التطور العلمى تضمن فى حقيقة الأمر جميع مجالات الحياة، ولعل – الكتابة – أو عملية التوقيع من أهم تلك المجالات التى تحفظ بها الحقوق سواء بين الأفراد أو الجماعات أو الدول، وهى وسيلة التعامل والتفاهم بين الشعوب، ومجالات الحياة لا تخلو من استخدام الكتابة والتعامل معها، لذلك، فإن أهمية الكتابة تزداد بشكل مستمر.
وخلال الفترة الماضية نجد المزيفين والمزورين يلجؤون إلى أحدث ما وصل إليه العلم من طرق العبث بمحتويات تلك المستندات والوثاق، وتغيير الحقيقة فيها والتعامل بها على أنها صحيحة، لذلك لا بد من العمل على كشف التزييف والتزوير بالوثائق والمستندات، وتقديم الدليل المادي، وذلك باستخدام الوسائل العلمية الحديثة.
فارق التوقيعات حال فاعلية المسكرات
فى التقرير التالى يلقى "اليوم السابع" الضوء على الطرق الفنية التى يستخدمها خبراء الطب الشرعى حول الكشف عن الإمضاءات فى حالات فاعلية المسكرات والمواد المخدرة والعقاقير، بعد أن سبق الحديث فى تقرير آخر عن جريمة الإمضاءات المزورة بـ"التقليد" وتقسيمها لتقليد مقيد وأخر حُر، فضلاَ عن خواص الحركة الكتابية – بحسب الخبير القانونى والمحامى محمد الصادق.
وتوجد العديد من التشابهات بين كل من تأثير العقاقير المخدرة على الكتابة اليدوية، وبيين تأثير الكُحولات على الكتابة اليدوية حيث يأتى ذلك الاختلاف باختلاف الأفراد فقد يزداد حجم كتابة البعض بينما يقل حجم كتابة البعض الاخر، كما أنه يختلف تأثير الأدوية المسببة للنعاس والنوم على الكتابة اليدوية عن تأثير العقاقير المسببة للانتعاش والبهجة، فالمتعاطى الذى يكتب فى ظروف حياته العادية كتابة جيدة سوف ينتج كتابة منجزة بجهد ومتكلفة لو كان تحت تأثير عقاقير النوم سوف تتصف الكتابة هنا بالتردد والحيرة والتقطع والاضطرابات وتشوه الحروف – وفقا لـ"الصادق".
الفرق فى جرات القلم
تلك التوقيعات سالفة الذكر تتميز كثيراَ بتموج الاهتزازات والسطر الكتابى وتقطع الحركة الكتابية أحيانا وملامسة سن القلم لسطح ورقة الكتابة دون استكمال الفعل الكتابى وهو دليل على الوهن اللحظى والتردد وانخفاض اليقين الكتابى واضطراب المسافات البينية بين توسعة وضيق وإهمال بعض الحروف وتشوه صور بعض الحروف.
أما التنويع الزائد فى الكتابة دليل عدم الاستقرار فى بواعث حركة القلم والتقلب فى حجم بعض الألفاظ بين صغر وكبر والتقلب فى معدل ضغط الكتابة مع عموم الضغط الخفيف والفشل أحيانا فى انجاز التكوين الكتابى المهدوف ثم الاعادة عليه وتصحيحه وعدم انتظام الحركة الكتابية والتقلب فى الفعل الكتابى وانخفاض مستوى السيطرة على الاداة الكتابية والزيادة الملحوظة فى أحجام بعض الحروف والاخطاء الكتابية بالزيادة أو بالنقص أو بالاستبدال فى بعض الحروف وعدم اتصال بعض الحروف ببعضها البعض.
التوقيع حال السُكر
أما بالنسبة للتوقيعات الصادرة حال سكر الشخص فإنه يقصد بهذا الأمر مرحلة السكر عند المستوى الذى يستطيع فيه السكران كتابة اسمه وفى ذات الوقت لا يستطيع التحكم فى قواه الذهنية والعقلية تحكما كافيا، حيث أن استجابة الأفراد للكحوليات تختلف من موقف لآخر وكذلك من شخص لآخر، فبعض الأفراد قد يصلوا إلى مرحلة السكر، بفعل كمية صغيرة من الكحول، والبعض قد يستهلك كمية أكبر حتى يصبح سكرانا.
سمات كتابة السكران
وتمتاز كتابة السكران بالتوسعية والتمدد وتزداد ارتفاعات الحروف بنسبة 20% عما اعتادته اليد الكاتبة فى ارتفاعات الحروف فى ظروف الحياة المعتادة وتصبح الكتابة أقل انتظاما وتتسم بالتعرج والاضطراب، وقد تترك بعض الحروف غير مكتملة كما قد يهمل البعض الآخر، كما سوف توضع النقط والشرط فى غير مواضعها الصحيحة والمعتادة وتتسم الجرات بالتعرج والاهتزازات والزيادة فى حجم الألفاظ وارتفاعاتها والزيادة فى الاتساع وعدم التناسق وعدم الالتزام بالسطر المطبوع، كما تضطرب الجرات الكتابية وتفتقر إلى الانسجام نتيجة لاضطراب القوى الذهنية.
فرق الكتابة بين المدمن وغير المدمن
وهناك فارق بين كتابة مدمنى الخمر وكتابة غير المدمنين فكتابة المدمنين تسير فى اتجاه معاكس لكتابة غير المدمنين عند تعاطى الخمور فكتابة المدمنين – وهم فى حالة عدم التعاطى – مثل كتابة متعاطى الخمر من غير المدمنين عندما يكونوا فى حالة سكر، ويتحسن خط المدمن من حيث الوضوح والنوعية عندما يشرب الخمر، وكلما زادت جرعات تعاطى الخمر فإن خط المدمنين يتحسن حتى يشبه خط غير المدمنين وهم فى حالة اليقظة لأن التعاطى فى هذه الحالة لا يعيق السلوك ولكنه إحدى الاحتياجات الأساسية للسلوك المحكم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة