مع اقتراب انطلاق العام الدراسى الجديد، تظهر أعباء العائلات المصرية فى تجهيز متطلبات أبنائهم والتجهيز للدخول المدارس، وذلك من خلال الأيام القليلة المتبقية والتى تفصل بين الإجازة الصيفية والعام الدراسى الجديد، والبداية بسرعة تجهيز الزى الخاص بالمدرسة، خاصة مع اشتراط المدارس زى موحد لكافة الطلاب، فى يجد أولياء الأمور حيرة بين خيارين الذهاب لشراء أقمشة وخياطتها أو الاعتماد على شراء ملابس جاهزة فى ظل الظروف الاقتصادية.
انتعاش سوق الترزية وبائعى الأقمشة ظاهرة رصدتها "اليوم السابع" عبر جولات ميدانية فى بعض المحافظات خاصة مع ارتفاع أسعار بيع الزى المدرسى الجاهز، واعتماد بعض العائلات على شراء الجاهز وتفضيله عن الخياطة فى محافظات أخرى خاصة مع اهتمام الأسر بالتحضير للعام الدراسى الجديد إذا كان لديها أكثر من طالب فى مراحل تعليم مختلفة واختلاف المدارس الخاصة عن المدارس الحكومية.
محافظة الشرقية
قال أحمد على، 40 سنة ترزى ومقيم السعيدية مركز بلبيس وشهرته" أحمد اللواء"، إنه يعمل بالمهنة منذ 20 سنة، مضيفًا: "كنت أعمل عند أحد الترزاية بمدينة بلبيس، وبعد ما تعلمت أصول المهنة، كان لدى طموح مثل أى شاب أن يكون لديه عمل خاص مستقل به، فبدأت خطوة خطوة إلى أن أكرمنى الله بفتح محل تفصيل بقريتى، والتعامل بأمانة لمراعاة الأوضاع الاقتصادية التى يعيشها أهالى القرية والمنطقة، والحمد لله اصبحت مشهور وأصبح يطلق عليه الأهالي" أحمد اللواء" لإتقانى فن التفصيل".
وتابع أحمد: "الأهالى تركت التفصيل منذ فترة كبيرة وفضلت شراء الملابس الجاهزة، ولكن خلال الستة أشهر الماضية، بدأ عدد كبير من الأهالى يلجأ مرة أخرى لشراء القماش وتفصيل الملابس مرة ثانية، بسبب غلاء الأسعار، حيث يتم بيع مريلة المدرسة للتعليم الابتدائى جاهزة ب250 جنيها، فحين أنها فى التفصيل تتكلف بشراء القماش وتفصيله 180 جنيها".
ومن جانبها قالت "آمال محمود"، ولى أمر طالب، إنها لجأت هذا العام، لتفصيل الزى المدرسى لبناتها الثلاثة، بالتعليم الابتدائى والإعدادى، وخاصة بعد ارتفاع أسعار الجاهز بشكل كبير، وقامت بشراء القماش من عند باع قماش شهير بالزقازيق بسعر مخفض، وقامت بتفصيله عند ترزى بالزقازيق، وقامت بتوفير 350 جنيها فرق عن سعر الجاهز.
محافظة قنا
شهدت محلات بيع الأقمشة رواجا كبيرا فى ظل إقبال المواطنين على شراء الأقمشة والاعتماد على خياطة الملابس، وقال محمد أقدم بائع ملابس فى مركز قوص، إن شراء الملابس الجاهزة للطلاب المدارس أمر مكلف خاصة لما يكون عندك 3أطفال فى مراحل تعليم مختلفة وهذا يتطلب دفع حوالى 1000جنيه لشراء الملابس فقط فضلا على المستلزمات الأخرى.
وأضاف أقدم بائع ملابس بمركز قوص، أن سوق الأقمشة ينشط مع دخول المدارس، حيث يحرص بائعو الأقمشة على شراء متطلبات السوق حتى يجد الزبون كافة الألوان التى يحتاجونها لتجهيز خياطة ملابس المدارس خاصة أن القماش رخيص وثمنه قليل وقيمته بتكون أفضل من الجاهز.
وأكد محمد، على أن المدارس أصبحت تفرض على الطلاب درجة ألوان معينة يصعب أن تجدها وتقوم بخياطتها فى المدارس الخاصة لإجبار الأهالى على شراء الملابس من المدرسة لكن المدارس الحكومية الزى المدرسى سهل ولون القماش متوفر عن الألوان التى تطلبها المدارس الأخرى بدرجات ألوان تقوم المدرسة بجلبها لتحقيق مكاسب ودون مراعاة للظروف الاقتصادية التى تعانى منها العائلات المصرية.
محافظة الأقصر
فيما قال عبد الوهاب محمد عبد الباسط ترزى بالأقصر، إن مهمته فى الزى المدرسى تبدأ مع دخول الدراسة وبدء الأطفال التوجه للمدارس، متابعًا: "هناك من يأتى لعملية (التقيف) على الجسم".
محافظة الإسكندرية
يعتمد المواطنون على الملابس الجاهزة التى يقوم بتصنيعها مصانع التفصيل بمنطقة برج العرب غرب الإسكندرية والمسئولة عن توريد وبيع الملابس الجاهزة بالمحافظة وتوريدها للمحافظات الأخرى باعتبارها منطقة صناعية، واختفت فكرة الترزى الخاص لتفصيل الملابس الخاصة بالطلاب.
وقال مؤمن سعيد صاحب محل ملابس طلاب مدارس، إن الإقبال يكون على المحلات لشراء الملابس الجاهزة خاصة أنها نفس التكلفة نظرا لارتفاع سعر القماش والأقطان والأصواف فهى لم تعد موفرة مثلما كانت قديمًا لتوفير الأموال واستبدال فكرة الشراء بالتفصيل.
وأوضح سعيد، أنه إذا كانت الأسر حاليا ليس لديها وقت للتفصيل واللجوء إلى الترزى الذى أصبحت مهمته مقتصرة الآن على تصميم تعديل بسيط فى الملابس وليس تفصيل كامل مثلما كانت تفعل الأسر المصرية قديمًا.
محافظة القليوبية
تشهد محافظة القليوبية مع قرب العام الدراسى، لجوء الكثير من أولياء الأمور بشراء وتفصيل الزى المدرسى، لأبنائهم، وتقول "أم عمر" أشهر ترزية الزى المدرسى بمدينة شبين القناطر، بشتغل منذ 15عاما، ويأت لى زبائن من القرى والمدينة، لأن تفصيلى على الموضة".
وتابعت "أم عمر": "بالرغم من أننى أمارس المهنة منذ سنوات، ولكن أصبحت لا تأتى بربح منذ سابق عهدها، فالتفصيل رغم أنه متين وخامة أفضل إلا أن الأهالى عزفت عنه، لأن تفصيل قد يكون أكثر تكلفة من شراء الملابس الجاهزة، لكنه يميزه الخامة، وبسبب غلاء أسعار الخامات، أصبحت اشتغل فى الزى المدرسى الشعبى الذى يكون أساسه الشكل وليس الخامة عشان اشتغل وأمشى حالى، بالإضافة لركوب سوق التفصيل بسب أن بعض المدارس توحد زى معين وتتعاقد مع مصنع لإنتاجه وتفرض على لأهالى شراء منه".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة