«الدين لله والوطن للجميع»، هكذا تعلمنا منذ الصغر على أرض مصر سواء، مسلمين ومسيحيين، منذ قديم الزمان، كنائس تجاور المساجد، أجراس وترانيم الكنائس تعانق الأذان، وضربت مصر موعداً مع التاريخ مساء الأحد الموافق 6-1-2019 عندما شهد الرئيس عبدالفتاح السيسى افتتاح مسجد «الفتاح العليم» و«كاتدرائية ميلاد المسيح» بالعاصمة الإدارية الجديدة، فكم كان المشهد أكثر من رائع عبر حديث البابا تواضروس من داخل المسجد وحديث شيخ الأزهر من داخل الكنيسة.
من المفارقات أن افتتاح المسجد والكنيسة فى آن واحد تأكيد على الوحدة الوطنية يأتى بعد مرور 100 عام على ثورة 1919 والتى شهدت ظهور شعار «يحيا الهلال مع الصليب» خلال تظاهرات الحرية للدفاع عن الوطن، وهو ما يؤكد أن مصر مهما دار الزمان وحاول الأعداء والخونة بث الفتن بين نسيج الوطن الواحد فلن تنجح محاولاتهم، وسيكون الفشل مصير مخططاتهم الشيطانية، والدليل هنا أنه خلال أحداث ثورة 30 يونيو وجدنا نفس المشهد يتكرر عندما وقف إمام المسجد بجوار القسيس يدا واحدة فى وجه جبروت الجماعة الإرهابية أثناء فترة حكم المعزول محمد مرسى.
من الأمور التى تؤكد وحدة الصف أيضًا ما حدث قبل يوم واحد من الافتتاح، حينما أبلغ الشيخ سعد، إمام مسجد مجاور لكنيسة السيدة العذراء وأبى سيفين بعزبة الهجانة فى مدينة نصر، عن اشتباهه فى وجود قنابل تستهدف الإخوة المسيحيين، فتوجهت قوة أمنية وعثرت على 3 عبوات ناسفة وأثناء العمل على إبطالها انفجرت إحداها وسقط الرائد مصطفى عبيد ابن قرية الأحرار التابعة لمركز طوخ قليوبية شهيدًا، وأنقذ مئات الأرواح فى مشهد لن تراه إلا داخل أراضى المحروسة.. الخلاصة تقول: «ما يفعله الرئيس السيسى وشيخ الأزهر والبابا تواضروس خلال السنوات الأخيرة والتأكيد الدائم على أننا فصيل واحد فى جسد واحد، إضافة إلى ظهور أبطال كُثر على طريقة الرائد مصطفى عبيد والشيخ سعد، كلها أمور توضح أن تأثير تربية آبائنا وأجدادنا الصالحين مازالت ساكنة بداخلنا، فقد تعلمنا أن التسامح ثقافة مجتمع ضم بين جوانحه جميع الأديان فى سلام».. «اللهم احفظ بلادنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن».
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة