وجّه الكاتب الأميركى مارك مانسون، مجموعة من النصائح، للشباب زوار الدورة الثامنة والثلاثين لمعرض الشارقة الدولى للكتاب، حيث دعاهم إلى الخروج بأسرع وقت من "منطقة الراحة" واختيارالتحديات المناسبة لهم، ليخوضوها، وسيشعروا بالنهاية بأنّها تستحق المعاناة عند جنى ثمارها.
وقال الكاتب الأميركى مارك مانسون، مؤلف كتاب ""فن اللامبالاة.. لعيش حياة تخالف المألوف"، إن كتابه هو إعادة تعريف مفاهيم مثل المساعدة الذاتية والتطوير الشخصى، وأوضح أن الخطر الكامن فى هذه المفاهيم التى يكثر المؤمنون بها، أنها فى الحقيقة لا تحلّ أى مشكلة، وأن أصحابها لا يفعلون شيئًا إلا بيع الناس "وهم أنّهم يحلون مشاكلهم.
وقال مانسون، خلال ندوة بعنوان "فن اللامبالاة: تعريف جديد لأسس النجاح"، أقيمت فى قاعة الاحتفالات فى مركز إكسبو الشارقة، إنه أراد من خلال كتابه الأكثر مبيعًا " "فن اللامبالاة.. لعيش حياة تخالف المألوف"، أن كتب المساعدة الذاتية، تأتى بعناوين براقة، مثل "افعل هذا وستكون وسعيدًا" و"اتبع هذه الخطوات وستكون عظيمًا"، متجاهلةً حقيقة أنه إن كان لديك تعريف سيء للنجاح، ورؤية متخبطة له، فإنه لن يكون هناك أى أهمية أو قيمة لأى خطوات ستقرأ عنها لتتبعها وتنجح فى حياتك.
وكشف أنه أدرك ذلك، منذ بدايات طريقه، حينَ كان يقرأ فى صغره كتبًا عن المساعدة الذاتية والتطوير الشخصي، وانتبه إلى أنها لا تقدم إلا الأوهام، محذّرًا من خطر إيذاء أنفسنا ونحن نخبرها بأننا جيدون وناجحون، دون أن نتخذ أى خطوة حقيقية للوصول إلى طريق النجاح هذا.
أشار إلى أنه انطلاقًا من هذه الحقائق، جاءت فكرة كتابه الأول، فى أن يكتب شيئًا ضد كتابات "المساعدة الذاتية" و"التطوير الشخصى"، وأن يؤلف كتابًا فى المساعدة الذاتية حول الألم والمعاناة والتحديات، لأنها هى ما تصنع الإنسان ونجاحه، لا مجموعة نصائح لحياة سعيدة فى بضعة خطوات.
وأبدى المؤلف الدولى، استنكاره للذين يوجهون للشباب نصائح تبدو وكأنها مسلمات، مثل "كن سعيدًا وطارد حلمك واتبع شغفك" "عليك أن تحرز درجات جيدة للنجاح فى حياتك"، مشددًا أن على الإنسان تجاوز هوسه بالكمال، والتركيز على المهارات التى يملكها وتطويرها، بالعمل وخوض التحديات.
وتطرق "مانسون"، إلى مواضيع تحتل أولويةً فى تفكيره وفلسفته، كالحب اللامشروط، الذى أكد أنه ليس شيئًا سهلًا، وأن الإنسان ليعيش حياةً تخالف المألوف عليه أن يتخلّى عن شعور الحاجة إلى أن يعطَى شيئًا مقابل عطائه.
وفى معرض إجابته على سؤال حول دور نجاح الكاتب وشهرته فى جعله قابعًا فى "منطقة الراحة"، أكد مانسون أنه يتحدى نفسه دائمًا لكى لا يكررها، فى سبيل الخروج بأفكار جديدة. كاشفًا أن كثيرين من الذين أحبوا كتابه الأول لم يحبوا الثانى، لأنه قدم لهم شيئًا جديدًا غير الذى أحبوه واعتادوا عليه، حيث وضعوا أنفسهم بدورهم فى "منطقة الراحة".
وتحدث عن بداياته البسيطة كمدون، وعن التحديات التى واجهته، والحياة الصعبة التى عاشها قبل أن يصبح لديه موقعه الإلكترونى الشخصى، ثم أفصح عن طقوسه فى الكتابة؛ حيث يعزل نفسه فى غرفته وحيدًا مع جهاز الحاسوب المحمول، ويحظر أى برامج أو تطبيقات يمكن أن تشتّت انتباهه. وكشف عن بعضٍ من مصادر إلهامه، منها قراءة كتب السيرة الذاتية لقادة كبار، حيث لاحظ أنهم جميعًا كانوا يرون بأنهم لا يقومون بإنجازعظيم، بل يقومون بعملٍ يجب القيام به.
يشار إلى أن أعمال الكاتب الأميركى مارك مانسون تتصدر قائمة أعلى الكتب مبيعًا، وهى كتابه الأكثر شهرة "فن اللامبالاة.. لعيش حياة تخالف المألوف"، الصادر عام 2016 والذى نال بفضله شهرة واسعة، وكتابه الأحدث "خراب.. كتاب عن الأمل" الصادر فى 2019.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة