يؤدى فرع الانتقاء والتوجيه للقوات المسلحة، دورا هاما للغاية فى سلسلة القوى البشرية التى تدعم صفوف القوات المسلحة، ودوره يكاد يكون منفردا، فالمسئول عن انتقاء المجندين والمتطوعين والضباط الاحتياط؟.
ويطلق عليه فرع "الانتقاء والتوجيه"، وطوال خمس ساعات قضيناها داخل الفرع، تيقنا من عدة ملاحظات رئيسية، أولها وأهمها أن الوساطة والمحسوبية لا يمكنها بأى حال من الأحوال التدخل فى منظومة عمل قد تصل لعام كامل للمتقدمين للتطوع، وتلك نقطة هامة تواجه كافة الشائعات والصور الذهنية المشوشة، حول وجود دور للوساطة والمحسوبية.
"اليوم السابع" التقت العميد مصطفى عميرة، رئيس فرع الانتقاء والتوجيه، الذى أكد أن الفرع مهمته اختيار الفرد المناسب فى الوظيفة المناسبة به، خاصة أنه من الأفرع التى تهتم القيادة العامة للقوات المسلحة بتطويره بشكل مستمر، من الأفراد والمعدات، مؤكدًا على أنه بعد حرب 1967 تم إنشاء فرع الانتقاء والتوجيه بهيئة التنظيم والإدارة للقوات المسلحة واهتمت القيادة العامة للقوات المسلحة بتطويره على مدار الأعوام السابقة بهدف انتقاء وتوجيه الأفراد إلى أنسب الأسلحة والتخصصات المناسبة لقدراتهم باستخدام الأساليب العلمية الحديثة من خلال أطقم الانتقاء والتوجيه بمناطق التجنيد والتعبئة وكذلك بجميع مراكز التدريب للأسلحة لتحديد المواصفات البدنية والعقلية لشبان التجنيد.
وأضاف رئيس فرع الانتقاء والتوجيه بالقوات المسلحة، أن الفرع يتبعه أطقم انتقاء وتوجيه على مستوى القوات المسلحة، والغرض منه إجراء قياسات نفسية وبدنية وعقلية لاختيار الفرد الذى يخدم فى القوات المسلحة سواء من المتطوعين أو المجندين، حيث يعتبر مسئولا عّن القوى البشرية داخل صفوف القوات المسلحة، وهو مسئول عن انتقاء وتوجيه المجندين على الأسلحة المختلفة طبقًا للقياسات التى تتم عليهم وتخصصاتهم بمناطق التجنيد، وكذلك انتقاء المجندين من المؤهلات العليا المرشحين للالتحاق بكلية الضباط الاحتياط.
وتتمثل طبيعة عمل الفرع فى شقين رئيسيين هما المجندين والمتقدمين للتطوع بصفوف القوات المسلحة، ويأتى دور فرع الانتقاء والتوجيه، فى توجيه الفرد نحو السلاح الذى يتناسب مع قوته العقلية والجسدية، بالإضافة لاختبار ضباط الصف المرشحين للعمل بمراكز التدريب والمنشآت التعليمية لتحديد مدى صلاحياتهم للعمل بها.
وأضاف عميرة، أن الأطقم بالمناطق التجنيدية، تختار الجنود حسبا للمهنة التى يمتهنها المتقدم للتجنيد قبل قدومه للمنطقة، ثم يقسم المجندين لفئات طبية، يتم توزيعهم على الأسلحة ذات الطبيعة الخاصة، حيث يوزع المتقدمين على الأسلحة المناسبة لقدراتهم، وبعدها يتم توزيعهم داخليا، بناء على اختبارات تجرى فى منطقة التجنيد، منها اختبار السمات الشخصية، والذى يحدد صفات المجند بشكل دقيق، من خلال المعامل داخل كل منطقة تجنيدية، بالإضافة لرغبة المجند الشخصية، حيث يعتمد على أدوات قياس متطورة لها القدره على التنبؤ بسلوك الفرد والكشف على الجوانب الداخلية والخارجية من خلال عده اختبارات أساسية وبطاريات، اختيار آليات القياس النفسى المناسبة يستند إلى أحداث إصدارات علم النفس من الاختبارات النفسية بهدف وضع المقاتل المناسب فى المهمة القتالية المناسبة.
بالنسبة لاختبار المجندين، يبدأ دور فرع الانتقاء والتوجيه، والذى يرشحه لأسلحة مبدئية، من جهة الأطقم فى المناطق التجنيدية، وبعدها يرشح الفرع ايضا المرشحين للضباط الاحتياط، بناء على تعليمات صادرة من هيئة التنظيم والإدارة، وبها مسارين احدهما للضباط الاحتياط والآخر للمجندين.
فيما يخص المجندين، يوضع له السلاح النهائى، طبقا لمتطلبات القوات المسلحة، ويحدد الأسلحة، لكل شاب، ويتم إرسالها للمنطقة، بعد دخول المجندين لمراكز التدريب، يبدأ دور فرع الانتقاء والتوجيه بكل مركز تدريب، والذى يحدد التخصصات الفرعية داخل كل سلاح، يتم توجيه الفرد إلى انسب الوظائف لكل سلاح بما يتناسب مع سماته الشخصية وقدراته العقلية والبدنية وذلك بواسطة إجراء اختبارات لهم بمراكز التدريب، قياس السمات الشخصية للمستجدين فور انضمامهم لمراكز التدريب لقياس مدى قابليتهم للانحرافات السلوكية.
وفيما يتعلق بالضباط الاحتياط، يتم ترشيح الضباط الاحتياط طبقا لاحتياجات القوات المسلحة، وكذلك زيادة تطبيق معايير الانتقاء للمؤهلات ذات الأعداد الكبيرة نسبيا لاختيار أفضل العناصر (المستوى الطبى / التناسق بين الطول والوزن /التقدير الدراسى /السن)، وكذلك عقد لجنة كشف هيئة للمرشحين برئاسة مدير كلية الضباط الاحتياط لاختيار أفضل العناصر بعد إجراء الكشف الطبى عليهم، كما تم تطبيق اختبار سمات وقدرات للمرشحين ضباط احتياط لقياس (تحمل مسؤولية –اتزان انفعالى –الاستعداد القيادى–تحمل الضغوط).
وأكد العميد مصطفى عميرة، على أن المتطوعين حيث يحضر المتقدم للتطوع لفرع الانتقاء والتوجيه، ويدخل ضمن منظومة العمل، يبدأ دخوله باستلام الرقم المسلسل الخاص به، وتكوينهم مجموعات عمل تمر على اختبارات الموجودة بالفرع، الاختبارات نفس حركية، واختبارات نظرية، واختبارات عملية، والمقابلة الشخصية، تتضمن تلك الاختبارات الوقوف على السمات الشخصية فى كل متقدم.
يبدأ المتقدم بالدخول لمنطقة الانتظار وبعدها يتم تدقيق بيانات كل مجموعة، وتسجيل المتقدمين على المنظومة، وبعدها يبدأ الاختبارات، فى خمسة معامل، أولها القياسات النفسية، ويتم قياس الذكاء والقدرة على اتخاذ القرار، وبعدها قياس السمات الشخصية ويقيس تحمل الضغوط والاتزان الانفعالى والثقة بالنفس، يليهم اختبار السمات البدنية، ويقيس القدرات والتناسق، واختبار النفس حركية، ويقيس سرعة رد فعله والتوقع الزمنى له فى التعامل مع المواقف المختلفة، والمقابلة الشخصية والتى يقوم بها أخصائيين نفسيين، ونقيس منها اللزمات الحركية، وغيرها من الحركات، وكذلك البيانات الشخصية والحالة الاجتماعية، والاختبار النظرى، والذى يقيس التوافق الذهنى والتعامل مع الأحداث، ونقطة التحركات له.
وأشار رئيس فرع الانتقاء والتوجيه بالقوات المسلحة، إلى أن المتقدم يعتبر ناجح بحصوله على أعلى الدرجات فى الاختبارات، مشيرا إلى أن المتقدم بعد انتهاءه من الاختبارات بالمعامل يتوجه للاختبارات البدنية، وبعدها الاختبارات الفنية التى تحدد الأسلحة المبدئية لكل متقدم.
ويتم عمل الأوزان النسبية التى تدمج الاختبارات مع المناظرة، يليهم اختبار طبى متقدم والذى يشمل 12 اختبارا طبيا، وتبدأ المناظرة النهائية يعقبها إعلان النتيجة، اعتمادا على الأوزان النسبية وبعدها يجرى اختبار مخدرات، يليها المناظرة الطبية النهائية وذلك للوصول للعدد المقبول.
وأوضح عميرة، أن بعد انضمام المتطوعين لمعهد صف الضباط المعلمين، يجرى له اختبار بعد انتهاء فترة إعداده وهو اختبار سمات شخصية ويأخذ ملاحظات المعهد عليه، وتجرى له مقابلة شخصية مرة أخرى فى حالة وجود ملاحظات عليه، ويجرى فرع الانتقاء والتوجيه للمتطوعين بعد التحاقهم بالمعهد، بستة أشهر مرة أخرى، اختبارات فنية، وذلك للتخصصات الفرعية، والتى توزعه داخل التخصص الفرعى.
وكشف رئيس فرع الانتقاء والتوجيه، أنه تم استحداث إرسال النصية على هواتف المتطوعين، بالإضافة لإجراء تحليل عمل لأهم التخصصات والوظائف بالأسلحة المختلفة للوقوف على أهم السمات والقدرات المتطلبة لشغل تلك الوظائف (معهد صحى ذكور/ إناث – متطوعين بفئة الدبلوم / إعدادية – حرس حدود – قصاص أثر)، وتطبق اختبارات نفسية تتناسب مع المستوى الثقافى باستخدام أحدث الاختبارات النفسية والأجهزة المتطورة بهدف قياس السمات الشخصية (تحمل الضغوط – الاتزان الانفعالى – الثقة بالنفس) والقدرات العقلية (الذكاء العام – القدرة على اتخاذ القرار )، والسمات البدنية (التناسق – قوة اليدين - قوة الظهر).
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة