أحمد الطيبى النائب العربى فى الكنيست لـ"اليوم السابع":صفقة القرن خدعة ونتنياهو متطرف وابنه جاهل.. لا يمكن إرغام الفلسطينيين على اتفاق وإسرائيل غير مستعدة لخسائر الحرب على غزة .. وعملية لتخويف الإسرائيليين

رغم تعقيدات المشهد السياسى فى إسرائيل، يواصل فريق من السياسيين العرب الانخراط فى المعادلة متجاوزين المعوقات والعقبات، ومنهم النائب العربى فى الكنيست أحمد الطيبى.

 

على مدى السنوات الأخيرة لمع اسم «الطيبى» كأحد أهم السياسيين الإسرائيليين من أصول عربية، متبنيا كثيرا من قضايا الفلسطينيين، ومدافعا عن حقوق العرب والمسلمين داخل إسرائيل.. والآن، قبل 3 أشهر من موعد الانتخابات البرلمانية المبكرة فى إسرائيل، التى ستسفر عن تشكيل حكومة جديدة، يؤكد أحمد الطيبى فى حوار خاص لـ«اليوم السابع» من مدينة القدس المحتلة، عبر الهاتف، أن السبب الرئيسى وراء موافقة الائتلاف الحكومى فى إسرائيل، وفى مقدمته حزب الليكود الذى يتزعمه بنيامين نتنياهو، على تبكير موعد الانتخابات، هو الإفلات من تهم الفساد التى تلاحقه، خاصة أن رئيس الوزراء الإسرائيلى وحده متهم فى 4 قضايا فساد مالى. واعتبر «الطيبى» أن إطلاق نتنياهو عملية درع الشمال على طول الحدود مع لبنان مجرد محاولة للعب على الوتر الحساس لدى الإسرائيليين، حتى يظهر لهم فى صورة وزير الدفاع القوى، عقب استقالة الوزير السابق أفيجدور ليبرمان، علاوة على محاولة تشتيت الانتباه بعيدا عن قضايا الفساد.. وإلى نص الحوار:

فى البداية.. كيف تقيم قرار الانتخابات المبكرة فى ظل تهم الفساد التى تلاحق نتنياهو؟

يحاول نتنياهو تبرير قراره بتبكير موعد الانتخابات بأن الخلفية هى قانونا القومية والتجنيد، لكن الحقيقة أنه يبحث عن كل وسيلة للهروب من الشبهات المحيطة به، وتهم الفساد المالى التى تلاحقه، مرة عبر قانون حظر تقديم رئيس حكومة للمحاكمة أثناء توليه منصبه، ومرة أخرى بالقانون المعروف بـ«قانون جدعون ساعر»، لمنع رئيس الدولة من تمكين وزير الداخلية الأسبق جدعون ساعر من تشكيل الحكومة، والآن يحاول إغلاق الطريق أمام احتمالات تقديمه للمحاكمة فى قضايا الفساد العديدة بخطوة الانتخابات، بالنسبة له يبدو هذا الأمر مخرجا سهلا، وفى الحقيقة لا يبحث نتنياهو عن مصلحة دولة ولا حزب، وإنما يبحث عن مصالحه الشخصية فقط.

هل تعتقد أن الكنيست سيمرر قانونى منع الأذان والقومية المثيرين للجدل؟ 

فى الوقت الحالى لا يمكن تمرير أية قوانين بعد قرار حل الكنيست وخروجه إلى عطلة الانتخابات المبكرة، ويمكننى القول إننا نجحنا فى اللحظة الأخيرة فى منع التمرير الخاطف لقانون منع رفع الأذان، نجحنا فى آخر لحظة، وقبرنا القانون مؤقتا.

 بحسب آخر استطلاع رأى ستحصل القائمة المشتركة على 12 مقعدا.. كيف سيؤثر ذلك على الكنيست؟

القائمة المشتركة مُركّب مُهم فى تمثيل المواطنين العرب داخل إسرائيل، ونحن نتابع استطلاعات الرأى بشكل لحظى، ونداؤنا الأهم للجماهير العربية هو الخروج للتصويت فى يوم الانتخابات، للحفاظ على مكاسبنا الحالية وتقوية التمثيل العربى، أتصور أن تأثير القائمة المشتركة سيكون شبيها بما كان فى الدورة السابقة، من حيث طرح القضايا والاستجوابات والنقاشات داخل اللجان، لكن هذا الأمر مرهون بأن تبقى القائمة على حالها، وللأسف هناك صعوبات تعترض هذا الطريق.

 من وجهة نظرك.. ما الهدف الحقيقى وراء عملية درع الشمال على الحدود مع لبنان؟

يحاول نتنياهو الضغط على العصب الحساس لدى الشعب الإسرائيلى، وهو محور الأمن، ومن خلال هذه العملية يستهدف عددا من الأمور، أولا إثبات أنه وزير دفاع قوى بعد استقالة أفيجدور ليبرمان، والأهم أنه يسعى لتشتيت انتباه الجمهور عن فساده، ودفعهم للتركيز على أمنهم الشخصى، والقلق على حياتهم ومستقبل بلدهم، ما يعنى فى النهاية صرف الانتباه عن التحقيق ومجريات الاتهامات.

هل تتوقع شن الجيش الإسرائيلى عملية قريبة على قطاع غزة كما تقول صحف تل أبيب؟

لا أعتقد أن إسرائيل معنية خلال الوقت الحالى بدخول معركة مع قطاع غزة، خاصة أن القطاع ليس أمرا سهلا والتورط فى صراع مباشر معه يعنى مزيدا من الخسائر، لكن رغم هذا البُعد يظل كل شىء محتملا من هذه الحكومة المتطرفة.

نتنياهو ودرعى يواجهان اتهامات عديدة.. فما سر تفشى الفساد فى إسرائيل؟

شهدت إسرائيل سجن رئيس حكومة ووزراء سابقين بسبب قضايا فساد، وطوال الوقت لا تخلو الأجواء من اتهامات وتحقيقات فى قضايا فساد. المال يجر هؤلاء السياسيين، ومن لا ضمير لديه لا يخجل من أى شىء، بل أكثر من هذا، إذ نرى هجوما واعتداءات على رموز وقيادات الجهاز القضائى، مثل المحكمة العليا، للهروب من هذه الاتهامات والتغطية على الفساد.

ما تعليقك على تصريحات يائير نتنياهو الأخيرة حول وضع المسلمين فى إسرائيل؟

نتنياهو الابن تركيبة من الجهل والغطرسة وعدم معرفة التفاصيل الحقيقية، ممزوج بالعنصرية التى تعلمها من والده، والفاشية والكراهية والعداء لكل ما هو «آخر»، لهذا نجده دائما يتطاول على اليسار والصحفيين، وفى الغالب تكون تصريحاته الغريبة والمتطرفة بموافقة وإيعاز من والده.

هل تتوقع أن يمرر الكنيست قانون التجنيد المثير لغضب المحافظين؟

هدأت الأمور فى الوقت الحالى، على صعيد الغضب أو مخاوف الحريديم من تمرير القانون، إذ لم يعد ممكنا تمرير القانون بسبب إنهاء عمل الكنيست، ويظل الأمر معلقا إلى ما بعد الانتخابات.

هل ترى أن هناك فعلا ما يسمى بصفقة القرن؟

هى خدعة القرن، الوهم بأنه يمكن إبرام اتفاق سلام والتوقيع على معاهدة وفرضها على الفلسطينيين.

فى اعتقادك.. من الشخصية التى تريدها إسرائيل بديلا للرئيس الفلسطينى؟

إسرائيل لا تريد أحدا، تهمها مصلحتها الشخصية، وتريد شخصا يتماشى مع مطالبها ويكون دمية بين يديها، ولا يوجد فلسطينى ينطبق عليه هذا الوصف، التحريض على الرئيس الفلسطينى محمود عباس كان دمويا وخطيرا، لموقفه من المماطلة، خاصة أن إسرائيل، ورئيس حكومتها بنيامين نتنياهو، مُغرمان بالتفاوض من أجل التفاوض وليس من أجل التوصل إلى حل، ولكن خلال السنوات الأخيرة ابتعدوا حتى عن المفاوضات، لأن الجو الإسرائيلى العام يمينى متطرف.

هل هناك إمكانية لاستمرار القائمة المشتركة؟

ما يهمنا فى القائمة العربية للتغيير ألا يموت تمثيل العرب، وأن يظل نوابهم مؤثرين فى العمل السياسى وليسوا مجرد عدد، لهذا نشترط اختيار النواب وتوزيعهم بشكل ديموقراطى، يعطى الشعب شعورا بأنه جزء من القرار وتشكيل القائمة، وخياراتنا مفتوحة وقوية، ونشعر أننا الأقوى والأكثر شعبية وقبولا لدى الناخبين.