استحوذت جريمة قتل صيدلانية لطفلتها في النزهة بالقاهرة، على اهتمام مواقع التواصل الإجتماعي، حيث تعاطف رواد السوشيال ميديا مع الضحية، التي قتلت بسبب الخلافات الزوجية بين أبويها، وكانت حبوب " الفيل الأزرق
" المخدرة من أسباب ارتكاب الجريمة حيث تعاطتها الأم القاتلة.
وتساءل كثيرون عن هذه الحبوب وخطورتها على صحة المواطن، وأطلقت أسماء عديدة على الحبوب التى انتشرت خلال الأونة الأخيرة والتى عرف عنها الكثير من الهلاوس والمشاكل الصحية الخطيرة والتى تصل إلى الوفاة، ولكن الكثيرين لا يعلمون ما هى هذه الأقراص ومما صنعت وتأثيرها على الصحة والمضاعفات، لكنهم يطلقون عليها " جزيء الروح" أو "الفيل الأزرق.
وأكد موقع "healthline" إن هذا العقار اسمه العلمى DMT أو ثنائي ميثيل تريبتامين وهو من الأدوية المهلوسة ينتج هذا الدواء تأثيرات مشابهة لتلك الخاصة بالمخدرات المخدر ، مثل LSD والفطر السحري، وهناك أسماء أخرى لهذا العقار تشمل "فنتازية لحن موسيقي ، رحلة رجل أعمال، الذهان لمدة 45 دقيقة، جزيء روحي"، فمادة DMT هي مادة مدرجة ضمن الجدول الأول للأدوية المخدرة ، مما يعني أنه من غير القانوني صنعها أو شرائها أو امتلاكها أو توزيعها، ويحدث DMT بشكل طبيعي في العديد من الأنواع النباتية ، والتي استخدمت في الاحتفالات الدينية في بعض بلدان أمريكا الجنوبية لعدة قرون، ويمكن أيضا أن تكون مصنوعة كيميائيا في المختبر.
وربما يتساءل هل حقا هذه المادة موجود بشكل طبيعي في عقلك؟، فلا يوجد من يعرف بالتاكيد، يعتقد بعض الخبراء أن الغدة الصنوبرية تنتجها في المخ وتطلقها عندما يحلم الشخص،يعتقد آخرون أنه يتم إطلاقه أثناء الولادة والموت.
ويتساءل البعض عن الشعور الناتج عن تناول حبوب الفيل الأزرق؟، فكما هو الحال مع معظم العقاقير ، يمكن أن يؤثر DMT على الناس بطرق مختلفة جدًا. وفيما يتعلق بآثاره النفسية ، فقد وصف الخبراء الشعور بأنه مثل السفر عبر نفق من الأضواء كما يرى البعض الأشكال الساطعة ويصف آخرون التجربة بأنهم تحولوا إلى شيء آخر، هناك أيضًا بعض من يبلغ بهم الأمر زيارة عوالم أخرى والتواصل مع كائنات شبيهة بالإنسان.
وحول كيفية استهلاكها؟، فعادة ما يأتي DMT الاصطناعية في شكل مسحوق بلوري أبيض يمكن تدخينها في أنبوب ، تبخيرها ، حقنها ، أو شمها، وتعمل حبوب DMT الاصطناعي بسرعة كبيرة ، مما ينتج عنه تأثيرات خلال 5 إلى 10 دقائق، بشكل عام ، تستمر تأثيرات مادة DMT المستنشقة أو المشبعة أو المحقونة لمدة 30 إلى 45 دقيقة تقريبًا.
وتسبب DMT عددًا من الآثار الجانبية العقلية والبدنية ، فتسبب النشوة، وهي هلوسة حية،تغيير الإحساس بالوقت، تبدد الشخصية، ترك الكثير من الأشخاص يعانون من تأثيرات عقلية مستمرة لعدة أيام أو أسابيع بعد الاستخدام، ويمكن أن تشمل الآثار الجسديه للـ DMT: سرعة دقات القلب،زيادة ضغط الدم، اضطرابات بصرية، دوخة، اتساع حدقة العين، الإثارة، جنون العظمة، حركات العين الإيقاعية السريعة، ألم في الصدر أو ضيق، إسهال، الغثيان أو القيء.
وأصبحت عقارات الهلوسة – وفقا لـ"ا الخبير القانوني والمحامي سامى البوادى " - تهدد المجتمع فمخاطرها لم تقتصر على متعاطيها فقط، بل كانت سببًا رئيسيًا في العديد من الحوادث البشعة والتي يمكن أن تُحول الإنسان إلى حيوان مفترس، يسرق ويقتل، حيث إن لها تأثيرات مخيفة على متعاطيه والمحيطين به، وتكون آثارها أسوأ من أنواع المخدرات الأخرى مثل الكوكايين والهيروين.
وجميع المواد الكيماوية والمنشطات وحبوب الهلوسة تتشابه من حيث السلوك الإدماني، تسبب تخيلات بصرية لمتناولها وزيادة فى ضربات القلب، ويتحول إلى شخص عدواني فى النهاية، وإذا تم تناولها بكميات كبيرة قد تؤدى إلى الوفاة، إلا أنه عند القبض على شخص وبحوزته هذه الحبوب، فهذا يعنى أنها للاستعمال الشخصي، أما إذا زادت الكمية عن ذلك تصبح تجارة، فيتم التعامل معه بناء على معلومات مسبقة باتجار هذا الشخص فيها، وجديرا بالذكر أن بعض حبوب الهلوسة لم توضع بعد فى جدول المخدرات، لأنها ظهرت حديثًا.
وبالتالي عند ضبط المتعاطي وهى بحوزته لا يعاقب قانونًا عليها، فلا جريمة إلا بنص قانونى، إلا أن القانون المصري وضع عقار الـLSD فى جدول الممنوعات، لأنه متداول منذ مدة طويلة، أما مواد الهلوسة الجديدة على السوق ومنها "الفيل الأزرق" والـdmt و"الفلاكا" فليست موجودة فى الجدول لأنها حديثة على مصر، و القانون لا يتعامل مع هذه المواد بحسب تسببها فى الإدمان من عدمه، وإنما يتعامل معها على أساس إذا كانت مخدرة أم لا.
عقوبة التهريب والإتجار بحبوب الهلوسة
عقوبة تهريب وتجارة حبوب الهلوسة، تصل إلى الإعدام فى بعض الأحيان، أما الاتجار، فعقوبته الأشغال الشاقة المؤبدة حسب الأوراق أمام القاضي، فالتعاطي يصل إلى 3سنوات سجنا، وأقلها فى العقوبة الحيازة المجردة، بمعنى أن يتم القبض على الشخص وبحوزته المواد المخدرة، ولكنه لا يتعاطاها، أما إعطائها لشخص دون إرادته وتسببها في قتله فهذا يندرج تحت القتل وتوصيفه إما قتل عمد أو قتل خطأ.
المادة 234 من قانون العقوبات
المادة 234 من قانون العقوبات استخدمت صيغة عامة "من قتل نفسا" دون أن تحدد وسيلة القتل، فيستوي لدى المشرع إذن استعمال الوسائل المادية أو الوسائل المعنوية، كما يستوي ان يكون النشاط في الجريمة سلوكا إيجابيا أو سلوكا، والمقصود بالنشاط الإيجابي هو ذلك الذي يعبر عن تدخل من جانب الفاعل بقصد إحداث النتيجة، أما النشاط السلبي فيتمثل في الامتناع أي نكول الفاعل عن التدخل لحيلولة دون حدوث النتيجة .
وعليه فعند إعطاء شخص بالغ عاقل علي قدر من العلم والدراسة والثقافة الطبية التي تسمح له بمعرفه أضرار وآثار وطبيعة هذه الحبوب المهلوسة حتي ولو لم تكن تندرج في جداول العقاقير المخدرة لطفل صغير غائب المعرفة بكنه هذه المواد وتلك الحبوب في رعايته وتحت مسئوليته، والبالغ المسئول يعي بمحض دراسته ومهنته وطبيعة ثقافته الطبية ويعلم علم اليقين بتأثيرها علي متناولها ومؤدي ذلك علي صحته يتوافر في حقه الجرم وأن اختلف تأصيله باختلاف توافر القصد من وراء تجربته .
فقصد القتل أمر خفي لا يدرك بالحس الظاهر، وإنما يُدرك بالظروف المحيطة بالدعوى والإمارات والمظاهر الخارجية التي يأتيها الجاني وتنم عما يضمره في نفسه فإن استخلاص هذه النية من عناصر الدعوى موكول إلى قاضي الموضوع في حدود سلطته التقديرية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة