كنت طالبا فى المرحلة الثانوية، أحب الله ورسوله، أصلى الفرض والسنن، أبكى فى كل دعاء، أرفع أكف الضراعة إلى الله فى كل نازلة، ولا أدعى إذا قلت إن تلك الفترة الحالمة الساكنة المستكينة العامرة هى التى أقتات عليها إلى الآن، وهى المسؤولة عن عمارة روحى إلى الآن، والمسؤولة أيضا عن ثقافتى الإسلامية التى أفتخر بها إلى الآن، لكن برغم هذا العرفان إلى تلك الفترة، فإنى أيضا أحمد الله أننى لم أقع فى شراكها التى كانت قريبة كل القرب، فقد كنت مثل غالبية أبناء جيلى خاصة القاطنين فى أحياء المطرية وعين شمس وعزبة النخل أكثر عرضة للتجنيد فى الجماعات الإسلامية التى كانت على قدر كبير من الانتشار آنذاك، ولست هنا فى مقام سرد قصة الفخ الجهادى والنجاة منه، لكن ما حدث فى معرض الكتاب الذى زرته أمس الأول ذكرنى بتلك القصة.
وقعت فى الحيرة أنا وأصدقائى «الملتزمين» ما بين حضور «الحصة» وصلاة العصر فى جماعة، فقد كنا نخرج من مدرستنا «ابن خلدون الثانوية بنين» قبل أن ننتقل إلى مدرسة المطرية الثانوية، قبيل المغرب، والجميع يعرف أن صلاة العصر واجبة فى وقتها، وكان مدرس الفصل لا يسمح لنا بالخروج من الحصة للصلاة، لأنه ببساطة لو سمح بخروج واحد سيخرج الفصل كله ما بين الجامع وسور المدرسة ومدارس البنات المجاورة، فذهبنا إلى «شيخ الجامع» ليفتينا فى أمرنا، فظهرت عليه ملامح الحزن والغضب وردد الآية الكريمة «أَرَأَيْتَ الَّذِى يَنْهَى * عَبْدًا إِذَا صَلَّى» حتى قوله تعالى «كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ» ولم نكن نعرف وقتها أن هذا الشيخ يحرضنا على كسر النظام العام، ولم نكن نعلم أيضا أنه يحرضنا على مدرس الفصل لكسر هيبته والتمرد عليه، ولم نكن نعلم أيضا أنه يجندنا إلى جماعته حينما دعانا إلى الذهاب معه إلى مسجد الرحمة المهداة لسماع الشيخ وجدى غنيم، ومسجد العزيز بالله للجلوس بين يدى محمد حسان وشركاه.
لم يقل لنا هذا الشيخ إن تلك الآية نزلت فى وصف الكفار وليس المسلمين، ولم يقل لنا شيئا عن رحمة الله التى قد تغفر لنا تأخير الصلاة لأن المرجو من التعليم هو صلاح الدولة والدين أيضا، ولم يقل لنا، بالطبع، إنه يريد أن يحولنا إلى «إرهابيين» بعد أن كنا طلبة، وإنه يسلمنا إلى أساتذته من الإرهابيين الكبار ويزرع فى قلوبنا بذرة تكفير من يخالفنا.
هذا المشهد تذكرته حرفيا حينما رأيت بعض زوار معرض الكتاب يفترشون أرض القاعات الجديدة ويصلون فى الأماكن العامة بدلا من الصلاة فى أماكنها المخصصة فى المعرض، ولهذا أدعو هيئة الكتاب إلى الوقوف ضد هذه الظاهرة بكل قوة، لأنها تضمر الخبث والتمرد والرغبة فى انتهاك قوانين الدولة ولوائحها.
عدد الردود 0
بواسطة:
عبدالرحمن الشريف
لماذا الخداع؟
عنوان المقالة شدني وهو - احتلال معرض الكتاب - ثم وجدت المحتوى لبس له صله بالعنوان برجاء احترمو عقولنا بارك الله فيكم
عدد الردود 0
بواسطة:
سوما
و كان أولي لهم الذهاب الي زاوية أو مسجد قريب من المعرض لأجل الصلاة و البعد عن مظاهر التفاخر و النفاق
و اتمني يكون في اشراف جيد من قبل المسئولين لأن المكان أشبه بالسوق رغم كل ما يبدو عليه من تنظيم