طبيبة جنوب أفريقية تعرضت للتشهير لحربها على الختان التقليدى: أدق ناقوس الخطر

الأحد، 22 ديسمبر 2019 02:53 م
طبيبة جنوب أفريقية تعرضت للتشهير لحربها على الختان التقليدى: أدق ناقوس الخطر الطبيبة الجنوب أفريقية ماميسا تشابولا نكسيوينى
كتب محمد رضا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تعرضت الطبيبة الجنوب أفريقية ماميسا تشابولا نكسيوينى، للانتقادات والتشهير والتهديد، خلال عقود مضت امتدت سنواتها إلى 30 عامًا، بسبب انتقادها لعمليات الختان، لكنها مستمرة فى معركتها لوضع حد للوفيات والبؤس الناجم عن ختان الذكور التقليدى فى بلدها.

 

ويقول تقرير نقلته "العين الإخبارية، عن وكالة الأنباء الفرنسية "أ ف ب"، "يخضع صبية مراهقون من القبائل المختلفة فى جنوب أفريقيا مرتين فى السنة، فى الصيف والشتاء، لطقوس ختان تقليدية، يتم تعليمهم من خلالها كيف يصبحون رجالاً"، مضيفًا "ويحظر على الأطفال شرب المياه بهدف الحد من دخول المرحاض والتبول، وقد يمضون عدة أسابيع فى أكواخ بالمناطق الريفية النائية، بعيداً عن الرعاية الطبية للشفاء التام".

الطبيبة الجنوب أفريقية ماميسا تشابولا نكسيوينى
الطبيبة الجنوب أفريقية ماميسا تشابولا نكسيوينى

 

وأضاف "غالباً ما يجرى عمليات الختان ممارس تقليدى ليس لديه تدريب طبى حديث، وتتم العملية فى ظروف غير صحية، ما يتسبب فى وفاة العشرات من المراهقين كل سنة، ويعانى الكثير من ألم يستمر طيلة حياتهم.. ولهذا السبب، قررت ماميسا التدخل قبل 3 عقود، محاولة وضع حد لهذا الموضوع الذى يعتبر مسألة حساسة فى البلاد، خصوصاً كونها امرأة".

 

من جهتها، قالت الطبيبة الجنوب أفريقية: "لست نادمة أبدًا.. كنت أدق ناقوس الخطر لحض الحكومة على التحرك فى الوقت الذى كان فيه الأولاد يموتون وما زالوا، جراء عمليات الختان الفاشلة.. فاضطررت لاتخاذ موقف"، ويوضح التقرير أن هذه الأم تعالج معظم الصبية الصغار من بلدة مذرويل فى بورت إليزابيث، حيث تنتشر فيها هذه الممارسة، للذين عانوا من عمليات ختان فاشلة.

 

وهذا التقليد القديم محمى لدرجة أن المرأة التى تكشف السرية المحيطة بالطقوس تصبح منبوذة، وقال مويلو نونكونيان، رئيس الزعماء التقليديين فى مقاطعة كايب الشرقية: "فيما يتعلق بالختان، ليس للمرأة أى دور على الإطلاق.. هذه مسألة للرجال وحدهم".

طبيبة تحارب الختان التقليدى القاتل فى جنوب أفريقيا على مدار 30 عاما
طبيبة تحارب الختان التقليدى القاتل فى جنوب أفريقيا على مدار 30 عاما

 

وتساعد ماميسا، الفتية الذين هم على استعداد للتعرض لنبذ لعدم كونهم "رجالاً بما فيه الكفاية"، من خلال التماس الرعاية الطبية، وأوضحت ماميسا: "أعرف جيداً وصمة العار التى ستلحق بالمبادرين الذين عالجتهم، خصوصاً أننى امرأة، لكن لدى أخلاقيات مهنية، وعلى إنقاذ الأرواح"، وأضافت "يجب أن تتغير الأمور.. نعم، هذا التقليد موجود، لكن يجب موازنة الحياة والموت"، متسائلة: "ما الهدف من القول إنك تعد الأولاد ليكونوا رجالاً صالحين.. فيما لا يصلون حتى إلى هذه المرحلة؟".

 

ويقول الخبراء، إن الختان عندما يتم بشكل آمن يعد سلاحاً فى مكافحة فيروس نقص المناعة البشرية "إيدز"، إذ تؤدى إزالة القلفة إلى إزالة خلايا معينة تكون عرضة للإصابة بهذا الفيروس، ونتيجة لذلك، قامت منظمة الصحة العالمية، باللجوء إلى الختان فى معركتها ضد فيروس الإيدز فى جنوب أفريقيا، وهى دولة تعانى من أعلى معدلات انتشاره فى العالم.

طبيبة جنوب أفريقية تحارب الختان القاتل فى وطنها
طبيبة جنوب أفريقية تحارب الختان القاتل فى وطنها

 

وتشير الإحصاءات الرسمية إلى أن خُمس السكان الذين تراوح أعمارهم بين 15 و49 عاماً مصابون بفيروس نقص المناعة البشرية، لكن هذا البرنامج طوعى، وينفذ بموجب إجراءات طبية صارمة، وهى ممارسة بعيدة كل البعد عن الختان التقليدى الذى يتم بظروف غير صحية.

 

وتفيد لجنة تعزيز وحماية حقوق المجتمعات الثقافية والدينية واللغوية التى عينتها الحكومة، بأن 500 صبى لقوا حتفهم خلال السنوات الخمس الماضية، وبعد 3 أسابيع فقط من موسم ختان الصيف لهذا العام، توفى 23 صبياً فى الكايب الشرقية، مقارنة بـ17 حالة وفاة خلال الشتاء الماضى، بدوره، قال وزير الصحة زويلى مخيز، إنه "من الممكن منع حصول الوفيات"، موضحاً أن معظمها كانت نتيجة للجفاف، إذ يعتقد البعض أنه يجب على المختون عدم شرب المياه.

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة