متخصصون: كتاب "حوار الأديان وأثره على التعايش السلمى" يقدم تجربة ماليزيا

الأحد، 17 نوفمبر 2019 11:27 ص
متخصصون: كتاب "حوار الأديان وأثره على التعايش السلمى" يقدم تجربة ماليزيا غلاف الكتاب
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال الدكتور يوسف عامر، نائب رئيس جامعة الأزهر، فى تقديمه لكتاب "حوار الأديان وأثره على التعايش السلمي.. ماليزيا نموذجا"، للكاتب الصحفى والباحث محمد ثروت، هذه الدراسة تسعى إلى فهم القواعد العقدية السامية للأديان، ودورها فى ترسيخ التعايش السلمى تطبيقًا على النموذج الماليزى، وقد سلطت الضوء على ضرورة العمل على المشتركات بين الأديان والتعايش، لحفظ السلام والأمن المجتمعى وتحقيق المصالح المشركة لخدمة الإنسانية جمعاء، واهتمت بخطورة غياب الحوار الصادق الذى يدرس أبعاد الحوار الدينى من مختلف زواياه التاريخية والفلسفية والدينية؛ لمعرفة أسباب ربط أى دين بالصراع والنزاع.
 
غلاف
 
وتابع الدكتور يوسف عامر: تأتى أهمية هذه الدراسة فى كونها تعالج قضية الحوار بين الأديان، بالقضاء على ظاهرتى التشدد الدينى وممارسة العنف باسم الدين، والبحث عن حلول لسلبيات العولمة من صراعات وحروب غير بريئة من قبل القوى العظمى المهيمنة على العالم، وقد أشارت الدراسة إلى أن الحوار فى الإسلام يأتى لتبيان الحق وإقراره؛ فالله -عز وجل- حاور الملائكة، وحاور سيدنا إبراهيم عليه السلام، كما كان هناك حوار مع إبليس، ولو أراد الله أن يقضى أى شيء بقوته وقدرته لفعل، لكن الله عز وجل يعلمنا أنه على الرغم من أنه سبحانه وتعالى يملك القوة والقدرة على إنفاذ ما يريد إلا أنه يحثنا على الحوار مع المختلفين معنا؛ ليعلمنا أهمية نشر السلام والحوار بين الجميع، خاصة مع من نختلف معه فى الدين.
 
وأضاف الدكتور يوسف عامر: تناولت الدراسة الحوار فى القرآن الكريم، تناولت أيضًا الحوار فى السنة النبوية، ممثلة على ذلك بالمعاهدات السياسية التى عقدها النبى صلى الله عليه وسلم فى المدينة المنورة بين المسلمين واليهود.
 
واهتمت الدراسة بنشأة حوار الأديان منذ الحوار الأول عام 1893 فى شيكاغو الذى جاء بعنوان "البرلمان العالمى للأديان" وانتهاء بوثيقة الأخوة الإنسانية عام 2019 .
 
وأشار الدكتور يوسف عامر، إلى أن الدراسة تضمنت أهمية تعريف التفاهم والاحترام المتبادل بين الأديان، وذلك بتثقيف الناس بالمشتركات التى تجمع الأديان العالمية توحيدية وغير توحيدية، كما بينت أهمية القضاء على الجهل والتمييز والتعصب الطائفى للحد من الصراعات فى المجتمعات الإنسانية، والعمل على التعاون من أجل إقرار الأخلاق المشتركة بين الأديان، ومنها القضاء على الفقر، والالتزام بكل ما يحقق كرامة الإنسان وحقوقه، ومواجهة الانحلال الأخلاقى أينما وجد، وعلى الرغم من وجود أكثر من 200 عرقية فى ماليزيا -حسب الإحصاء الماليزى لعام 2010م- بالإضافة إلى عشرات الديانات الرسمية والشعبية المحلية هناك، وأن الديانات الرئيسة هناك هى الإسلام، والهندوسية، والبوذية، والمسيحية، إلا أن مفهوم الحوار يتحقق مفهوم الحوار فى ماليزيا بين كل الأديان بشكل يومى فى الحى والمجتمع والمدرسة والجامعة.
 
وأشارت الدراسة إلى أنواع الحوار، مثل: (حوار الحياة، وحوار التعاون..) لكن "حوار الحياة" يدل على تفاعل اجتماعى غير رسمى على مستوى القاعدة الشعبية بين الأفراد أو فى المجتمع، كما فى المعاملات التجارية، والاحتفالات والنظام التعليمى الذى يشجع على التعددية، والزواج المختلط بين المختلفين فى الثقافات والديانات، ونجح الحوار فى ماليزيا مع وجود مشكلات عرقية، مثل صراع الملايو والصينيين فى 13 مايو 1969م، الذى أسفر عن مصرع 200 شخص أكثرهم من الصينيين، وكان هذا الصراع نتيجة للتفاوت الكبير فى مستوى المعيشة؛ لتحكم الصينيين فى اقتصاد البلاد وتجارتها على العكس من الملايو الذين كانوا يشتكون من انتشار الفقر وتدنى مستويات المعيشة، ولفتت الدراسة الانتباه إلى دور الشباب فى صنع الحوار، فهم عصب كل أمة، وكان لهم دور كبير فى الحوار فى ماليزيا.
 
ومن جانبه قال الدكتور محمد عفيفى، أستاذ التاريخ فى جامعة القاهرة، الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة الأسبق: قدمت الدراسة تحليلا وتفسيرا علميا موثقا، لتأثير الحوار الدينى على الثقافة والتنمية، فكانت نموذجا للتعايش فى القارة الآسيوية بخلاف بعض الدول التى لا تزال تعانى من أزمات طائفية وعرقية .
 وقد كنا دائما فى الدراسات العربية والإسلامية نتحدث عن الاسلام والتسامح مع غير المسلمين فى النموذجين العربى والإسلامى، من خلال مفهومين فقط هما: أهل الذمة وأهل الكتاب، لكن تلك الدراسة نبهتنا إلى ضرورة الانفتاح على التجارب الآسيوية، وكيفية التسامح مع الأديان الأخرى وهذا تطور فى الفكر الإسلامى. 
 
بينما قال الدكتور حسن كمال القصبى، أستاذ الحديث وعلومه بجامعة الأزهر، الأمين العام المساعد لمجمع البحوث الإسلامية، إن هذه الدراسة من الدراسات المهمة فى بابها، حيث تؤصل للقواعد الأساسية لمفهوم الحوار ومبادئه التى تتعايش بها الأمم،  ويوجه بها إلى لم الشمل بين طوائف الأمم الواحدة،  باختلاف الثقافات والأديان.
 
فالحوار، بمفهومه الإنسانى الذى أجمعت عليه الأديان والثقافات المختلفة، هو سماع الآخر بإنصات وتمعن للوقوف على القواسم المشتركة فى التعايش والأمن المجتمعى،  وقد أصلت الدراسة لذلك نظريا، ثم أوقعت هذا التأصيل بضرب نموذج على الواقع وهى الدولة الماليزية،  التى قدمت نموذجا فريدا ليس لدول آسيا فحسب،  بل للمجتمعات العربية والإسلامية فى التعايش بين المختلفين دينيا وعرقيا.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة