تخفيف الأحمال.
وحول قرار عودة السكان الى منازلهم ، أوضح البيان أنه يتم حاليا إجراء أعمال رصد مساحى دقيق للعقار، وهذا يعنى استخدام محطة أرصاد متكاملة وبدقة لا تزيد عن 1مم ولمدة لا تقل عن ستة أشهر بعد الانتهاء من تنفيذ أعمال الإزالة للتأكد من ثبات حالة العقار.
وتم التنسيق مع كلية الهندسة المركز الهندسى لتوفير الجهاز، حيث إنه متوافر بكلية الهندسة قسم المساحة وتحديد المدة الزمنية المطلوبة لعودة سكان العقار والعقارات التى تم إخلاؤها لمنازلهم.
وتم إجراء أعمال الكشف على شبكات التغذية بالمياه، وكذلك شبكات الصرف الصحى فى محيط العقار وإصلاح أو استبدال ما يلزم.
وأضاف البيان، أنه بتاريخ 21 ديسمبر 2019 تم نزول اللجنة الهندسية واستخدام جهاز الرصد المساحى، حيث تم أخذ رصد لموقع ثابت بالعقار لمتابعة ميل العقار والحالة الفنية له وجار الرصد مرة أخرى لمدة أسبوعين متتاليين من تاريخه لإصدار اللجنة الهندسية تقريرها النهائى بشأن العقار والعقارات المحيطة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة