حالة من الجدل أثارتها فتاة صينية، عندما قررت الاتجاه نحو تجميد بويضاتها، من أجل الحفاظ على فرصتها بالإنجاب، إذا ما قررت تأجيل خطوة الزواج، وهو الأمر الذى رفضته إدارة إحدى المستشفيات، مما دفعها إلى اللجوء إلى القضاء، ربما لتسلط المنابر الإعلامية الدولية المزيد من الضوء على أوضاع الداخل الصينى فى المرحلة الراهنة.
العيادات الخاصة تمثل شبح يواجه القوانين الصينية
الفتاة الصينية لجأت إلى القضاء، حيث تشهد محكمة تشاويانج الشعبية، اليوم الاثنين، القضية التى رفعتها، ضد المستشفى التى رفضت إجراء العملية لها، بسبب موانع قانونية.
الفتاة الصينية تدلى بتصريحات لوسائل الإعلام
وبحسب القوانين الصينية، فإن العملية المطلوبة تقتصر على السيدات المتزوجات، وهو الشرط الذى لا يتوفر لدى تيريزا شو، والتى تبلغ من العمر 31 عاما، حيث يتوجب على المستشفى الإطلاع على كافة المستندات التى تثبت ارتباطها بعقد زواج، حتى يمكنها إجراء العملية، التى تهدف إلى تأجيل الإنجاب لفترة معينة.
الفتيات الصينيات يلجأن لتأجيل الزواج من أجل التفرغ للعمل
والهدف من العملية هو حماية بويضات المرأة هو حمايتها من التدهور مع التقدم فى العمر، وهو الأمر الذى يقلل فرصة الإنجاب مع زيادة العمر، وبالتالى تمثل مثل هذه العملية فرصة للحفاظ على فرصتها فى الإنجاب، فى حالة الإقبال على تأجيل الخطوة، أو تأخر الزواج.
القضاء الصينى ينظر جلسة تجميد البويضات
وتبدأ قصة تيريزا منذ نوفمبر 2018، عندما قامت بزيارة إلى مستشفى بكين لأمراض النساء والولادة، حيث طالبت المسئولون بإجراء عملية لتجميد بويضاتها، فى ظل عدم رغبتها فى الزواج فى المرحلة الحالية، حيث أنها تريد التفرغ لعملها ككاتبة مهتمة بالقضايا الاجتماعية.
النمو الاقتصادى دفع قطاع كبير من الفتيات إلى الاستقلال المادى
تقول تيريزا أنها عندما ذهبت إلى المستشفى للمرة الأولى لإجراء فحص طبى، واجهت سؤالا عن حالتها الاجتماعية، من الطبيب المعالج، والذى أسدى لها النصيحة، قبل معرفته بأنها مازالت لم تتزوج، بأن تنجب طفلا الآن، بدلا من الاتجاه نحو تجميد بويضاتها.
تجميد البويضات للفتيات قبل الزواج محظور فى الصين
وأضافت "وعند زيارتى الثانية.. تفاجأت بأنه يرفض إجراء العملية بسبب القوانين التى تحظر مثل هذه العمليات على الفتيات قبل الزواج، مما دفعنى إلى اللجوء إلى القضاء."
تيريزا شو كاتبة مهتمة بالقضايا الاجتماعية
الفتاة الصينية أبدت امتعاضها من طريقة العمل داخل المستشفى، حيث ترى أنه من الطبيعى أن تذهب للحصول على خدمة طبية احترافية، ولكن الرد جاء بعيدا عن الاحترافية، حيث وجدت نصيحة غير مرغوب فيها من الطبيب المعالج، يحثنى على ترك عملى جانبا من أجل إنجاب طفل فى الوقت الحالى.
تيريزا شو
ويبدو أن القوانين الصينية فى هذا المجال ربما تفتح الباب على مصراعيه أمام العيادات غير المرخصة للعمل بارتياحية شديدة، فى ظل اتجاه قطاع كبير من الفتيات إلى اتخاذ نفس النهج، لتأجيل خطوة الزواج، حفاظا على أعمالهن، ورغبتهن فى التفرغ للعمل من أجل بناء مستقبل أفضل لهن.
شو لجأت إلى مقاضاة مستشفى حكومى رفض تجميد بويضاتها
وتقول الفتاة الصينية أن حملات دعائية ينظمها أرباب العيادات غير المرخصة، لإجراء هذا النوع من العمليات، داخل المستشفى الحكومى، الذى ذهبت إليه، موضحة أنه بمجرد دخول الحمام، تجد سيدات تحاولن إقناع الفتيات اللجوء إلى عيادات بعينها، تقوم بإجراء العملية، وهو الأمر الذى تراه تيريزا يمثل خطورة كبيرة على حياة مئات الفتيات اللاتى ربما يجدن فى مثل هذه العيادات بديلا لهن.
النمو الاقتصادي السريع في الصين ساعد بصورة كبيرة على تهيئة الظروف المناسبة للنساء المستقلات حتى يصبحن مستقلات مالياً، لكن سياسات البلاد وصناعاتها الطبية لم تتماشى بالضرورة.
مبنى المحكمة الصينية
الفتاة الصينية المثيرة للجدل يبدو أنها قررت أن تخوض التحدى، رغم تلقيها العديد من العروض، لإجراء العملية بالخارج، خاصة فى تايلاند، أو الولايات المتحدة، إلا أنها ترفض ذلك حيث تسعى إلى مواصلة قضيتها أمام المحاكم الصينية، حتى يمكنها حماية حق غيرها من الفتيات فى انتهاج الطريق الذى ترغبن فيه، بعيدا عن القوانين التى مازالت عاجزة عن مجاراة التطورات الكبيرة التى تشهدها الحياة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة