يلقى كتاب "الموسوعة الشاملة للحضارة الفرعونية" تأليف جى راشيه، ترجمة فاطمة عبد الله محمود، والصادر عن المركز القومى للترجمة، الضوء على تاريخ الأسطول البحرى الفرعوني.
ويرى الكتاب أننا "لا نعلم الكثير عن البحرية الحربية المصرية، ولكن من المؤكد أن المصريين، بداية من العصر الثينى، قد ارتبطوا بعلاقات تجارية مع الفينيقيين فى "جبيل" بوجه خاص، ولكن من المؤكد أن هذه التعاملات التجارية كانت تمارس بواسطة سفن تجارية، ولا شك أننا قد عرفنا أن "خوفو" كان له أسطوله البحرى الذى يقوده قبطانه "مريب".
ويتوقف الكتاب عند "الفرعون (ساحو رع) ثانى ملوك الأسرة الخامسة، ففى معبده الجنائزى، بـ أبو صير "يوجد مشهد لحملة بحرية تمخر عباب البحر الأحمر، كما أنه خلال الأسرة التالية بينت لنا الرسوم الوزير "أوني" من خلال إحدى حملاته ضد بدو سيناء، على متن أسطول بحرى، ولكننا لسنا على يقين مما ذا كانت سفنه هذه مزودة بعتاد وسلاح لخوض المعارك الحربية.
ويذهب الكتاب إلى أن الحال كان مبهما وغامضا فيما يختص بـ"الدولة الوسطى"، وإضافة إلى ذلك لا يبدو أن السفن التى أرسلت إلى بلاد "بونت" كانت بمثابة أسطول حربي بكل معنى الكلمة.
ويؤكد الكتاب أنه خلال "الدولة الحديثة" ظهرت الوحدات البحرية الفعلية. وكانت تسمى "منشو"، أما السفن الخاصة بالتنزه فتعرف باسم "بورى"، ولكن فى نهاية الدولة الحديثة حطنا علما بالسيرة الذاتية الخاصة بـ أحمس بن أبانا، وعرفنا أنه خاض معارك ضارية، فوق صفحة مياه النيل ضد الهكسوس الغزاة المحتلين.
ويعتبر الكتاب أن تحتمس الثالث بصفة خاصة هو المنظم الفعلى للبحرية الحربية المصرية، فقد ألزمته حملاته إلى قارة آسيا بأن يمتلك أسطولا بحريا حربيا ليكفل حماية السواحل المصرية ، وليصل هو وجيشه إلى مواقع القتال. وبذلك ففى العالم الذى استولى فيه على قادش نزل مكتسحا هو وفرقه العسكرية فى "ليميرا" الميناء الفينيقى الأكثر قربا من قادش، وفى العالم التالى وبقوة أسطوله وبسالته تمكن من إضاع بقية الموانئ الفينيقية جمعاء.
وينتهى الكتاب إلى أن رمسيس الثالث هو أكثر الملوك براعة وتمكنا فى تأسيس أسطول بحرى قوى الأسس شديد البنيان، فقد كان يتوجس ويتنبأ بتطلعات أؤلئك القراصنة المسمين "شعوب البحر" وأطماعهم. ونحن إذا تطلعنا إلى الرسوم البارزة فوق جدران معبده بمدينة هابو، سوف نشاهد تفاصيل معركة بحرية على سواحل مصر القديمة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة