فى وقت يتصور البعض نضوب معانى الجمال والذوق الرفيع فى فننا العربى الأصيل أمام طغيان أغانى المهرجانات، جاءت إلينا الدورة الثامنة والعشرون من مهرجان الموسيقى العربية، لتقول إن الطرب لا يزال ينبض بالحياة، ومفهوم الجمال لا يزال حيا فى وجدان الفنان والجمهور العربى معا.
مهرجان الموسيقى العربية 2019
على درة المسارح العربية، المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية، شدا نجوم الفن المصرى والعربى فى مهرجان الموسيقى العربية، وتعانق الفن والإبداع ليرسما معا صورة فنية جميلة من قلب أوبرا القاهرة، ليعلنا أن الذوق الفنى الرفيع لا يزال حاضر، ما يتوافق مع الهدف الذى تنشده وزارة الثقافة المصرية، بإعادة تشكيل وعى المجتمع والارتقاء بالذوق العام.
حضرت خلال المهرجان حفلين للنجمين اللبنانيين عاصى الحلانى ووائل الجسار، وبينما استعرض "الحلانى" قدرات صوته الجبلى الرائعة وأمتع الجمهور بمجموعة من أغانيه وبعض الأغانى التراثية، واستطاع بحضوره الطاغى أن يجعل جمهور دار الأوبرا يخرج عن رونقه ويجبر أصحاب الملابس الرسمية ورابطات العنق الأنيقة أن يتراقصوا على إيقاعات صوته البديعة، كان الحضور الهادئ الرصين والأغانى العاطفية الجميلة والتراثية أيضا هى عنوان حفل النجم وائل جسار، الذى قدم وصلة غنائية بديعة لجمهوره فى مصر.
المهرجان دليل واضح على جهد وزارة الثقافة الملموس، من حيث جمال التنظيم وجلب مختلف النجوم والأصوات الطربية العربية الأصيلة، فكل حفل كان يشهد 3 فقرات على الأقل متنوعة ما بين غناء وعزف شرقى يرضى جميع الأذواق الطربية، ومطربين من مختلف أقطار الوطن العربى.
بشكل عام كان التنظيم من جانب مسئولى دار الأوبرا المصرية مشهدا غاية فى الرقى والتحضر، بداية من تنظيم الدخول على بوابات المسرح الكبير، وصولا إلى حرص المنظمين على إيصال كل ضيف من ضيوف الحفل إلى مقعده المخصص، فضلا عن الجهد المبذول الواضح لراحة الحضور بما لا يخالف بروتوكولات دار الأوبرا المصرية، وانضباط مواعد الحفلات، وإن لم تكن مواعيد بعض الفقرات بنفس الدقة.
محمد منير المستشار الاعلامى لوزارة الثقافة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة