بعض النقاش الجاد يدور حول البحث عن إجابة للسؤال: ماذا ستقرأ الأجيال الجديدة؟، كنت أتصور أن القراءة ماتت مثل كل العادات التى كبرنا معها، لحسن الطالع أثبتت تصوراتى خطأها حينما صادفت الرواية ثلاثية الأجزاء 1Q84 للروائى اليابانى الجامح هاروكى موراكامى حاصد التكريمات وصاحب القائمة الطويلة من الجوائز، والمندهش دومًا من نجاحه لدرجة الاعتراف بهذا الاندهاش فى أكثر من مقابلة صحفية، وربما تسنح فرصة أخرى للحديث عن الرواية، لكن ما يشغلنى هنا هو الحالة التى صنعها هذا الرجل بين الشباب لدرجة تجعلهم ينتظرون فى طوابير لاقتناء أحدث رواياته، عندها تعتقد أن القراءة لها مستقبل طالما استمرت المواهب فى ترسيخ مكانها فى هذا العالم المزدحم، وللإنصاف، فعندنا إنتاج عربى متميز لبعض الكتاب الشباب الذين تتصارع موهبتهم لتنال الشهرة وسط ضجيج التواصل الاجتماعى ومآسى البشر والمنتجات الأدبية الرديئة، بقى أن أخبرك عن سعر الثلاثية الذى يتعدى الألف جنيه فى مصر، وهذا تحدٍّ آخر لا يقاومه سوى عودة الطبعات الشعبية أو تلك المدعومة من المؤسسات الثقافية الرسمية، بخلاف ذلك أتعشم أن القراءة ما زالت بخير، أو هكذا تبدو.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة