لم يكن الكفاح والنجاح فى حد ذاتهما أمرا مرهقا خاصة حينما يجنى الإنسان ثمار عمله ويلمس نجاح جهده بيده بشكل ملموس، وقتها فقط يشعر الإنسان أن ما فعله لم يكن تعبا وكفاحا بل كان سيرا فى خطوات متفرقة للنجاح.
فالتعليم وحدة لا يكفى أن تكون إنسانا ناجحا فهناك الآلاف ممن استطاعوا الحصول على مؤهل عال وفوق متوسط ومتوسط ولكن انتهى المصير بهم فى ساحات المقاهى وأمام شاشات العرض لمتابعة المباريات المختلفة، أو تبادل الألعاب المختلفة على الكافيهات وتبادل الإفيهات التى لا قيمة لها مقابل إشغال الوقت وتضيعه وانتظار الأهل فى الإنفاق عليهم.
وفى نفس الوقت هناك كثيرون من الشباب والفتيات قررن عدم ربط الوظيفة بشهادة التخرج وتحمل المسئولية مقابل أن توفر الحكومة لهم مصدر دخل وباتوا يفكرون فى كيف يصنعون مصدر دخل لهم ويحققون ربحا ماديا يساعدهم على المعيشة.
والغريب فى الامر أن الفتيات أصبحن أكثر مثابرة وتحدى من أجل النجاح فى سوق العمل وإثبات الذات فى الوقت الذى يجلس فيه مئات الشباب على المقاهى دون التعرض لمشقة البحث او العناء فى الحصول على مصدر دخل ثابت يوفى على أقل تقدير احتياجاتهم.
سامية وسوسن شقيقتان قررتا عدم الاستسلام للمكوث فى المنزل وانتظار المصروف على الرغم أن إحداهما متزوجة ومسئولة عن أسرة ومنزل، والثانية حصلت على بكالوريوس التجارة ولم تضع فى اعتبارتها انتظار الوظيفة الميرى.
تقول سامية يوسف 27 سنة أنها حاصلة على مؤهل فوق المتوسط، حيث تخرجت من المعهد الفنى التجارى، ورغم ذلك لم تفكر فى انتظار الوظيفة الحكومية وفضلت البحث عن ممارسة هويتها، التى بدأت من المطبخ ولكن لم يحالفها الحظ فى البدء مبكرا فى مشروعها خاصة أنها تزوجت فى 2011، ورغم إنجابها لطفلها الأول لم يكن أمر الزواج أو الإنجاب عائقا.
وأضافت سامية زادها حب ابنها للحلويات على الإصرار أكثر فقررت أن تبدأ بحلويات عيد ميلاد ابنها فى البداية ومن ثم ترى رد فعل كل من ذاقوا طعم الحلويات التى جهزتها من صنع يدها، إلا أنها فوجئت أن الأمر لاقى إعجاب الحضور وإجماعهم على أن طعم الحلويات أفضل كثيرا مما يتم بيعه فى محلات الحلويات.
وكان هذا التشجيع هو نقطة الانطلاق فبدأت سامية مشروعها من المنزل وفوجئت بان حلمها يتحقق رغم الصبر والانتظار ونجحت فى تجهيز عشرات الطلبات التى تنوعت مابين تورتات وجاتوهات وحلويات شرقية واخرى غربية بالاضافة إلى أشكال مختلفة من المخبوزات، نجحت فى تسويقها عبر صفحتها على الفيس بوك ورغم أنها لديها 2 من الابناء عمر 6 سنين ومالك سنتين إلا أنها لم تقصر فى متطلبات منزلها كزوجة وأم، فضلا عن تشجيع زوجها لها باستمرار العمل والنجاح فيه كمشروع صغير تديره من المنزل دون انتظار الوظيفة الحكومية.
"سوسن" شقيقة سامية الصغرى تخرجت من كلية التجارة دفعة 2016، ولكنها لم تضيع الوقت كثيرا حيث بدأت اعمالها فى شغل الهاند ميد والجوخ، والمشغولات منذ فترة الدراسة بالكلية وهو الأمر الذى ساعدها فى أن تبدأ مشروعها مبكرا.
وأضافت سوسن أن استخدام خامات الجوخ والفيبر والخرز والخشب يعتبر من أفضل الخامات التى تعمل بها وتخرج منها عدة اشكال مختلفة بألوان منسقة.
وقالت إنها رغم حصولها على بكالوريوس التجارة لم تنتظر العمل فى بنك أو فى شركة بقدر ما نجحت فى مشروعها الذى بدأته مبكرا وتفوقت فى أن يدر ربحا عليها، بدلا من الانتظار فى طابور البطالة.
وأضافت سوسن أنها تحلم بعمل مصنع صغير متخصص فى تشكيل الجوخ وعمل لعب الأطفال من نفس الخامة، والانتشار بمشروعها خارج المحافظة أكثر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة