الأجزاء الثانية للأفلام ليست جديدة على السينما بشكل عام، فنحن نشاهد كثيرًا من الأفلام الأجنبية التى تتكون من عدة أجزاء، والسينما العالمية اشتهرت أيضًا بإعادة تصنيع الأفلام، حيث إنه قد أعيد تصوير بعض الأفلام الناجحة بعد مرور مدة زمنية طويلة بممثلين آخرين وبإخراج وإنتاج آخر، ولاقت هذه التجربة النجاح، لكن فى المجمل فإن معظم التجارب فى هذا الاتجاه أثبتت أن الجزء الأول يكون الأفضل والأنجح، كما أن الأجزاء الثانية ليست جديدة أيضًا على السينما المصرية لكنها تكاد تكون غير ملحوظة ولم تلق أى نجاح واهتمام، خصوصًا أن الجمهور عندنا اعتاد أكثر على مشاهدة بعض المسلسلات فى عدة أجزاء، أما أن يكون هذا الأمر فى الأفلام فهذا ما لم تعهده السينما المصرية من قبل إلا نادرًا فى بعض الأفلام، وكان إعادة تصنيع للفيلم وليس كجزء ثان، مثلما حدث فى فيلمى «أمير الدهاء» و«أمير الانتقام».
الحديث عن فكرة تقديم أجزاء ثانية للأفلام، استكمالًا للمقال السابق والذى تحدثت فيه عن اتجاه الفنان هيثم أحمد زكى لتقديم فيلم « كابوريا 2» كجزء ثان لفيلم «كابوريا» لوالده الفنان الكبير الراحل أحمد زكى، والتأكيد على رفض حالة التنمر المنتشرة على «السوشيال ميديا» ضد هيثم، خصوصًا أننى أرى أنه لا يجب الحكم على تجربة قبل مشاهدتها، بالإضافة إلى أن النقد والمناقشة لابد أن يكون من محور جدوى اللجوء إلى أجزاء ثانية من أفلام سابقة، وهو ما أشرت إليه فى المقدمة.
هنا أعتقد أن الاتجاه لمثل هذا الأمر فى السينما المصرية يكون استغلالا لنجاح الجزء الأول، أما عن كون أن يصبح هذا الاتجاه موضة تتبعها الأفلام الأخرى، فأؤكد أن هذه التجارب لن تحقق النجاح المطلوب بل إنها قد تفشل لأن فى الغالب هى تستهدف الربح المادى فقط، لاسيما أن بعض المنتجين يريدون أن يحرزوا أعلى الإيرادات استغلالًا لنجاح الأجزاء الماضية.. الخلاصة تقول: «لا نستطيع الحكم على نجاح الجزء الثانى من الأفلام إلا بعد مشاهدته، لأن نجاح العمل يتوقف على كونه عملا جيدا من حيث الشكل والمضمون، والفشل يتوقف على إذا كان الهدف منه ربح مادى أم لا».
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة