يمثل العدوان الذى يشنه الرئيس التركى رجب طيب أردوغان فى شمال سوريا جريمة حرب، خاصة أنه اعتداء يمثل ما يمكن تسميته "تصفية عرقية" ضد فصيل سورى محدد ألا وهم والأكراد، تحت مبررات واهية، فى وقت يسعى الرئيس التركى إطلاق مسميات إسلامية على قواته التى تحارب فى الشمال السورى، ويتخذ من جماعة الإخوان الإرهابية سلاحا له لتبرير عزو سوريا.
أسباب عديدة تؤكد أن ما يفعله الرئيس التركى وقواته فى سوريا تمثل جريمة حرب وجرائم ضد الإنسانية على رأسها أن العدوان الموجه ضد الأكراد السوريين يستهدف إبعادهم قسريا عن الأراضى التى يتوطنون بها وذلك يعد انتهاكا لاتفاقيات جنيف ويشكل وفقا لنص المادة 8 من النظام الأساسى للمحكمة الجنائية الدولية جريمة حرب.
انتهاك الرئيس التركى للقوانين الدولية
عماد أبو هاشم، القيادى السابق بجماعة الإخوان والعائد مؤخرا من تركيا، أن اجتياح القوات التركية الحدود السورية عدوان سافر لا يستند إلى مسوغ مشروع يبرره ، و لا يمكن بحال من الأحوال أن تسبغ مباركة بعض القوى الدولية المتواطئة مع تركيا سمت الشرعية على ذلك العدوان ؛ إذ إن الشرعية الدولية تحكمها المواثيق و الأعراف الدولية المستقرة و على رأسها ميثاق الأمم المتحدة .
وأضاف عماد ابو هاشم، لـ"اليوم السابع"، أنه أيا ما كانت الذرائع التى يركن إليها الأتراك فى تبرير عدوانهم المسلح على الأراضى السورية فإنها جميعا حتى و إن افترضنا صدقها لا ترقى إلى تبرير ذلك العدوان بشن حرب استباقية تستهدف طائفة عرقية سورية إذ أن الحروب الاستباقية لا تندرج ضمن وسائل الدفاع الشرعى المعرفة بموجب المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة حيث لا يوجد - فى المقابل - اعتداء مسلح يبررها .
وأشار عماد أبو هاشم، إلى أن العدوان الموجه ضد الأكراد السوريين يستهدف إبعادهم قسريا عن الأراضى التى يتوطنون بها و ذلك يعد انتهاكا لاتفاقيات جنيف و يشكل وفقا لنص المادة 8 من النظام الأساسى للمحكمة الجنائية الدولية جريمة حرب تستوجب العقاب على اقترافها .
وتابع القيادى السابق بجماعة الإخوان، أنه من المثير للدهشة أن هناك من يحاول أن يبرر ذلك العدوان الصارخ بذرائع شتى تتلاقى جميعها فى أكاذيب تتعلق بإقرار السلام و الأمن فى المنطقة و إعادة توطين اللاجئين السوريين الفارين إلى تركيا و كأنهم يقولون إن الغاية تبرر الوسيلة أى تبرر للأتراك انتهاك كافة المواثيق و الأعراف الدولية المستقرة و ارتكاب جرائم حرب و جرائم ضد الإنسانية فى إطار حرب عرقية ممنهجة تستهدف الأكراد ، هذا مع الإشارة أن تلك الغايات تحمل فى طياتها الدلائل على عدم مصداقيتها و لاسيما أنه كان بإمكان تركيا الركون إلى اتفاقية أدنه و آليات التسوية السلمية للمنازعات الدولية .
واستطرد:" إنها سابقة تنذر بمزيد من الخرق للشرعية الدولبة من أجل تحقيق مصالح دول بعينها وذلك باستخدام تبريرات و شعارات رنانة تبرر العدوان و ارتكاب الجرائم ذات الصبغة الدولية، ومن الغريب أن يسوق ذلك العدوان بإفراد الجيش التركى بوصف "بالجيش المحمدى" و كأن باقى جيوش الدول الإسلامية الأخرى لا تتصف بذلك الوصف ؛ و ذلك من أجل إسباغ الصفة الدينية - بغير الحق - على ذلك العدوان الذى لا صلة له بأى دين على الإطلاق ، و السؤال كيف يحارب ذلك الجيش الذى وصفوه بأنه "جيش محمد" فريقا مستضعفا من أمة محمد دون أن يقوم سبب يستدعى تلك الحرب من أجل الاستيلاء على أراضيهم و إبعادهم قسرا عنها ؟ و ماذا ترك "جيش محمد" هذا لجيش "بنيامين نيتنياهو" ليفعله بالمسلمين ؟ مع العلم أن إسرائيل تدين ذلك العدوان .
نبع الإرهاب
بدوره وصف عبد الشكور عامر، الخبير فى شؤون الحركات الإسلامية، عملية نبع السلام التى أعلنتها تركيا ضد سوريا بأنها عملية "نبع الإرهاب" التركية، مشيرا إلى أن إعلان الإخوان دعمها للعدوان التركى على سوريا بأنه خيانة جديدة للمنطقة العربية، موضحا أن الإخوان هم سلاح أنقرة لتبرير عدوانها على سوريا.
وقال عبد الشكور عامر، فى تصريح لـ"اليوم السابع"، إن جماعة الإخوان تنتهج عقيدة الخيانة ضد أمتها العربية والإسلامية كما دعمت العدوان على الشعب والجيش الليبي على لسان مفتى الجماعة يوسف القرضاوي قبيل ما يسمى بالربيع العربي حيث أفتى القرضاوى على شاشة الجزيرة بجواز ضرب و هجوم النيتو على الجيش الليبي بحجة نشر الخيرات والديمقراطية والدفاع عن الشعب الليبي، فهاهم اليوم يدفعون ثمن طعامهم وشرابهم وسياراتهم الفارهة وتمويلهم بدعم وتأييد العدوان والاحتلال التركى المجرم للأراضي العربية السورية .
وطالب الخبير فى شؤون الحركات الإسلامية، جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي التدخل فورا وبما تملكه من صلاحيات لوقف العدوان التركى على حدود سوريا الشمالية من ِجانب الأتراك واتخاذ كافة التدابير اللازمة لوقف هذا العدوان ضد الشعب العربي السورى ،كما نطالب بتجميد عضوية تركيا فى المنظمات الدولية وعلى رأسها منظمة المؤتمر الإسلامي والأمم المتحدة .
وتابع عبد الشكور عامر:"مع بدايات الأزمة السورية دعم الجيش الحر الذى يدين بالولاء لجماعة الإخوان تقسيم سوريا والعدوان والتدخل فى الشآن السورى وتلقى تمويلا قطريا تركيا لقتل السوريين ومحاربة الجيش السورى العربي ".
بلطجة اردوغان
فيما أكد طارق الخولى، أمين سر لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، إن العدوان التركى على سوريا يمثل انتهاك للقانون الدولى من خلال الاعتداء على سيادة دول الجوار وهو ما يتنافى مع كافة الأعراف الدولية.
وقال أمين سر لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، لـ"اليوم السابع"، إن هذا العدوان التركى هو ممارسة سياسة البلطجة لفرض الأجندة التركية على عدد من دول المنطقة والعمل على ممارسة الاعتداءات على الدول العربية.
وتابع النائب طارق الخولى:"أردوغان لا يأن ولا يتوقف عن التدخل فى دول الجوار بكافة أشكال التدخل سواء من خلال تصريحاته التحريضية أو وعدوانه كما يحدث فى سوريا، كما أنه يتخذ الأكراد ذريعة للغزو ويمارس ضد الأكراد كافة أشكال وألوان التصفية العرقية وهو ما يمثل جرائم حرب".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة