ثوب الواحات.. تراث الأجداد يطوره الأبناء

الإثنين، 28 أكتوبر 2019 08:45 ص

ورش عمل لتدريب الفتيات على الثوب الواحاتى ببلاط

الوادى الجديد – ماهر أبو نور

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بعد أن كان زيا رسميا للنساء فى واحات الوادى الجديد القديمة، منذ عقود بعيدة أصبح الثوب الواحاتى الآن هو أحد أهم ملامح التراث الواحاتى التى تعكس الحياه الواحاتية القديمة، وبعد أن أوشك على الانقراض فعليا قررت عدد من السيدات والفتيات بمحافظة الوادى الجديد استعادة روح هذا الثوب العريق، الذى يحمل فى كل تفاصيله أروع ذكريات الحياة الواحاتية القديمة، والتى كانت تتميز بالبساطة والتلقائية والتسامح والامن والسلام .

فى الواحات الداخلة، تتجلى ملامح صناعة الثوب الواحاتى يدويا، والذى يتميز بثبات ألوانه بصورة دائمة، ما بين اللونين الأسود والأحمر، بالإضافة لخطوط التطريز اليدوى والمشغولات المزركشة بحرص، وفقا لما دأبت عليه المرأة الواحاتية القديمة، حيث تقوم عدد من السيدات بإتقان صناعة الثوب الواحاتى بنفس المواصفات القديمة، دون تعديل أو تبديل ويستغرق الثوب الواحد حوالى 15 يوما، وقد يصل إلى شهر كامل للانتهاء من العمل فى الثوب الواحد، لكونه يعتمد على الشغل اليدوى فقط، ويشمل عدد كبير من التعقديات فى التفصيل والتطريز .

ورصدت عدسة "اليوم السابع"، جانبا من ملاح وخطوات صناعة الثوب الواحاتى بداية من قص الثوب وتجهيزه، ويشمل مجموعة كاملة من القطع التى يتم حياكتها يدويا، وتشمل الجلباب والطرحة والبيشة والإيشارب وجميعها بمقاسات واحدة لكل سيدة، ويتم خياطتها بالكامل يدويا بنظام الغرز السحرية، وبعدها يجرى تنفيذ الرسومات والزركشة والتطريز، وفقا لنوع الثوب والمناسبة التى يتم استخدامها لأجله، ويغلب عليها اللون الأسود والاعتدال فى اختيار الألوان طبقا للمناسبة سواء كانت سعيدة أو حزينة .

وحرصت عدد من جمعيات تنمية المجتمع المحلى بالمحافظة على تنفيذ دورات تدريبية متخصصة للتدريب على صناعة الثوب الواحاتى.

وتابع المهندس عادل عباس رئيس مركز ومدينة بلاط فعاليات عدد من الدورات التدريبية بحضور محمد سلامة رئيس مجلس ادارة الجمعية والمختصين فى قطاع التدريب بالجمعيات لمتابعة مستوى نجاح المدربات فى تدريب الفتيات على تلك الحرفة اليدوية الهامة والتى تعكس ملامح حياة المرأة الواحتية القديمة .

تقول أم جنة إحدى المدربات على صناعة الثوب الواحاتى فى تصريح خاص لــ"اليوم السابع"، إنها تعمل فى مجال التراث الواحاتى القديم فى عدة فروع فنية منها الثوب الواحاتى والذي أوشك على الانقراض فعليا لكونه مرهق جدا ويستغرق وقتا طويلا من العمل ويحقق عوائد مالية ضعيفة مقارنة بحجم العمل فى الثوب الواحد، وهو ما استدعاها لتكوين فريق عمل نجحت فى تدريبه فعليا على صناعة وحياكة الثوب الواحاتى ويتم العمل بنظام توزيع الادوار من أجل تحقيق أكبر قدر من الانتاج واختصار الوقت والجهد .

تضيف أم جنة أن الثوب الواحاتى له تاريخ عريق لكونه الزى الرسمى للمرأة الواحاتية ويعتمد فى تنفيذه على تصميمات ثابتة لا يمكن تعديلها وأهمها الحشمة والوقار بحيث يخفى كافة معالم المرأة الجسدية ويظهر بصورة متناسقة وجميلة تعكس هيبة المرأة الواحتيه دون مبالغة فى ابراز ملامحها الجسمانية أو ظهورها بشكل مهلهل وهو ما يستوجب الدقة الشديدة فى اخذ المقاسات ومراعاة الابعاد التى يتم الحياكة على أساسها .

وأكدت عزة عزازى إحدى المتخصصات فى صثناعة الثوب الواحاتى، إن الثوب الواحتى يتميز بالفخامة والمتانة ويتم حياكته فى مدة زمنية تستغرق أيام ويتكلف الثوب الواحد من حوالى 650 جنيها إلى 1000 جنيه وفقا لحجم التطريز والمشغولات التى يتضمنها ويتم انتقاء الخامات الجيدة قبل الصناعة ويغلب على صناعته الالوان الزاهية التى تبرز جمال المرأة الواحتية فى كافة المناسبات .

أوضحت عزة أنها تعمل فى هذا المجال لحبها للتراث الواحاتى على الرغم من الصعوبات التى تواجههم فى التسويق ولكن يتم تنفيذ هذا الثوب الواحاتى بالطلب وبالمقاسات لكونه لا يجد اقبالا لدى الفتيات وطالبات الجامعات لكونه من التراث ولا يتماشى مع خطوط المدوة الحديثة وهو ما يجعلهم غير قادرين بصفة دائمة على الاستمرار فى صناعته فيقومون بممارسة حرف أخرى تتعلق بالتراث الواحاتى كالخوص والجريد والعرجون والرسم على الدوم وغيرها من الحرف اليدوية .