ظل المرشد الزراعى لعقود طويلة مرجعية الفلاح العلمية لزراعة المحاصيل الصيفية والشتوية والفاكهة وغيرها من المحاصيل الزراعية، وكان هناك فارقا كبيرا بين حجم الإنتاج وجودته مقارنة بحجم وإنتاج هذه الأيام بعد أن غاب دور المرشد الزراعى، وخرج غالبيتهم على المعاش وتوقف تعيين المرشدين الزراعيين أو تخصص بعض المهندسين فى هذا الأمر، حتى المسلسلات التى كان ينتظرها الفلاح مثل سر الأرض الذى كان يتناول محصولا بالشرح فى شكل درامى توقف أيضا، ولا يوجد اهتمام حاليا بعرضه أو عمل مسلسلات مماثله له لإرشاد الفلاح، واكتفت وزارة الزراعة ببعض المحاضرات والندوات الإرشادية حيث يتم جمع الفلاحين فى مكان ما أو فى كلية ما ويتم شرح طرق زراعة محصول ومقاومة الآفات والأمراض الجديدة وهو أمر غير مجدى مقارنة بما كان يحدث من قبل حيث كانت هناك زيارات حقلية، ودعم معلوماتى للفلاح طوال موسم الزراعة.
عبد التواب عبد الرشيد من قرية المعابدة بمركز أبنوب قال:"المرشد الزراعى كان خير عون للفلاح فى القرى والمراكز، وكان الفلاح لا يخطو خطوة واحدة دون الرجوع لمرشد الناحية أو مرشد الحوض الزراعى فكان يشرح للفلاح المبيدات والزراعة والأسمدة وأوقات استخدامها وطريقة مقاومة الآفات، ومواعيد الرى، وكانت الدولة توفر لهم وسيلة المواصلات وفى فترة من الفترات سلمتهم موتوسيكلات للتنقل بها وسط الزراعات لمتابعة المحاصيل، وكانوا يتابعون أعمالهم بشكل مستمر وهناك تقارير تكتب بشكل مستمر عن المحاصيل وخاصة محاصيل القطن وبعض المحاصيل الأساسية."
وأضاف حنفى عيد عبد الرحمن فلاح مركز البدارى أن جودة المحاصيل والإنتاج قل عندما اختفى المرشد الزراعى، قائلا:"ففى السابق كانت الجمعيات الزراعية بمثابة الداعم الأساسى للفلاح وكان يتوفر فيها كل شيء وهناك بعض المبيدات التى كان يتسلمها الفلاح مجانا وبعض مبيدات مقاومة الفئران وغيرها من الأمور التى كانت تساعد الفلاح فى زراعاته بالإضافة لتوجيهات المرشد الزراعى التى كانت أساسية فضلا عن قيام الدولة برش محصول القطن بالطائرة الهليوكبتر التى كانت بمثابة عيد للفلاح، كل هذه الأمور اختفت الآن وتراجعت الزراعات ولابد من إعادة النظر مرة أخرى لعودة المهندسين الزراعيين والإرشاد الزراعى لدوره الحقيقى."
وقال صلاح منصور " مرشد زراعى بالمعاش " أن العلاقة بين المرشد الزراعى والفلاح كانت علاقة أسرية أكثر منها مرشد يتابع عمله وفلاح، موضحا :" كان المرشد يرى أن هذه الأرض التى يتابعها هى أرضه وسيحاسب على إنتاجها أمام الله وهذا الفلاح لابد أن يجد نتاج عمله وتعبه فى هذه الأرض بل إن كان هناك تنافس بين المرشدين لإخراج المحاصيل فى أبهى صورة وأحسن إنتاج إلا أن المهندس الزراعيين الآن أغلبهم أصبح على المعاش "
وأضاف:" كما تعرض معظم المهندسين للأمراض نتيجة تعاملهم المباشر مع المبيدات وتراجعت الدولة عن تعيين مرشدين زراعيين بالرغم من وجود كليات الزراعة المنتشرة بجميع أنحاء الجمهورية وكان الإرشاد الزراعى قوى بشباب الزراعيين الذين كانوا يطوفون البلاد شرقا وغربا.وعدم توافر مرشدين زراعيين أدى إلى حدوث تراجع لإنتاج المحاصيل الزراعية المصرية وإخراجها بأفضل جودة كما كان من قبل، فضلا عن قلة ميزانية قطاع الإرشاد الزراعى وعدم توفير وسيلة مواصلات للمرشدين الزراعيين، وعدم تعيين شباب أوائل الخريجين منذ عام 1990 أو قبل ذلك."
ومن جهته أكد المهندس إبراهيم سرور وكيل وزارة الزراعة فى أسيوط أن دور المرشد الزراعى لم يقل، مشيرا إلى أن أغلبهم أصبح على المعاش، قائلا:" نستعيض عن قلة المرشدين بعقد ندوات إرشادية للفلاحين فى مديرية الزراعة أو المراكز الإرشادية والمدارس الحقلية التى يتجمع فيها الفلاحين فى أيام محددة أو مرة كل أسبوعين سواء فى مركز البحوث الزراعية أو كلية الزراعة بحضور متخصصين وتزداد الندوات بداية كل محصول."
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة