فى بعض الأزمان الماضية كانت القرية محركًا للأعمال الروائية والقصصية، إما بأبنائها الذين ذهبوا ببضاعتهم الأدبية لترويجها فى المدينة، أو بوصفها موضوعًا غامضًا وشهيًا للصراع الإنسانى فى حدوده الضيقة فتبدو هنا المشاعر أكبر حجمًا وأعقد تفاصيل، لا نعرف اليوم الإحصاء الحقيقى لما تبقى من هذه القاعدة، لكن يبدو أن القرية فقدت زخمها كموضوع للرواية لصالح موضوعات أخرى وصراعات جديدة فرضت نفسها على المحيط الإنسانى، التكنولوجيا وتفشى خيانات البشر أبرزها، وتخلت السينما والدراما عن البحث فى الأعمال الأدبية القوية وتحويلها إلى شخصيات من لحم ودم فى عملية تبادل فنية ترفع من قيمة العمل الأدبى عبر الزمن، نعم فقدت القرية رونقها فى الروايات الأدبية، وفقدت معه كثير من عقول أبنائها الذين نزحوا بحثًا عن الذى قد لا يأتى أبدًا، لكنها لم تفقد بعد همومها وصراعاتها ورائحة ترابها الشهية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة