وسط جهود الدولة لتطوير المناطق العشوائية والعمل على نقل سكان تلك المناطق المرضين للموت بسب الخطورة الجيولوجية والإنشائية، ما زالت معاناة سكان منطقة الدويقة بحى منشأة ناصر مستمرة خاصة القاطنين أسفل الجبل المهددين بالموت فى أى لحظة حال انفصال بعض الصخور غير المستقرة.
وينتظر أهالى الدويقة بفارغ الصبر الانتقال إلى الوحدات السكنية بالأسمرات، للتمتع بالمعيشة الآدمية والسكن فى وحدات سكنية كاملة المرافق والخدمات، بدلاً من العيش فى غرف مشتركة على "كف عفريت" مهددة بالانهيار على رؤؤسهم فى أى وقت.
جولة اليوم السابع فى الدويقة
وأجرى "اليوم السابع" جولة منطقة الدويقة بشارعى أمير المؤمنين والمدينة المنورة، الكائنين أعلى الجبل، لرصد ما وصلت إليه جهود محافظة القاهرة فى نقل السكان، وحال السكان الحاليين المهددين بالموت.
المنازل تصدعت بسبب الأمطار
وشهدت المنطقة هبوط سيول الأمطار الأخيرة من أعلى الجبل على المنازل المتصدعه، ما جعل السكن فيها شبه مستحيل، بعد غرق المفروشات وظهور شروخ جديدة بالحوائط وتصدعات فى الأرض، كما أدى ذلك لحدوث ماس كهربائى صعق عدد كبير من المواطنين ولم يسفر عن وفيات.
وطالب سكان المنطقة بسرعة نقلهم لحى الأسمرات كباقى جيرانهم، ليحصلون على سكن ملائم وخدمات ومرافق تليق بالحياة الأدمية، بالإضافة إلى توفير الأمن والأمان لهم الذين حرموا منه.
مواطنة: "ممكن ناخد أماكن المعترضين على دفع إيجار الأسمرات"
وقالت فاطمة حسن محمد، إحدى سكان المنطقة، أنها حصلت على قرار بإخلائها من المنطقة لوجود خطورة جيولوجية بمنزلها المكون من غرفة واحدة والموجود أسفل الجبل.
وأضافت لـ"اليوم السابع": "يا ريت ينقلونا بأقصى سرعة، احنا هنا مش عارفين نأمن على ولادنا، ومفيش أى عوامل للحياة وسط الصخور والعقارب والحشرات".
أحد السكان: "نفسنا نروح الأسمرات"
فيما قال السيد عبد العليم محمد: "البيوت هتقع فوقنا والحوائط مكهربه يا ريت تنقولنا الأسمرات، عايزين نأكل أكل نضيف ونومة كويسة ومدارس لولادنا بدلا من المرمطة".
ساكنة: "أجلس فى الشارع حتى ينتهى المطر"
أما صباح عبد العظيم أحمد، عبرت عن حالها بالبكاء، قائلة: "بيتى غرقان بمياه الأمطار، ووقت حدوث المطر خرجت فى الشارع خوفًا من سقوطه علينا أنا وأولادى، والحى جه أكثر من مرة للحصر ومعايا قرار إخلاء".
حمام مشترك لأكثر من أسرة
حال الكل متشابه فى هذه المنطقة يرثى له، المنزل مكون من غرفة واحدة أو عدة غرف تسكن كل أسرة فى غرفة واحدة بها كالأمتعة وجزء صغير مخصص للنوم، ويشاركون الحمام مع جيرانهم، لا تخلو غرفة من الشقوق التى تستطيع أن تنظر منها لرؤية المارة بالخارج والعكس صحيح، الكل ينتظر نقله لحياه أدمية.
مواطنه باكية: "اتحسس الحوائط خوفًا من صعق الكهرباء"
إيمان السيد موسى، سيدة أربعينية تسكن فى غرفة من بين المئات بجانب جبل الدويقة تشكو حالها باكية: "اتكهربت أكثر من مرة بعد سقوط الأمطار، وأجلس فى الشارع خوفًا من الموت تحت الأنقاض، واتحسس الحوائط قبل دخول الغرفة الآيلة للسقوط، خوفًا من الموت صعقًا، ولم تجد غير البكاء للتعبير عن معاناتها اليومية".
أحد السكان: "البيوت غير آمنة وتتعرض للسرقة"
ويقول عمرو عبد الحكيم، أحد السكان: "المنطقة بالكامل لا يسير أحد بها بعد دخول الظلام خوفًا من اللصوص ومتعاطى المخدرات، ما دفعنا لهدم بعض الغرف التى يتجمع فيها متعاطى المخدرات خوفا منهم على أطفالنا، فالبيوت رغم غلقا أصحابها أبوابها عليهم إلا أنها غير أمنة لهشاشتها فهى معرضة للسطو والسرقة".. مطالبًا بنقله لحى الأسمرات حيث الخدمات والأمن والمرافق.
الكل تسارع لكى نرصد مسكنه وحاله الذى يرثى له أملا فى النقل لسكن أدمى، فما تم عرضه نموذج للموجود على أرض الواقع بمنطقة الدويقة.
نقل جميع الأسر تدريجيا وفقا لنسب الخطورة
من جانبه، أكد اللواء محمد أيمن عبد التواب، نائب محافظ القاهرة للمنطقتين الغربية والشمالية، أن عملية نقل وإخلاء السكان تتم بشكل مستمر، مؤكدا أنهم مستمرين حتى لو انتهى التسكين بحى الأسمرات حفاظًا على الأرواح.
وأضاف نائب محافظ القاهرة لـ"اليوم السابع"، أن المحافظة تتبع خطة فى نقل السكان، حيث يتم نقل سكان المناطق الأكثر خطورة تدريجيًا حسب نسب تلك الخطورة، مؤكدًا أن الكل فى خطر نظرا لحالة المنازل، وأنه يتم البدء بنقل الخطر جيولوجيا ثم الخطر إنشائيًا.
نقل 5500 أسرة حتى الآن من الدويقة
وأوضح عبد التواب، أنه تم نقل حتى الآن 5500 أسرة من حى منشأة ناصر، حتى الآن كما سيتم نقل باقى السكان تدريجيًا، وفقا لخطة وضعتها الدولة مسبقا بناءً على رصد ومعاينة البيوت وحصر كل الأسر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة