الواقع يؤكد أن خبير الأسلحة وكذا خبير مسرح الجريمة لهما دور هام فى تحديد المسافة التى أطلقت منها النيران داخل مسرح الجريمة، وذلك من خلال معاينة الآثار المتخلفة فى مسرح الجريمة كرؤوس الطلقات والأظرف الفارغة، وأثار إطلاق النار، وشكل الاصابة فى مسرح الجريمة وعلى جسم المجنى عليه وملابسه ومتعلقاته.
كما أن وجود حواجز وعوائق طبيعية فى مسرح الجريمة، كالمبانى العالية أو الجبال تمكن الخبير من تحديد مسافة الإطلاق فيما إذا كانت أقرب من تلك الحواجز أم أبعد وفى بعض الإصابات يستطيع الخبير تحديد ما إذا كانت الإصابة مباشرة أم أنها ناشئة عن مقذوف عائد من الجو فى نهاية مشواره أو أن المقذوف اصطدم او اخترق جسم آخر قبل جسم المجنى عليه.
تحديد مسافة الإطلاق من الحواجز والعوائق
فى التقرير التالي، يلقى "اليوم السابع" الضوء على إشكالية كيفية تحديد مسافات الاطلاق وجهة ومصدر الإطلاق فى الجرائم المستخدم فيها اسلحة نارية من خلال علوم مسرح الجريمة، ومتى يسهل على خبير الأسلحة تقدير هذا الأمر من عدمه مع الأخذ بالاعتبار مسار المقذوف النارى فى جسم المجنى عليه – بحسب الخبير القانونى والمحامى محمد محمود.
فى البداية - يجب الأخذ بالاعتبار مسار المقذوف النارى فى جسم المجنى عليه وزاوية دخول المقذوف عند اختراق جسم المجنى عليه، ودرجة الميلان عن طريق معرفة موقع الجروح النارية الدخولية والخروجية فى جسم المجنى عليه وموقع الطوق السحجى بالنسبة للجروح النارية الدخولية، والقيام بالقياسات اللازمة لتحديد درجة الميلان ومعرفة الجهة، والمكان الذى يمكن للإصابة أن تتحقق منه بالشكل الموجود بالمجنى عليه.
تحديد جهة الإطلاق من مسار المقذوف
وفى كثير من الأحيان - قد يكون هناك عدة جهات لإطلاق النار ولكن بإجراء المعاينة الدقيقة للجثة والمسرح وأخذ القياسات الدقيقة وأيضا توفر المعطيات الغير فنية تستطيع تحديد الجهة والمسافة التى حدث منها إطلاق النار إذا لم يحدث عبث بمسرح الجريمة والجثة وملابس المجنى عليه التى كان يرتديها ويوجد بها آثار مقاذيف نارية – وفقا لـ"محمود".
من ناحية أخرى - يصعب تحديد مصدر إطلاق النار فى حالة مسرح الجريمة المفتوح والمستوى ذو التربة الرملية أو شبه رملية الخالى من اى حواجز طبيعية أو غير طبيعية مثل الجبال والمبانى والجدران والحجارة والحواجز الترابية الصلبة والأشجار والسيارات والمركبات وغيرها حيث لا تستطيع العثور على اى آثار لاختراق او اصطدامات المقاذيف فى مسرح الجريمة وحول الجثة بعكس مسرح الجريمة المغلق الذى يكون داخل غرفة أو مبنى أو سيارة أو الذى يوجد به حواجز طبيعية أو غير طبيعية مثل الشارع والأسواق والوديان وغيرها تستطيع تحديد جهة ومصدر إطلاق النار – الكلام لـ"محمود".
الفرق بين مسرح الجريمة المغلق والمفتوح
ببساطة شديدة عندما يكون مسرح الجريمة مغلق داخل غرفة أو مبنى أو سيارة تجد آثار اختراقات أو اصطدامات المقاذيف النارية التى من خلالها تستطيع تحديد جهة ومصدر إطلاق النار سواء هذه المقاذيف اخترقت جسم المجنى عليه أم لم تخترق فهى تساعدك على معرفة وتحديد المقذوف الذى أصاب المجنى عليه وجهة ومصدر إطلاق المقذوف وهل هذا المقذوف اخترق أو اصطدم فى جسم آخر قبل أو بعد دخوله جسم المجنى عليه، وتستطيع تحديد ذلك بعد معاينة جثة المجنى عليه والملابس ومسرح الجريمة وإجراء القياسات اللازمة للإصابات فى الجثة والاثار فى مسرح الجريمة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة