تمر اليوم الذكرى الـ729، على رحيل السلطان المنصور سيف الدين قلاوون، أحد أشهر سلاطين المماليك البحرية ورأس أسرة حكمت مصر والمشرق العربي مايزيد على قرن من الزمان، إذ كانت أسرته أحد أكثر الأسر حكما لمصر على مدار تاريخها.
وبحسب موسوعة " التاريخ الإسلامي - ج 7: العهد المملوكي" فإن دولة المماليك البحرية مصر مدة 144 سنة، من عام 648م إلى سنة 792م، وقد تمثل هذا الحكم فى أسرتين، الاولى أسرة الظاهر بيبرس البندقدارى، وقد دام حكمها مدة عشري عام من سنة 658م إلى سنة 678م، أما ثانى الأسر فكانت أسرة السلطان المنصور قلاوون.
وحكم من أسرة المنصور قلاوون خمسة عشر سلطان، توفى منهم أربعة وفاة طبيعية او تركوا الحكم نتيجة الوفاة الطبيعية، بينما خلع سبعة منهم خلعا، وقتل خمسة منهم، وبعضهم وهو الناصر محمد قد خلع واعتزل مرة وعاد حتى توفى، وأن الناصر حسن قد خلع، وأعيد ثم قتل، وقد تمتع الاثنين المنصور وولده الناصر بحب المصريين، حيث استمر حكمهم الاثنين فقط خمسة وخمسون عاما، أى ما يقرب من نصف حكم الأسرة كلها.
وبحسب دراسة للمؤرخ الدكتور طارق جهلان، فإن حكم المماليك كله فشل فى تكوين أسرة حاكمة لها عصبية، إلا الأسرة القلاوونية التى حكمت فترة تقترب من نفس فترة حكم الأسرة العلوية لمصر، والاثنين فشلا بسبب الخلل الاجتماعى فى مصر.
ويذكر الدكتور على نجيب عطوى، فى كتابه " البوصيري - شاعر المدائح النبوية وعلمها - جزء - 33 من سلسلة أعلام الأدباء" أن السلطان المنصور قلاوون، كان من المماليك الذين اشتروا كبارا، ولهذا لم يتقن اللغة العربية، فكان أعجميا فى حديثه، لا يفهم كلام الناس العربى إلا بصعوبة، وخاصة فصيح الكلام والشعر، لكنه قام بأعمال كبيرة عسكرية وإصلاحية فى مصر والشام، فشن غارات ناجحة على الصليبيين وصفى كثيرا من جيوبهم بساحل الشام، ووقف صامدا أمام هجمات التتار، ووأهم ما خلفه فى دنيا الفكر والحضارة هى القبة المنصورية التى اتخذت مدفنا له ولبعض أبنائه ومكانا لتعلم القرآن وتلاوته، وسماع الحديث، وبعض العلوم الدينية، كما بنى المارستان المنصورة الكبير.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة