"إذا ملاك الرب قد ظهر ليوسف فى حلم قائلاً: قم وخذ الصبى وأمه واهرب إلى مصر، وكن هناك حتى أقول لك، لأن هيرودس مزمع أن يطلب الصبى ليهلكه (14) فقام وأخذ الصبى وأمه ليلاً وانصرف إلى مصر"، هكذا يصف "إنجيل متى: الإصحاح الثانى" رحلة هروب العائلة المقدسة إلى مصر.
وحدث هروب العائلة المقدسة إلى مصر، عندما خرج الطفل يسوع المسيح وأمه العذراء مريم والقديس يوسف النجار من بيت لحم إلى مصر حسب الرواية المسيحية، هروبًا من بطش هيرودس الملك الذى كان يقتل الأطفال تحسبا لظروف ملك يزاحمه المُلك فأراد قتله عن طريق المجوس، فحينما فشل، قرر قتل جميع أطفال بيت لحم من دون السنتين، ليظهر الملاك ويخبر يوسف النجار، كما توضح الآية سالفة الذكر، بالهروب لمصر ويبقى بها حتى يموت هيرودس.
لكن يبقى السؤال لماذا مصر، ولماذا كان اختيار العائلة المقدسة أرض الكنانة لتكون وجهتها بعد الخروج من بيت لحم مهد المسيح، وما الحكمة وراء ذلك.
بحسب موقع "الأنبا تكلا هيمانوت" أحد أشهر المراجع الدينية المسيحية على الإنترنت، فإن اختيار مصر كونها كانت رائدة فى العالم الأممى، فهى تشير فى العهد القديم إلى العبودية، وبخصوبة أرضها تشير إلى حياة الترف ومحبة العالم وكان يمكن للسيد أن يلتجئ إلى مدينة فى اليهودية أو الجليل لكنه أراد تقديس لأرض مصر ليقيم فى وسط الأرض الأممية مذبحًا له، وذلك استنادًا للنص الدينى الإنجيلى: "هوذا الرب راكب على سحابة خفيفة سريعة وقادم إلى أرض مصر فترتجف أوثان مصر من جهة ويذوب قلب مصر داخلها" (اش 19: 1).
كما يفسر الموقع أسباب الاختيار مصر بالخصوص كونها كانت ملجأ العديد من الأولين والسابقين للمسيح، فزارها أبو الأنبياء الخليل إبراهيم، وعاش فيها يوسف الصديق، ولقد كان يوسف رمزًا للسيد المسيح الذى جاء لاستبقاء حياة، بحسب وصف الموقع.
وينقل موقع "مسيحى" أحد مواقع تفاسير الكتاب المقدس، عن القديس يوحنا الذهبى الفم، حول سبب اختيار مصر لتكون مكان الزيارة المباركة، لتقديسها، حيث يقول: "إذ كانت مصر وبابل هما أكثر بلاد العالم ملتهبتين بنار الشرّ، أعلن الرب منذ البداية أنه يرغب فى إصلاح المنطقتين لحسابه، ليأتى بهما إلى ما هو أفضل، وفى نفس الوقت تتمثل بهما كل الأرض، فتطلب عطاياه، لهذا أرسل للواحدة المجوس، والأخرى ذهب إليها بنفسه مع أمه"، كما يقول: "تأمل أمرًا عجيبًا: فلسطين كانت تنتظره، مصر استقبلته وأنقذته من الغدر".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة