لم تتوقع ناهد محمد عبد الماجد، الأم الأسوانية، يوماً أنها ستصبح واحدة من أبرز صناع الملابس الحريمى فى أسوان وتصدر منتجاتها إلى السودان، بعد أن كانت تقوم بالأعمال المنزلية وترعى زوجها وأولادها فقط.
"اليوم السابع" التقى السيدة الأسوانية التى تعد واحدة من النماذج الناجحة لقروض جهاز تنمية المشروعات، لتحكى قصة كفاحها من الصفر وحتى مرحلة التوسع فى مشروعها شرق مدينة أسوان والخاص بتأسيس مشغل لتفصيل الملابس الحريمى والمفروشات المنزلية وزيادة عدد السيدات العاملين معها فى المشروع.
وقالت ناهد: "أنا حاصلة على دبلوم المدرسة الفنية قسم الملابس الجاهزة، ولم أكن أتوقع أن أعمل فى مجال تخصصى خاصة بعد زواجى وإنجابى ولد وبنت، إلا أن الظروف التى مرت علينا والخاصة بمرض زوجى وإصابته بجلطة مفاجئة، دفعتنى للعمل وتفصيل الملابس الحريمى، وبدأت العمل من المنزل واشتريت ماكينة خياطة، وواصلت الإنتاج والعمل".
أثناء التفصيل
وتابعت السيدة الأسوانية الحديث عن قصتها قائلة: إتقانى للعمل فى التصنيع وابتكارى لصناعات جديدة فى مجال تفصيل الملابس الحريمى جعل صديقة لى تقيم فى السعودية تشيد بصناعتى وتشجعنى لفتح محل خاص بى والتوسع فى عملى بعد أن قمت بإهدائها بعض المفروشات هدية لأختها وصديقاتها بالمملكة العربية السعودية، وقالت لى "إيديكى تتلف فى حرير" و"شغلك ده يكسبك دهب".
وأضافت أنها بدأت التفكير فى التوسع بتجارتها، وبدأت بالشراكة مع سيدة أخرى، إلا أن طريق الوصول للحلم لم يكن مفروشاً بالورود كما اعتقدت، ومع الوقت لم تتحمل أعباء الالتزامات أو تستطيع مواصلة الأمنيات وفضت الشراكة وعادت مرة أخرى للمنزل.
واستكملت ناهد حديثها، بأنها لم تيأس أو تتوقف عن تحقيق حلمها، وعادت مرة أخرى للتوسعة وصناعة فساتين السواريه، بمساعدة زوجها الذى تعافى من المرض وبتشجيع منه على مواصلة العمل والوقوف على أقدام ثابتة فى العمل، مشيرة إلى أنه بعد مرور ثلاث سنوات، استطاعت أن تستأجر مكانا تحوله إلى مشغل لتصنيع الملابس الحريمى ومفروشات المنزل وبدأت بمساعدة سيدتين ثم زاد العدد لثمانية، خلال فترة عمل امتدت لنحو 12 سنة.
السيدات العاملات معها
وأوضحت أن مشغلها الذى أطلقت عليه اسم "بشرة خير" شامل لكافة صناعات الملابس الحريمى من تصليح وتصنيع ومفروشات منزلية وأحياناً أطفال، لافتةً إلى أنها تعتمد على المناسبات فى التصنيع لتلبية رغبة وطلبات الزبائن مثل هدايا ملابس عيد الأم، ومناسبات رمضان مثل إسدال الصلاة للسيدات.
وأشارت إلى أن لقرض جهاز المشروعات دور فى توسعة عملها وشراء ماكينات جديدة واستكمال تجربة التصدير للسودان، والتى بدأت من خلال زيارة لصديقة لها من دولة السودان إلى أسوان وإبداء إعجابها الشديد بصناعاتها وطلبت منها بعض القطع المصنوعة كهدية لسيدات فى السودان والبدء فى محاولة الترويج لصناعتها، ثم الاتفاق مع تجار سودانيين لتصدير ملابس مصنعة لهم، وأيضا تشجيع صديقتها المقيمة فى السعودية على تصدير إنتاجها وبيعه فى المملكة نظراً الجودة المنتج المصرى.
ولفتت إلى أنها حصلت على قرض جهاز المشروعات خلال شهر نوفمبر من العام الماضى 2018 ، وكان بقيمة 71 ألف جنيه بهدف زيادة عدد ماكينات العمل ودعم المكان بماكينة "سرفله حريمى" نظراً لعدم توافرها فى أسوان سوى لدى شخص واحد وأسعار تصنيعه مرتفعة جداً، مضيفة أن رغبتها خدمة الناس من خلال تقديم سعر أقل وجودة عالية ومنافسة السوق فى هذا الجانب، بجانب تزويد المكان بالبضاعة والتوسع فى العمل.
وعن كيفية سماعها بقرض الجهاز، قالت ناهد، إنها كانت تنهى إجراءات رخصة المشغل الخاص بها وهناك سمعت بقرض الجهاز، مشيرة إلى أن هناك بعض البنوك التى تمنح قروض المشروعات ولكن إجراءاتها طويلة ومعقدة بخلاف الجهاز الذى أنهى لها إجراءات القرض فى أقل وقت وبفائدة متناقصة، بجانب تقديم المساعدات الفنية من خلال توفير تدريب عملى لها، وعرض الجهاز لها بتدريب سيدات، وهو ما وافقت عليه من خلال تدريب سيدات على التفصيل أو صناعة الستائر المنزلية والمفروشات، وعلقت "هم يستفادوا وأنا كمان استفاد".
وتطمح ناهد فى توسع عملها والمشاركة فى المعارض خاصة أنها لم تشارك فى معرض القاهرة الأخير خلال شهر يناير الجارى نظراً لظروف عائلية، وأيضاً مواصلة صناعة ملابس مختلفة عن السوق بجودة عالية وبأقل تكلفة، مع تسهيل السداد للمتعثرين أو ممن لا تسمح ظروفهم المادية بدفع قيمة المصنوعات دفعة واحدة.
سيدات تعمل معها فى المشغل
صحفى اليوم السابع مع السيدة الأسوانية
ناهد أثناء العمل فى مشغلها
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة