شهدت العديد من الشوارع والطرق الرئيسية فى مختلف أنحاء لبنان، اليوم الجمعة، حالة من الاضطراب الشديد واحتجاجات واسعة؛ جراء إغلاق محطات الوقود فى لبنان لليوم الثانى على التوالى فى ضوء الإضراب العام الذى دعا إليه قطاع المحروقات فى البلاد، حيث قطع مواطنون الطرق باستخدام سياراتهم ومركباتهم وأبقوا عليها فى منتصف الطرق، كما افترش البعض الآخر الطرق بأجسادهم.
واحتشد اللبنانيون حاملين "الجالونات البلاستيكية" أمام محطات الوقود، فى حشود كبيرة وعلى نحو بدا لافتا، مطالبين بتعبئتها بالبنزين، بعدما توقفت سياراتهم بصورة لافتة فى منتصف الطرق جراء نفاد الوقود، فى حين قام آخرون بإطفاء محركات سياراتهم فى منتصف الشوارع الرئيسية والفرعية احتجاجا على نقص البنزين لديهم.
وبدا واضحا أن الفئة الأكثر تضررا جراء النقص الحاد فى الوقود، هم سائقى سيارات الأجرة ومن يعملون فى توصيل الطلبات عبر الدراجات النارية، حيث علت أصواتهم أمام المحطات وهم يحملون الجالونات، مؤكدين أن توقفهم عن العمل يؤثر بشكل كبير على أرزاقهم.
وشهدت بعض المناطق مشاحنات ومشادات كلامية بين المواطنين وأصحاب المحطات والعاملين فيها، مطالبين بالسماح لهم بالحصول على الوقود، لاسيما بعدما شوهدت بعض المحطات وهى تقوم بملء بعض الجالونات وبعض الدراجات النارية والسيارات دون الأخرى بشكل استنسابي، وهو ما تسبب فى حدوت تجمعات وتجمهر.
وانتهزت عدد من محطات الوقود الفرصة وقامت ببيع صفيحة البنزين (20 لترا) بـ 50 ألف ليرة لبنانية، بما يوازى ضعف السعر الرسمى للبيع، وهو الأمر الذى قامت معه وزارة الاقتصاد بالدفع بمراقبين لضبط هذه الحالات واتخاذ الإجراءات القانونية بحق مرتكبيها.
من ناحية أخرى، نجح الجيش فى فتح بعض الطرق فى عدد من المناطق والتى كان قد أغلقها المحتجون جراء أزمة الوقود، بعد تفاوض مع المواطنين وإقناعهم بفتح الطرق أمام حركة السير.
ومن جانبها، أكدت نقابات أصحاب أصحاب الصهاريج والمحطات وموزعى المحروقات، الاستمرار فى الإضراب وإغلاق محطات الوقود، مؤكدين أنهم يتعرضون لخسائر مالية كبيرة وممتدة منذ نحو 6 شهور جراء نقص الدولار ووجود سعرين للصرف، الأمر الذى دفعهم لإعلان الإضراب العام المفتوح والمضى قدما فيه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة