أرقام تؤكد تفشي العنف الأسري داخل البيوت المصرية
1- 67 %من الزوجات وفقا لمحاكم الأسرة بإمبابة وزنانيري ومصر الجديدة ومدينة نصر وأكتوبر وعابدين يلجأن للمحاكم للهروب من جحيم الحياة الزوجية بسبب العنف الأسري والتعرض للإيذاء الجسدي والنفسي لطرفي العلاقة أو للأبناء.
2-شكا الأزواج والزوجات والأبناء من التعرض للضرب كوسيلة للإيذاء لتبلغ نسبته 29% بينما تعرض 24% لأسلوب التوبيخ والإيذاء باستخدام آلة "سكين أو سلاح أبيض" بنسبة 6%، وإشعال النيران واستخدام المواد الحارقة بنسبة 2%.
3- تتراوح نسبة السيدات اللاتى يلجأن لقبول الصلح والتعرض للعنف مرة أخرى خوفا من فقدان حضانة أبنائهن 70% ،بينما 44%من الأطفال الذين يتعرضون للضرب تصبح لديهم اضطرابات نفسية.
4- أكدت شكاوى الزوجات أو الأزواج داخل مكاتب تسوية المنازعات بمحاكم الأسرة بسبب العنف الأسري أن 12%من الحالات تنتهى بجريمة والزوج بالتالي هو المعتدي الأول،يأتي بعده في الترتيب الأبناء كضحايا إما للأب أو الأم أو الأهل الذى ينتقلون للعيش برفقتهم،وبنسبة 46% يكون مصدر العنف الأسري الزوج.
ويرصد "اليوم السابع" بعض الحالات التى توضح تفشى العنف الأسرى بالمجتمع المصرى:
الزوجة ذات الأصول الصعيدية تتعرض للتعذيب بسبب اعتراضها على حماتها
فى منطقة امبابة انتقلت الزوجة "هالة.م.ك" البالغة من العمر 28 عاما من إحدى قرى أسيوط للعيش مع زوجها لتدب الخلافات الزوجية داخل منزلهما، وفى إحدى المرات قام الزوج بإفراغ شحنة الغضب التى أعمته لينهال عليها بالضرب فى وجهها وصدرها قبل أن يحاصرها فى الشارع وهو يعتدي عليها فى مشهد مأساوى.
وأكدت الزوجة التى أقامت دعوى طلاق أمام محكمة الأسرة بامبابة:"لم أفعل شيئا غير الاعتراض على سب أهلي من قبل حماتي فما كان منهم إلا أن حاولوا قتلي بعد قيامهم بحرقي وتعذيبي طوال اليوم وعندما لجئت للهروب أكمل زوجي مسلسل تعنيفه ضدي".
زوج يصعق طفليه بالكهرباء بعد خلافات مع زوجته
وفى حادثة أخرى تجرد زوج من كل المشاعر الإنسانية، واقترف جريمة تعذيب فى حق نجليه "أحمد وتقوى" عبر صعقهما بالكهرباء، قبل أن يتركهما بإصابات وجروح وكدمات بسبب خلافات مادية بينه وزوجته.
ووصفت الزوجة "منال .ح" التى لجأت لإقامة دعوى طلاق للضرر وضعها أمام محكمة الأسرة بأكتوبر بقوله:"زوجي عاطل ، وقد طرد من وظيفته بأحدى المؤسسات الخاصة بعد قيامه باختلاس بعض المبالغ المالية ، ليقضى عامين فى المنزل يعتمد على الأموال التى اتقاضاها من عملي ويرفض البحث عن وظيفة أخري ،ويعنفنا وينفس غضبه فى أطفالى" .
وأضافت الأم :"عاد زوجي كعادته من المقهى فبدأت ابنتي الصغيرة كعادتها بالعلب إلى جواره،فقام بتعنيفها ونهرها لتبكى الطفله وبعدها حدثته عن بعض المصروفات وإيجار المنزل وعندها جن جنونه وأنهال علي بالضرب وأخذ الطفلين لغرفتهما وأغلق الباب وقام بصعقهما بالكهرباء والتعدي عليهما بالضرب المبرح .
بسبب تأخرها بإعداد الغداء ..زوج يطعن زوجته بالسكين
تعود الزوجة مسرعة من عملها الى المنزل وهى منهكة القوى فتسريح قليلا من معاناة زحمة الموصلات وفجأة تسمع صوت الزوج فيقوم بفتح باب الشقة فتقوم مفزوعة الى المطبخ محاولة إعداد وجبة الغداء أثناء قيامه بتغيير ملابسه ولكن الوقت يخذلها فيثور جنون الزوج ويطعنها بالسكين.
وتروي الزوجة التى نجت بأعجوبة من الحادث بعد قضاء أكثر من شهرين تخضع للعلاج:"تقدمت بدعوى طلاق للضرر أمام محكمة الأسرة بالجيزة بعد أن تعافيت من حادث الضرب والطعن بسبب خلاف نشب بيني وزوجي بسبب تأخري على إعداد وجبة الغداء".
دعاء : تعدى على "بحديده"
وقالت "دعاء محمود" بدعوى الخلع بمحكمة الأسرة بإمبابة:"بعد حصولي على مؤهل متوسط لم يكن أمامي إلا الزواج وصبرت على رفقته رغم فقره وقله حيلته،عشت 12سنه كل يوم أحدث نفسي بأنه سيتغير، ولكنه كان يزداد سوءا يعاقبني بالضرب لأتفه الأسباب ووصل الأمر لأن يتعدى علي "بحديدة "على رأسى وعيني وكاد أن يقضى على حياتي ،وعندما سألنى المسئول بالمستشفى وأنا أنازع الموت ما سبب إصابتك ..التزمت الصمت بسبب خوفي على سلبه حضانة أطفالى بعد تهديده لى".
وأضافت:"ذهبت لمحكمة الأسرة لأنهى هذه المأساة ولكن ما كنت أخشاه حدث بالفعل فخطف أولادي وتركني أموت فى كل يوم مائة مرة بعيدا عنهم وها أنا منذ 13شهر لم أرهم لمرة واحده، وأحيانا أقول ليتنى تحملت الضرب أكثر وعشت معهم".
وبسؤال أهل علم النفس والاجتماع والقانون والدين عن الأسباب التى تسبب العنف الأسرى وطرق العلاج قالت اخصائية علم النفس "سارة كرم" لـ"اليوم السابع ": "تفشي الاستعمال المتعمد للقوة الجسدية واللفظية مما يؤدي إلى حدوث إصابة أو موت أو ألم جسدي وإيذاء نفسي".
وأضافت:"الدوافع وراء العنف الأسري تكون نتیجة الإهمال وسوء المعاملة والعنف الذي تعرض له للجانى منذ طفولته ما أدى إلى تراكم نوازع نفسیة مختلفة قادته في النهاية إلى التعویض عن هذه الظروف باللجوء للعنف داخل الأسرة أو دوافع اقتصادية بأن یلجأ الأب لاستخدام العنف تفریغا لشحنة الفقر ،ودوافع اجتماعیة تتمثل في العادات والتقالید والتى تكون تربة خصبة لظهور العنف".
وأضافت:" العنف ضد المرأة يرجع لعدة أسباب منها نشأة الزوج في أسرة تؤید ممارسته للعنف ضدها ،بالإضافة للغیرة أو الشك، والافتقار لمهارات حل المشكلات، وتعاطي الكحول والمخدرات وإدمان مواقع التواصل الاجتماعى .
واستكملت: "بقاء الأطفال داخل دوامة العلاقات الزوجية العنیفة یؤدي الى تأثیرات سلبیة على صحته النفسية الانحراف السلوكى والجنسي والقتل والانتحار".
وقال محمود صالح أستاذ القانون الجنائي: "زادت جرائم القتل الأسرية في الآونة الأخيرة لطغيان المادة علي الحياة الأسرية وغياب المودة والتعاون والترابط الأسري وكذلك العلاقة بين الزوج وزوجته والسعى إلي توفير حاجته المادية علي حساب العلاقات،بالإضافة للاختيار غير الصحيح للزوجين وضغوط الحياة التي يعيشها في العمل والمواصلات والأعباء المنزلية مما يجعل أفراد الأسرة أشبة بالقنابل القابلة للانفجار" .
وتابع: "إدراك الجاني لأساليب العقاب الشديدة من الممكن أن يحد من العنف وتشديد العقوبة للقضاء علي الجريمة وتعدیل القوانین التي تعطي مشروعیة للعنف الأسري"، مضيفا: "لا بد من إنشاء مكاتب أسریة تعنى بالمشاكل الخاصة بالعنف الأسري وتتعامل مع مراكز حقوقية وقانونية" .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة