"لحظات ترقب وقلق نعيشها أثناء حدوث تقلبات جوية وتحذيرات بسقوط الأمطار".. هكذا عبر سكان مناطق أبو الريش فى محافظة أسوان، عن حالتهم خوفا من تساقط الأحجار الصخرية فوق رؤوسهم، خاصة بعد وقوع كارثة سيول 2010 وتشرد العشرات ومصرع آخرين.
وحول وصف المنطقة، رصد "اليوم السابع" المكان الذى يعد أشبه بـ"دويقة القاهرة" حيث الصخور المتقطعة تعلو قمم الجبال ومهددة بالانهيار والانزلاق من فوق القمم العالية، ولم ينته المشهد عند هذا الحد، ولكن تبدو الكارثة فى تواجد عدد كبير من المنازل والنجوع المقامة فوق وأسفل وما بين هذه الصخور التى قد تتساقط على رؤوس ساكنيها فى أى لحظة.
الأطفال بالمكان
قال هيثم صالح، من سكان أبو الريش، إن قرى أبو الريش فى أسوان يعيش فيها آلاف المواطنين منذ سنوات طوال، وأصبحت أعدادهم فى تزايد مع مرور الوقت، وهم يعيشون فى مخاطر تهدد أرواح الأبرياء سنوياً بالتزامن مع تحذيرات الأرصاد بتساقط أمطار غزيرة قد تتسبب فى تحرك هذه الصخور وتدحرجها من أماكنها أعلى قمم الجبال وسقوطها على المنازل المبنية بالمكان.
وأضاف هيثم صالح، أن الكارثة التى لحقت بمنطقة "الدويقة" فى القاهرة أصبحت الكابوس الذى ينذر مناطق أبو الريش، وخاصة أن المنطقة شهدت أيضاً كارثة سيول فى 2010 وأدت إلى تشريد العشرات ومصرع عدد منهم، مشيرا إلى أن الكارثة قد تكون أكبر فى حالة تساقط هذه الصخور.
الصخور والسكة الحديد
وأشار ضياء الحاج، من أبناء أبو الريش أيضا، إلى أن الدراسات البحثية والعلمية أثبتت تحرك هذه الصخور تدريجيا، بعد إجراء مقارنات من موضع الصخور بين عامى 2013 و2016، وهو ما قد يهدد بانزلاق هذه الصخور الضخمة التى تبلغ أوزانها عشرات الأطنان للصخرة الواحدة، موضحا أن محافظة أسوان رفضت العرض المقدم من أحد الشركات بمحاولة تفتيت هذه الصخور لإضعاف الخطر الناتج منها.
وتابع ممدوح حسن، من سكان أبو الريش أيضا، الحديث حول الكارثة المنتظرة قائلا: "نعيش فى هذه القرى منذ عشرات السنين وولدنا فيها أيضا، إلا أن الأمن والأمان الذى يعيشه سكان قرى أبو الريش يعد بمثابة الهدوء الذى يسبق العاصفة، ولا يمنع حظر الأهالى ومخاوفهم من وقوع كوارث وانهيار الكتل الحجرية التى تعلو المنازل على رؤوس قاطنيها فى أى لحظة من العام، وخاصة مع موسم نزول الأمطار وتكاثر السيول خلال فصل الخريف والشتاء.
القمم الجبلية
فى المقابل، سعت محافظة أسوان بعد رفض الأهالى ترك منازلهم وتعويضهم بمنازل أخرى بديلة، إلى الاستعانة بلجان علمية متخصصة لـ"تفتيت الصخور" والذى كان نموذجا لقدرة الإنسان على تحدى الطبيعة بتكلفة لا تتعدى 4 ملايين جنيها، تم من خلالها تأمين حياة وممتلكات 327 أسرة فى 4 مناطق هى "الخلاصاب والشديدة والعجباب والنجع الجديد" بأبو الريش بطول 5 كيلو مترات، وهناك مناطق أخرى معرضة للخطورة كان من المقرر أن يتم تنفيذ هذا المشروع فيها كمرحلة ثانية، حفاظاً على أرواح وسلامة المواطنين.
فى سياق متصل، وعقب تعرض محافظة أسوان لعاصفة ترابية على مدار اليومين السابقين، أعلن اللواء أحمد إبراهيم محافظ أسوان حالة الطوارئ بالمستشفيات وفرق الانتشار السريع لسيارات الإسعاف بجانب قوات الحماية المدنية والمرور وذلك تحسباً لسقوط الأمطار و لمواجهة أى تداعيات لسوء الأحوال الجوية.
الكتل الصخرية بأسوان
وكانت حذرت هيئة الأرصاد الجوية، من توقع سقوط أمطار غزيرة على جنوب البلاد من أبو سمبل وأسوان حتى سوهاج.
المنازل بمخرات السيول
وأكدت الهيئة العامة للأرصاد الجوية، أن فصل الخريف بدأ مبكرا وهو ما ظهر من خلال نشاط الرياح على جنوب البلاد وتساقط الأمطار، إلا أن العاصفة الترابية التى تعرضت لها محافظة أسوان انتهت بالفعل، ولكن سيظل هناك نشاط للرياح على جنوب البلاد.
المنازل فوق القمم الجبلية
المنازل والكتل الصخرية
تصدعات بمنازل الأهالى
حياة السكان فوق القمم الجبلية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة