هل تتذكر تلك الصورة التى نشرتها «اليوم السابع» قبل أكثر من 10 أعوام حينما انهارت إحدى صخور المقطم على رأس الأهالى، وظهر فيها رجل طاعن فى السن يشق جلبابه وفى خلفيته بيوت تهدمت وأطفال تيتمت وعائلات تشردت؟ هل تتذكر تلك الحسرة على وجهه وتلك الآهة التى تكاد أن تكون مسموعة من الصورة؟ هل تتذكر تلك الحرقة التى أشعلت مشاعر الناس الغاضبة فكانت تلك الصورة إحدى أيقونات ثورة يناير وإحدى الصيغ البليغة التى اتخذها الشباب مثالًا لتدهور الأحوال وضياع الإنسان؟
يبدو أن تلك الصورة قد أصبحت من أدبيات الماضى ولم يعد لها وجود الآن، وهو الأمر الذى تثبته واقعة انهيار جزء من هضبة المقطم ناحية منشية ناصر، والتى ظهرت فيها الحكومة المصرية فى مظهر بالغ الرقى والمسؤولية، وهو الأمر الذى يجب أن نشيد به وننسبه إلى أصله وأصله هنا هو رؤية الرئيس عبدالفتاح السيسى، التى اتجهت إلى بعث الروح إلى أعصاب الدولة المصرية ومرافقها وخدماتها، واضعًا احتياجات الإنسان الأولية نصب اعتباره، وعلى رأسها المسكن.
ما أن وقعت تلك الواقعة حتى أخلت محافظة القاهرة، جميع العقارات المجاورة لحافة الجبل بمنطقة الدويقة تحسبًا لانفصال إحدى الصخور عن الجبل، ونقلت الأسر التى تتم إخلاؤها لوحدات سكنية بحى الأسمرات وتحركت الدولة سريعًا لإخلاء 13 عقارا بمنطقة الرزاز، بحى منشأة ناصر احترازيا يضم 82 أسرة نظرًا لحدوث شروخ جبلية بجوار تلك العقارات، وذلك طبقا لتوصيات اللجان العلمية الجيولوجية المشكلة بمعرفة المحافظة، ومنح جميع الأسر وحدات سكنية مفروشة بحى الأسمرات، كما قامت الدولة بتوفير وسائل نقل ووجبات جافة سريعة لهم، وبادرت بتوفير كل الرعاية التامة لهم.
من الطبيعى أن يحزن الإنسان حينما تنزل نازلة أو تقع كارثة تنال من سلامة الناس أو حتى تهددها، لكن على العكس تماما، شعرت بفرحة غامرة وأنا أتابع أخبار حدوث تشقق وانهيار بصخور منشية ناصر، وذلك ليس بالطبع من أجل حدوث الانهيار فى حد ذاته وإنما لأنى وربما للمرة الأولى فى تاريخى مع الحكومات المصرية أرى تعاملًا نموذجيًا لأزمة كادت أن تودى بحياة المئات، لم تنتظر الدولة وقوع الكارثة وموت الناس، ولم تنتظر سماع الآهات وبكاء اليتامى، لم تسمح بأن تتكرر تلك الصورة المشؤومة، بفضل من الله وعمل من الرئيس عبدالفتاح السيسى، فشكرًا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة