انتصارات عدة نجحت مصر فى تحقيقها من عودة شركة مرسيدس بنز للسوق المصرى، لعل أهمها أن قرار عودة الشركة العالمية أكد على نجاح القاهرة فى تنفيذ برنامج لإصلاح الاقتصاد والذى مكنها من القضاء على أزمة النقص الحاد فى توافر العملة الصعبة بالبلاد، التى كانت سببا فى خروج الشركة من البلاد خلال عام 2015.
دليل على نجاح مصر فى انهاء أزمة العملة الصعبة
بالنظر إلى ملابسات قرار مرسيدس بوقف أنشطتها فى مصر خلال شهرى أبريل ومايو من عام 2015، نجد أن الشركة بررت قرارها بعدم وجود جدوى اقتصادية للتجميع المحلى على المدى المتوسط والطويل مقارنة بالاستيراد، وتزامن هذا القرار مع خفض الجمارك على السيارات المستوردة من الاتحاد الأوروبى حوالى 50 %، كما أن هذه الفترة شهدت انخفاض ملحوظ فى توافر العملة الصعبة، لكن مع ارتفاع التدفقات من العملة الصعبة ليسجل الاحتياطى الدولارى أكثر من 44.4 مليار دولار بنهاية 2018 فإن الظروف تبدلت أمام الشركة العالمية.
عودة الاستثمار الأجنبى لقطاع السيارات
عودة مرسيدس تؤكد نجاح القاهرة فى القضاء تماما على ما يسمى أزمة نقص العملة الصعبة التى تعرضت لها البلاد قبل 4 سنوات من الآن، وقبل بدء تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادى، الذى أدى إلى تضاعف دخل مصر الدولارى ليقترب من حاجز الـ 80 مليار دولار سنويا من المصادر الرئيسية للعملة الصعبة،
كما أن عودة مرسيدس فى هذا التوقيت رغم خفض الجمارك على السيارات المستوردة من الاتحاد الأوروبى إلى صفر يؤكد أن الشركة العالمية أدركت حجم التغير الحقيقى الذى شهده السوق والاقتصاد المصرى نتيجة الاصلاحات الهيكلية والاقتصادية.
ورغم انخفاض الطلب على السيارات نتيجة تحرك أسعارها، إلا أن العملاق الألمانى قرر العودة للتجميع فى مصر وكذلك التوجه نحو السيارات الكهربائية الحديثة لتلبية الطلب المستقبلى على هذا النوع من السيارات، وهو ما يشير إلى أن الاستثمار لقطاع السيارات بدء يعود من جديد على يد أكبر الشركات العالمية.
رد على المشككين فى الصناعة
غرفة الصناعات الهندسية فى اتحاد الصناعات أكدت أن عودة مرسيدس إلى مصر خطوة هامة جدا من شأنها المساهمة في تحريك صناعة السيارات، خاصة وأن هذه الشركة ضمن أقوى شركات التصنيع فى العالم، حيث ترى الغرفة أن إعلان الشركة عودتها أكبر رد على المشككين فى قدرات الاقتصاد والصناعة المصرية.
محمد المهندس رئيس الغرفة لـ " اليوم السابع "، قال إن الاستثمارات بدأت تتدفق نتيجة سياسات الإصلاح الاقتصادي والهيكلي ، الذى تقوم به الحكومة المصرية فى الوقت الحالى، كما أن عودة الشركة العالمية يشير إلى أن سياسات التعامل مع ملف الصناعة تسير فى طريق صحيح ، ولابد أن ندعمها بقوة الفترة القادمة ، مشيرا الى إلى أن عودة مرسيدس بداية لتعاون جديد مع الجانب الأوروبى، خاصة بعد تطبيق صفر الجمارك على السيارات المستوردة من الاتحاد الأوروبي.
توقعات بدخول شركات أخرى للاستثمار
وقال أيمن الأبيض العضو المنتدب لشركة الأبيض اوتوموتيف وعضو مجلس إدارة شعبة السيارات بالغرفة التجارية، إن قرار عودة شركة مرسيدس العالمية إلى مصر يعتبر نجاح للسياسة الاقتصادية التى ينتهجها الرئيس عبد الفتاح السيسي، والذى التقى قيادات الشركة لإزالة أى عوائق تواجههم فى مصر.
وأضاف الأبيض في تصريحات خاصة ل اليوم السابع، أن قرار مرسيدس يمكن أن يكون بداية لجذب الشركات الأجنبية للاستثمار فى مصر ودخول شركات جديدة، لافتاً إلى أن منح الشركات مزايا للتصنيع في مصر و عمل منطقه لوجيستية للتصدير هو نهج الرئيس لأنه يدرك أهمية الاستثمار وصناعة السيارات تحديدا.
وكان بيان لمرسيدس بنز العالمية ، أكد عن عودة خطوط مصانعها فى مصر لتجميع السيارات مجددًا، مشيدا بالتطور الإيجابى الذى شهده السوق المصرى فى الوقت الراهن.
كان الرئيس عبد الفتاح السيسي، قد التقى عضو مجلس إدارة الشركة، ورئيس قطاع الإنتاج بشركة مرسيدس بنز الإلمانية، نهاية الشهر الماضى، بحضور وزير التجارة والصناعة المهندس عمرو نصار، وأشارت جميع الدلائل بعد هذا اللقاء إلى عودة الشركة بعد اللقاء الذى جمعهم مع الرئيس.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة