الأساطير الشرقية ولدت من "رحم واحد".. كتاب "مغامرة العقل الأولى" لـ فراس السواح عمره 43 سنة يؤكد: الحضارة السومرية أصل ثقافات الشرق.. والتوراة واليونانية متأثرة ببلاد الرافدين فى قصص الخلق والطوفان

الثلاثاء، 08 أكتوبر 2019 08:00 ص
الأساطير الشرقية ولدت من "رحم واحد".. كتاب "مغامرة العقل الأولى" لـ فراس السواح عمره 43 سنة يؤكد: الحضارة السومرية أصل ثقافات الشرق.. والتوراة واليونانية متأثرة ببلاد الرافدين فى قصص الخلق والطوفان غلاف الكتاب
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لقد كانت مسألة بدء العالم والحياة والإنسان من أولى المسائل التى ألحّت على العقل البشرى، والتى تصدى لمعالجتها منذ فجر طفولته، فلا تكاد تجد شعباً من الشعوب إلا ولديه أسطورة أو مجموعة أساطير فى الخلق والتكوين وأصول الأشياء".. بهذه الكلمات الموحية بالغوص فى عالم كبير من الأسئلة والكشوفات ينطلق الكاتب العربى الكبير فراس السواح (1941) فى كتاب "مغامرة العقل الأولى.. دراسة فى الأسطورة.. سوريا أرض الرافدين"، كتابه الأول الذى صدرت طبعته الأولى عام 1976، ومن وقتها لم يتوقف الكتاب عن الإصدار فى طبعات متتالية.


مغامرة العقل الأولى

يدور الكتاب حول الأسطورة وليس نقد الخطاب الدينى، كما ذهب البعض، وفى كلامه عن الأسطورة يرى فراس السواح أنه حكاية مقدسة تقليدية، بمعنى أنها انتقلت من جيل إلى جيل، بالرواية الشفهية، مما يجعلها ذاكرة الجماعة التى تحفظ قيمها وعاداتها وطقوسها وحكمتها، وتنقلها للأجيال المتعاقبة، وتكسبها القوة المسيطرة على النفوس.

ويهدف الكتاب للتعريف بالأسطورة فى سوريا القديمة وبلاد الرافدين، معتمداً فى ذلك على النصوص الكاملة لأهم الأساطير المعروفة، والتى تم استحضارها من خلال أكثر من نص وأكثر من ترجمة.

 
فراس
 

ويتحرك الكتاب من خلال قراءة الأساطير وتحليلها، فى كيف فكرت المجتمعات الأولى، التى يطلق عليها الكتاب "بدئية" وليست بدائية، إنه يبحث فى "الخلق، فى التكوين" ويرى أن منطقة الشرق بأساطيرها تؤكد أن العالم بدأ من الماء.

 

الثقافات الأساسية فى الكتاب هى (السومرية، والبابلية، والكنعانية، والتوراتية) والموضوعات هى (التكوين، ووجود الآله، وخلق الإنسان، ووجود الجنة، والطوفان).

 

فى أثناء القراءة سوف نبحث عما يريده فراس السواح فى الكتاب، إنه يرصد صراع الآلهة، ويرصد معاناة البشر، ويرصد المصادر الأولى لتلاقى كل الثقافات، ويشير بقوة إلى الخوف الذى يسكن كل النفوس ويهدد مستقبل الجميع.

 

ويتتبع فراس السواح مكونات أساسية مثل "خلق الإنسان" ويرى كيف دلت الآثار والحفريات القديمة على خلقه، ومن هى الآلهة البدئية التى شاركت فى ذلك، ثم يرصد التشابه والاختلاف بين أساطير الحضارات، فيشير إلى أن السومرية ترى أن الإنسان مخلوق من "طين" بينما، تذهب البابلية إلى رؤيتين الأولى أنه من طين مخلوط بدم آلهة، والثانية إلى "دم آلهة فقط لا غير".

 

الكتاب، رغم أنه الأول لفراس السواح، لكنه يدل بقوة على العقلية الكامنة خلف الأفكار، إنه لا يستعرض فقط ما لديه من معلومات، هو يقرأها ويحللها ويخرج منها بخيوط مضيئة وكاشفة، كما أنه كتاب معرفى بالمعنى الحقيقى، سوف تجد فيه إشارات متفرفة لحضارات متعددة منها (الحضارة المصرية القديمة، الحضارة اليونانية، حضارات أفريقية).

 
فراس سواح
 

فراس السواح كاتب سورى مهتم بالمثيولوجيا وتاريخ الأديان، ولد فى مدينة حمص فى سوريا عام 1941، يعمل محاضرا فى جامعة بكين للدراسات الأجنبية، منذ عام 2013، مختص بدراسة الحضارة العربية وتاريخ الأديان فى الشرق الأدنى. نشر 26 كتاباً عن الأساطير، والتاريخ، وتاريخ الأديان.

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة