أحمد إبراهيم الشريف

سينمات فى قصور الثقافة

الخميس، 24 يناير 2019 08:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كانت محافظة أسيوط، حتى وقت قريب، بها سينما شتوى وسينما صيفى، السينما الشتوى تحولت بعد ذلك إلى سينما رينيسانس، وعلى حد علمى وما رأيته بعينى كان عليها إقبال شديد، لأنها كانت تملك 4 شاشات عرض، فتقدم أفلامًا أجنبية وأفلامًا عربية حديثة، لكن ذلك لم يعد موجودًا، لقد نشأت مكانها أبراج سكنية أسمنتية الهيئة والتوجه، وتحول الأمر فى هذه السنوات القليلة إلى مجرد ذكريات.
 
الأمور تتغير بشكل أسرع من المتوقع، والمساحة المتاحة للفن والثقافة تتقلص كل يوم، ولم يعد أمامنا سوى حلول داخلية لحل الأزمات، لذا علينا تحويل بعض قاعات قصور الثقافة وإعدادها لتكون دور سينما، تستقبل الجمهور المحب لهذا الفن وما أكثره.
 
أقول، ليست هذه هى المرة الأولى التى أتحدث فيها عن ضرورة إنشاء دور سينما فى قصور الثقافة المختلفة، ونوادى الأدب الموجودة فى الأقاليم، ولن أملّ من الحديث أبدًا فى هذا الشأن، لأننى أرى ضرورته ووجوبه.
 
تخيلوا أن أكثر من نصف محافظات مصر ليست بها دار سينما واحدة، وأنت تعلم أن مصر فى خمسينيات القرن الماضى كان بها قرابة 450 دار سينما، تقلص هذا العدد كثيرًا، وصار التركيز على القاهرة والإسكندرية فى المولات الخاصة وغير ذلك، أما المحافظات الأخرى مثل سوهاج والفيوم وقنا وبنى سويف والمنيا ودمياط وأسيوط وغيرها الكثير، والتى كانت قديمًا حافلة بدور العرض، لم يعد فيها شىء الآن، حتى أن مدينة بقيمة الأقصر وقدرها، يقام بها كل عام مهرجان دولى، هو الأقصر للفيلم الأفريقى، كان بها قديما 11 دار عرض تحولت جميعها إلى أبراج سكنية.
 
المهم ولأننا نعرف ما تعانيه ميزانية وزارة الثقافة، فلن نطالب بإنشاء دور سينما، مع أن هذا أمر طبيعى، فلا يصح أن يكون بلدا فى حجم مصر تريد لشبابها أن يواجهوا الجهل والعنف والتطرف، ولا يكون فيها دور سينما متعددة تتنافس طوال الوقت لتقديم أكبر قدر من الأفلام المحلية والعالمية، وتمنحنا فرصة لمشاهدة الثقافات المختلفة، لذا أسأل: لماذا لا تتبنى وزارة الثقافة فكرة إنشاء دور السينما فى قصور الثقافة؟
 
والمقصود بهذه الفكرة، ليس مجرد عرض أفلام سينمائية، بل التفكير بشكل «تجارى»، فلدينا قاعات عدة فى قصور الثقافة، علينا اختيار واحدة أو اثنتين فى كل قصر ثقافة، ويتم إعدادها بشكل جيد وآمن وعلمى لتتحول إلى دار سينما عامة، لا تقدم الأفلام التى يختارها العاملون فى القصر حسب برنامج معين، لكنها تقدم السينما الموجودة فى دور العرض التجارية، وأن تكون هناك علاقات واتفاقيات مع شركات التوزيع، ومن حقها عدم عرض الأفلام التافهة أو التى لا تقدم شيئًا مميزًا.
هذا الأمر يحتاج إلى دعاية كبيرة فى التليفزيون والصحف، حتى يعرف المشاهدون أن قصور الثقافة تعرض حاليًا هذه الأفلام، ولا أحتاج إلى قول إن قصور الثقافة سوف تستفيد بشكل كبير فى المجالات المختلفة، وتصبح منتجة بشكل كبير، فأنتم تعلمون ذلك أكثر منى.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة