قبل الميلاد بنحو 5 آلاف عام، ظهر فى العديد من الثقافات المختلفة حول العالم، ما عرف فيما بعد بـ"التدخين"، قديماً لازم التدخين الاحتفالات الدينية، مثل تقديم القرابين للآلهة وطقوس التطهير، أو لتمكين الكهنة من تغيير عقولهم لأغراض التكهن والتنوير الروحى، وبالغزو الأوروبى للأمريكتين انتشر تدخين التبغ فى كل أنحاء العالم.
وبرغم ما أثبتته الدراسات الطبية على مر العصور، أن التدخين أحد العوامل الرئيسية المسببة للعديد من الأمراض، مثل سرطان الرئة والنوبات القلبية، إلا أن أعداد المدخنين فى تزايد مستمر حول العالم خاصة فى الدول النامية، ففى عام 1990 كان عدد المدخنين 870 مليون مدخن، مرتفعا إلى 933 مليون شخص عام 2015، فيما يبلغ العدد حاليا نحو 1.3 مليار مدخن، بحسب منظمة الصحة العالمية.
التدخين فى مصر
منذ ظهور "التدخين"، وكل دولة لها مواصفات خاصة فى انتشار وشكل الظاهرة بها، على سبيل المثال، فى الهند وجنوب الصحراء الكبرى بأفريقيا، اندمج تدخين التبغ مع عمليات التدخين الشائعة فى هذه الدول والتى يعد الحشيش أكثرها شيوعاً، أما فى مصر، فهناك حقائق أخرى تصف "التدخين" بها، أهمها انه يعد ظاهرة ذكورية فى الأساس، وهذا حسبما أكد جهاز الإحصاء فى دراسة حديثة صادرة عنه.
كشف الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، انخفاض نسبة الإناث المدخنات فى مصر، والتى لا تصل إلى 1% من جملة المدخنين، مُرجعا أسباب ذلك إلى شعورهن بأن التدخين ظاهرة ذكورية بالدرجة الأولى، وأنه ظاهرة ضارة بهن خاصة أنهن معرضات للحمل والولادة وتربية الأطفال، ووفقا للدراسة الصادرة عن الجهاز، بلغت نسبة التدخين بين الذكور 43.4%، مقابل 0.5% للإناث.
كلما زاد العمر انخفض "التدخين"
كما أظهرت الدراسة الإحصائية، والمعتمدة على بيانات المسح الصحى الذى أجراه الجهاز عام 2017 لرصد عوامل الخطورة للأمراض غير السارية على نحو 7200 أسرة كعينة ممثلة للمجتمع المصرى، أن حوالى 23% من جملة المصريين "مدخنين" لأحد أنواع التبغ، فى حين سُجلت أعلى نسبة للتدخين بين الفئة العمرية من 30 إلى 59 عام بنحو 27% من إجمالى المدخنين، منخفضة إلى 22.1% لكبار السن فى الفئة العمرية من 60- 69 عام، وإلى 17.2% للفئة العمرية من 15- 29 عام.
وأشارت الدراسة، إلى أن أكثر من نصف السكان الذكور بنسبة 52% فى الفئتين 30-44 عام ، 45- 59 عام، من المدخنين، فى حين بلغت نسبة الذكور المدخنين بشكل يومى إلى 81.4% من إجمالى الذكور المدخنين، مقابل 18.6% منهم لا يدخنون بصفة يومية، وطبقا للفئات العمرية، أوضحت الدراسة أن التدخين بشكل يومى يرتفع تحديدا بين الذكور فى عمر 45-59 عام لتصل النسبة بينهم إلى 83.4%.
18 عام متوسط سن بداية التدخين
وعن متوسط سن المدخنين فى مصر، أظهرت البيانات الإحصائية، أنه يبلغ 18.1 عام، لافتة إلى وجود علاقة طردية بين أعمار المدخنين ومتوسط السن عند بداية التدخين، بمعنى أن متوسط السن عند بداية التدخين للمدخنين الحاليين الذكور فى عمر 15- 29 عام، بلغ 15.9 عام، أما من هم فى عمر 45- 59 عام، بدأوا تدخين فى سن 19.6 عام.
فى حين أن متوسط سن بداية التدخين عند المدخنين الحاليين فى عمر 60-69 عام، بلغ 21.1 عام، وهو ما يشير إلى انخفاض متوسط العمر عند بداية التدخين، وانتشار الظاهرة بين الشباب الصغير مع مرور الوقت.
نسب انتشار أنواع التبغ فى مصر
وفى السياق ذاته، كشفت الدراسة الإحصائية، أن أكثر أنواع التبغ انتشارا بين المدخنين فى مصر، هى السجائر العادية المصنعة، إذ تبلغ نسبتها 82.7%، يليها الشيشة بنحو 20% من إجمالى المدخنين، فى حين تبلغ نسبة مدخنى السيجار 6.2%، ويأتى فى المركز الأخير مدخنى "البايب" بنسبة 0.5%، فيما بلغت نسبة مدخنى السجائر "الملفوفة" باليد نحو 2%.
ومن الحقائق التى كشفتها الدراسة الإحصائية أيضاً، حول التدخين فى مصر، متوسط الاستهلاك اليومى للتبغ المصنع، والذى بلغ نحو 16 سيجارة للسجائر العادية، و 0.2 سيجارة للسجائر الملفوفة باليد، فيما بلغ 0.9 سيجار، و0.6 حجر شيشة، وطبقا للفئات العمرية، ارتفع متوسط استهلاك السجائر العادية بين المدخنين فى عمر 15-29 عام، 30- 44 عام.
كبار السن يفضلون "الشيشة".. والسجائر الأهم لدى الشباب
فيما ترتفع نسبة مدخنى الشيشة، بارتفاع السن، حيث بلغت النسبة 17.2% بين الشباب المدخنين لأنواع التبغ فى عمر 15-29 عام، مرتفعة إلى 27.3% للمدخنين فى عمر 60-69 عام، وهو ما يعنى أن كبار السن هم الأكثر تدخينا لـ"الشيشة" عن الشباب، التى تفضل السجائر العادية بنسبة 89.3%.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة