مؤامرات عابرة للحدود، وعقيدة فاسدة لا تعرف وطن أو حدود أو انتماء.. بهذا النهج نشأت جماعة الإخوان وتنظيمها الدولي لتبث سمومها على امتداد الخرائط، مستغلة فى ذلك كل اضطراب وكل أزمة عارضة فى تاريخ الشعوب لتعاود ظهورها وتنصب شباكها تحت ستار الدين تارة، وتحت رايات العمل العام تارة.
من الوثائق المضبوطة فى تونس
وبعدما فشل سيناريو الجماعة الإرهابية فى مصر، وسقوط مخططها للسيطرة على بلدان ما عرف بـ"الربيع العربي"، تحاول الإخوان العودة مجدداً إلى المشهد داخل تونس ذلك البلد العربي الذى طالته نيران الفوضي مرات عدة، وسقط فى دوامة الضغوط الاقتصادية وغياب الاستقرار لسنوات عدة.
إلا أن المحاولات الإخوانية للعودة داخل تونس باتت مهددة بالفشل أكثر من أى وقت مضي، وذلك بعد الكشف عن تسريبات تؤكد تورط حركة النهضة ـ الذراع التونسية للجماعة ـ فى تدمير حزب نداء تونس، والذى كان يرأسه الرئيس الراحل الباجى قايد السبسى، من خلال دس عناصر من بينهم تنقل الأخبار وتؤثر فى صنع القرار، على غرار فضيحة ووتر جيت الأمريكية الشهيرة.
صورة من الوئاثق المضبوطة
وقال منجي الحرباوي، القيادي بنداء تونس، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، إن النيابة العامة فتحت التحقيقات حول قيام حركة النهضة باختراق الحزب، واستدعاء الممثل القانونى للإدلاء بشهادته.
تصريحات الحرباوى، جاءت بعدما نشرت هيئة الدفاع عن الشهيدين شكرى بلعيد ومحمد البراهمي، وثائق وجدت على جهاز "اللاب توب" الخاص بمصطفى خدر، وهو أحد العناصر الرئيسة لجماعة الاخوان بتونس، والمودع بالسجن فى اتهامات تعلق بالجهاز السرى وقضايا تتعلق بالأمن القومى وشبهة ضلوعه فى الاغتيالات السياسية سنة 2012 و2013 و2014 .
وكشفت هذه الوئاثق عن كيفية اغتيال حزب نداء تونس والعمل على تفكيكه من الداخل من خلال زرع بعض المنتسبين للحزب واستعملوا فى ذلك عدة قيادات من الخارج.
وأكد الحرباوي، أن حركة نداء تونس كانت هدفا رئيسيا لهذا الجهاز والتنظيم السرى والذي سخرته حركة النهضة لضرب نداء تونس واستقطبت لذلك عدة عناصر ومنها المدعو عماد.ع والذي زرعته بالمكتب التنفيذي لنداء تونس عن طريق القيادي البارز بالنداء ع.ر.خ وعمل من أجل اختراق النداء والتجسس على قياداته واستقطاب القيادي السابق بالنداء "ف.ح" والذي كان مصدر معلومات لمصطفى خذر و"عماد ع" الذين استطاعا أن يوظفهما الآخرين لاستدراج قيادات النداء بفيلا مجهزة بكاميرات وأجهزة تجسس بفرنسا.
استدعاء الممثل القانونى لحزب نداء تونس
كما كشفت الوثائق، استهداف الحركة تشويه قيادات حزب نداء تونس من بينهم الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي وعائلته.
وأشار القيادي بحركة نداء تونس إلى إن الحركة من أكبر ضحايا الجهاز السري ومن أهم اسباب انهيار النداء وتفككه، هو الجهاز السري للنهضة وبعض القيادات الندائية التي تم استغلالها في ذلك بموجب طموحاتهم الشخصية ولهثهم وراء مصالهم الشخصية الضيقة والذين تمت دعوتهم من طرف الباحث في جرائم الإرهاب بالنيابة العامة.
7وثائق مضبوطة فبحيازة مصطفى خدر
وفى الوثائق أيضًا معلومات حول قنصلية تونس بمرسيليا، وملفات تم رصدها بهدف الإستيلاء عليها، كما تم دفع مبالغ مالية بهدف التجسس والحصول على معلومات حساسة.
كما تضمنت معلومات عن عدد كبير من السياسين وحوارات تمت بينهم في لقاءات خاصة .
منجى الحرباوى
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة