بالأمس سجلت مدينة سانت كاترين فى جنوب سيناء درجة حرارة 2 تحت الصفر، ما يعنى أن الجو وصل إلى مرحلة الثلج والصقيع، ولم أتذكر فى هذه اللحظة سوى الجندى المصرى المرابط على الحدود سواء من رجال الجيش أو الشرطة، لحماية كل ثغر وتأمين كل شبر من أرض هذا الوطن الغالى، فإرادتهم لا تلين وعزيمتهم لا تعرف الشدائد والمحن.
فى الوقت الذى انشغل فيه الآلاف بمتابعة احتفالات الكريسماس، فى المنتجعات السياحية، والفنادق الفخمة والمطاعم الراقية، كان هذا الجندى يحمى حدود مصر الشرقية، ويؤدى خدمته لتأمين موقعه ومن معه من رفقاء السلاح، وأنت تغط فى نوم عميق داخل حجرتك المغلقة وتحت "البطانية" غالية الثمن، والمدفأة المستوردة، بينما تجمعت قطع الثلج على ملابس الأبطال واحمرت وجوههم من قسوة الصقيع وبرودة الجو، إلا أن سلاحهم "صاحى" وعزيمتهم حديد ودفء الوطن يمنحهم القوة والشجاعة، فهم يعرفون جيدا أن كل مصرى لن يشعر أبدا بأى دفء إذا غاب عنه دفء الوطن.
أستدعى هذا المشهد لأسستشعره بنفسى وأنا أستمتع بنوم هادئ على سريرى وسط عائلتى وأبنائى، لأشكر الله على أنه منحنا من يحمينا ويدافع عنا ويمنح قلوبنا الأمن والطمأنينة والسلام، فهذا الجندى البطل لم تمنعه حرارة الشمس أو ثلج الشتاء عن أداء واجبه وحماية حدود وطنه، دون أن ينتظر مكافأة أو عبارات شكر وثناء.
ومع قرب الاحتفال ببداية العام الجديد، يجب أن نجعل هذا الجندى البطل المرابط على حدود سيناء أو فى أقصى حدود الجنوب على المنافذ البرية مع السودان الشقيق، أو أقصى الغرب ، حيث منفذ السلوم البرى، أو شواطئ المتوسط من رفح حتى مطروح، كل هؤلاء يستحقون التحية والتقدير والاحتفال جيشا كانوا أو شرطة، فكلهم أبناء هذا الوطن وحماته المخلصين.
رسالتى إلى كل جندى مصرى من أبناء الوطن قبل أيام من بداية العام الجديد: "كل عام وأنت بخير، أحمل لك التحية من كل بيت ودار فى ربوع المحروسة، وأشكر أمى وأختى وابنتى التى أنجبت لنا بطلا، يحمينا فى النوم واليقظة، ويمنحنا الدفء والقوة رغم ما يحيط به من ثلج وصقيع، فسلاحك المرفوع، وهمتك الحاضرة، وبصرك الحديد، وقلبك النابض بالأمل يمنحنا الحياة.. نحن معك وبجوارك، نحيا من قوتك ونأنس بصوتك الأجش الذى يزلزل الأعداء، ويلقى الرعب فى قلوبهم.. كل عام وأنت البطل".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة