انطلقت بمحافظة الأقصر، فعاليات الموسم الأثرى الجديد لعام 2019/2020 برعاية وزير الآثار، وتحت إشراف الدكتور مصطفى وزيرى الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، وذلك بإعلان بدء عمل 5 خمس بعثات أثرية متنوعة لخدمة الحضارة الفرعونية، والتى تضم ثلاثة بعثات مصرية، وبعثة أسبانية وأخرى أمريكية، للقيام بأعمال الحفائر والبحث عن الآثار الفرعونية فى جبانة طيبة القديمة بالبر الغربى لمدينة الأقصر الغنية بمئات المقابر وعشرات المعابد المصرية القديمة بصعيد مصر، وذلك فى بداية الموسم الأثرى الجديد بالبلاد.
وقال الدكتور مصطفى وزيرى الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن البعثات الأثرية التى بدأت أعمال حفائرها الأثرية بجانب أعمال الحماية والترميم التى تجرى حالياً، هى البعثة الأثرية المصرية التى يرأسها عالم المصريات المعروف الدكتور زاهى حواس والتى تعمل فى منطقة الوادى الغربى، المعروف باسم "وادى القرود"، كما تعمل فى منطقة وادى الملوك التى تضم عشرات من مقابر ملوك مصر القديمة، بجانب ترأسه للبعثة الأثرية المصرية العاملة بمنطقة ذراع أبو النجا، والبعثة الأثرية المصرية العاملة بمنطقة العساسيف، بجانب البعثة الأثرية الأسبانية التى تعمل فى معبد الملك تحتمس الثالث، والبعثة الأثرية الأمريكية التى تعمل فى مقبرة الأمير "آمون ميس" والمقبرة رقم 63 بمنطقة وادى الملوك.
وأضاف الدكتور مصطفى وزيرى أمين عام المجلس الأعلى للآثار المصرية فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن الموسم الأثرى الجديد انطلق بالمواقع الأثرية بالبلاد، بهدف الكشف عن مزيد من الآثار المصرية، التى لم تكتشف بعد بجانب تنفيذ مشاريع حماية وترميم للمواقع والمقتنيات الأثرية بشتى المحافظات، مؤكداً على موافقة اللجنة الدائمة بالمجلس الأعلى للآثار ،على عمل قرابة 240 بعثة أثرية أجنبية بمختلف المواقع الأثرية خلال الموسم الأثرى الجديد فى البلاد، بجانب 40 بعثة أثرية مصرية.
وأشاد أمين عام المجلس الأعلى للآثار المصرية، بكفاءة وخبرات الأثريين والمرممين المصريين، مؤكدا أنهم حققوا الكثير من الإنجازات فى مجالى الحفائر والترميم الأثرى، خلال المواسم الأثرية الماضية، وتمكنهم من إعادة تركيب تماثيل ملكية ضخمة فى الأقصر وسوهاج والشرقية، مضيفا أن البعثات الأثرية الأجنبية التى تعمل بمصر، تعتمد على الأثريين والمرممين والعمال المصريين بنسبة 90% فى أعمالها، وأن وزير الآثار نجح فى النهوض بخبرات العاملين بقطاع الآثار المصريين عبر ورش العمل والتدريبات داخل مدارس الحفائر والترميم.
وعن نجاحات البعثات المصرية مؤخرا بمحافظة الأقصر، يؤكد الدكتور مصطفى وزيرى، أنه تم اكتشاف عدد من المقابر المميزة فى جبل "ذراع أبو النجا" بأيادى البعثة المصرية كانت أولها اكتشاف مقبرتين هامتين وهما مقبرة "أوسرحات" مستشار المدينة، ومقبرة "أمنمحات" صائغ الذهب الخاص بالإله آمون، وكذلك مقبرتى اثنتين من رجال الدولة برقم 150 و161 فى نفس المنطقة، وكذلك مقابر أخرى من كبار رجال الدولة المتواجدة مقابرهم فى جبل ذراع أبو النجا، موضحا أن فريق البعثة يضم 78 من رجال الآثار والمرممين والعمال، انطلقوا منذ شهر نوفمبر عام 2016، بدعم وقرار من وزير الآثار، والذى وافق على عودة عمل رجال البعثة المصرية فى المعابد والمقابر بالأقصر من جديد، بعد توقفها فى 14 فبراير عام 2012، أى ما لا يقل عن 5 سنوات ونصف من التوقف، ونجحت بالفعل البعثة المصرية فى اكتشاف مقابر أبهرت العالم أجمع.
فيما قال وزير الآثار، أنه يجرى بذل المزيد من الجهود لتوفير كافة أوجه الدعم والمتطلبات والمعدات والأدوات اللازمة لنجاح عمل كافة البعثات الأجنبية بالأقصر وباقى محافظات مصر لإثراء الحضارة الفرعونية بكل ما هو جديد من المدفون بباطن الأرض كل عام، وكذلك لتمكين الأثريين المصريين من المشاركة فى حفائر الكشف عن الآثار المصرية.
وأضاف وزير الآثار لـ"اليوم السابع"، أن عدد البعثات الأثرية المصرية التى تقوم بأعمال الحفائر بالمواقع الأثرية فى محافظات مصر ارتفعت من 5 بعثات لتصل إلى 40 بعثة أثرية مصرية ستباشر عملها خلال الموسم الأثرى الجديد الذى انطلق قبيل أيام، بجانب مشاركة الأثريين المصريين فى أعمال 20 بعثة تتشارك فى أعمالها مع وزارة الآثار المصرية، بعد تمكن الوزارة من توفير الاعتمادات اللازمة لعمل تلك البعثات وفرق العمل المصرية، عبر إقامة عدد من المعارض الخارجية الناجحة، والتى كان أخرها معرض كنوز الفرعون الذهبى توت عنخ آمون بالعاصمة الفرنسية باريس، مؤكدا أن تلك المعارض لا يقتصر دورها على توفير مزيد من الأموال لوزارة الآثار، بل تساهم بشكل كبير فى تحقيق مزيد من الترويج السياحى لمصر فى مختلف بلدان العالم، وأن تلك المعارض كان لها بالفعل مردود إيجابى كبير فى جذب مزيد من السياح لمصر.
فيما يقول صلاح الماسخ مفتش آثار بمعابد الكرنك، أن رجال البعثات الأجنبية يقدمون دعم ضخم للحضارة الفرعونية، حيث أنه متخصصون وأساتذة فى عملهم ويستخدمون التكنولوجيا والبحث العلمى وأحدث الأجهزة العالمية فى البحث والتنقيب عن الآثار الفرعونية، مضيفا أنهم يتحركون ويعملون بكل جدية طوال أيام السنة فى مهمتهم فى خدمة التاريخ الفرعونى، ولا يفرقون بين طقس حار وطقس بارد فى محافظات الصعيد أو الوجه البحرى.
وأضاف صلاح الماسخ فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أنه من نجاحات البعثة الأسبانية بمعبد الملك تحتمس الثالث خلال الفترة الماضية، قيامهم برئاسة الدكتورة "ميريام سيكو Myriam Seco Álvarez"، فى الكشف عن مقبرة تقع فى الجزء الخارجى من الجدار الجنوبى للمعبد، وذلك أثناء موسم حفائرها التاسع بالموقع، حيث عثر داخل المقبرة على تابوت بداخله مومياء من الكرتوناج فى حالة جيدة جدا من الحفظ، والتى تبين أنها تعود لعصر الانتقال الثالث وتخص شخص يدعي" أمن اير نف"، والذى يحمل لقب خادم البيت الملكى، لافتاً إلى أن البعثة سوف تقوم بدراسة المقبرة ومحتوياتها لمعرفة المزيد عن صاحبها، وقالت وقتها رئيس البعثة أن أهمية هذا الكشف تكمن فى المومياء التى وجدت داخل التابوت حيث أنها تحوى العديد من الزخارف الملونة تحمل مجموعة من الرموز الدينية فى مصر القديمة، من بينها الآلهتان الحاميتان "إيزيس ونفتيس" ناشرتان أجنحتهما، وأبناء حورس الأربعة ورمز قرص الشمس وغيرها.
وعن نجاحات البعثة الأمريكية مؤخراً يضيف صلاح الماسخ، أن البعثة المصرية الأمريكية المشتركة، تعمل فى الحفائر منذ عدد كبير من السنوات، وبدأت عملها فى 2006، بالتنقيب عن المقابر تحت المنازل بالقرنة الجديدة، حيث تم تنظيف الحفائر من الأتربة فى مقبرة كاراخى آمون، لا سيما أن المقبرة على مر العصور تعرضت لسيول كثيرة وأتربة، بالإضافة إلى عوامل التعرية، مشيرا إلى أن المقبرة استخدم جزء منها كاسطبل، وفى العصر القبطى تم استخدام المقبرة لنسخ الكتاب المقدس، وهناك صلبان من العصر القبطى، حيث نجحت البعثة فى العثور على مقبرتين تعودان لكل من الأسرة 25، و26، وتم العثور على المدخل الأساسى لمقبرة "كاراباسكن"، ومستمرة أعمال الحفائر فيها على أمل العثور على قطع أثرية جديدة قبل عملية الترميمات، كما تم اكتشاف المدخل الأساسى لمقبرة "كاراكمون" وصالة الأعمدة، مضيفا أن صالة الأعمدة ليست صغيرة الحجم، وتابع أن أعمال الآثار وتوثيق كل قطعة تم العثور عليها ما زالت جارية من قبل البعثة، لمعرفة مكانها الأصلى قبل عملية الترميم على أن يتم إعادتها فى مكانها الصحيح بعد انتهاء الترميمات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة