مع موسم الشتاء، وهطول الأمطار الغزيزة، قد تتوقف حركة السير فى شوارع القرى والأحياء فى بعض الأحيان، نظراً لعدم استيعاب أجهزة الشفط لهذا الكم الكبير من المياه، أو أن هذه المدن غير مجهزة بهذه الأجهزة من الأساس.
وتتحول هذه الشوارع إلى ما يشبه بالبحيرات الصغيرة، التى لا يجد معها سكانها إلا طريقة واحدة للسير فيها وهى الخوض مع ارتداء قفازات وكاوتشات أو نعال مضادة للمياه، ليتمكنوا من ممارسة حياتهم اليومية، إلا أن مواطناً سورياً، استخدم حلاً مبتكراً لهذه الأزمة، عندما غمرت المياه شوارع قريته فى بلدة دركوش التى تقع شمال غرب سوريا.
المزارع أمام أحد المنازل
المواطن السورى "أبو إيهاب"، يعمل مزارعاً، إلا أن غرق شوارع بلدته، جعلته يغير مهنته مؤقتاً، حيث عمل كقائد قارب لنقل السكان خاصة الأطفال وغير القادرين على المشى فى المياه، فى شوارع البلدة، حتى تجف هذه المياه من الطرقات، فمع الأمطار الغزيرة التي تهطل في شمال غرب سوريا، تحول أبو إيهاب، من مزارع إلى قائد مركب يجدف في شوارع بلدته دركوش الغارقة بالماء، ليساعد السكان على التنقل.
المزارع يتجول بقاربه
يقول أبو إيهاب، "فى الشتاء لا أخرج كثيرًا من بيتي بسبب البرد والمطر، لكني شعرت أن الناس قد يكونون في حاجة إليّ"، وهذا المزارع الأربعينى، اعتاد أن يأخذ مركبه إلى نهر العاصي في الصيف، لكن المطر الغزير في الأيام الماضية جعله يبحر به بين منازل بلدته، التي فاضت عليها مياه النهر في محافظة إدلب، ووصل عمق الماء إلى متر ونصف المتر - على حد قوله.
المزارع يحمل الأطفال على القارب
وتطوع أبو إيهاب، مع عدد من شباب البلدة لمساعدة الكبار فى الأحياء الأكثر تضرراً من الفيضان، ونقل الأطفال وتأمين الخبز، معبراً عن ذلك بقوله "الناس محبوسون في منازلهم، لا يمكنهم الخروج لشراء الطعام".
هذه ليست المرة الأولى التي استخدم خلالها "أبو إيهاب" هذه الطريقة، حيث يوضح: "معظم السنوات الماضية وقعت فيضانات، لكن فيضان هذه السنة أقوى بسبب الأمطار الغزيرة"، وذلك حسبما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية.
المزارع يستخدم القارب فى الشارع
وأدى الفيضان إلى إغراق عدد من بيوت البلدة، وأتت الأحوال الجوية العاصفة والأمطار الغزيرة على الخيم في مخيمات النزوح في مناطق أخرى من محافظة إدلب الخارجة عن سيطرة النظام، والتي تسيطر عليها فصائل إسلامية متشددة وقوى معارضة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة