خالد ناجح

الدوحة تدعم الإرهاب وإسرائيل بأموال القطريين

الإثنين، 03 سبتمبر 2018 12:02 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مازالت قطر تسير عكس الاتجاه العربى، بل والدولى فى مجال مكافحة الإرهاب، حتى بعد أن أقر مجلس الأمن الدولى فى نهاية ديسمبر 2014، بالإجماع، مسودة قرار خاص بمنع تسهيل حركة المقاتلين الأجانب وتمويل الإرهاب، وصدر القرار تحت «الفصل السابع» الذى يجيز التدخل بالقوة لإنفاذه.
 
ورغم التقارير الكثيرة لوزارة الخارجية الأمريكية، ووزارة الخزانة، ومراكز ومعاهد مثل مركز العقوبات والتمويل السرى، ومؤسسة دعم الديمقراطية، إلا أن قطر تعد أكبر دولة فى المنطقة تغض الطرف عن التمويل للجماعات المتطرفة والإرهابية، ويشكو المسؤولون الأمريكيون، منذ عهد الأمير السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثان، من عدم تعاون قطر فى مجال مكافحة تمويل الإرهاب، كما قالت وزيرة الخارجية السابقة هيلارى كلينتون فى مذكرة لها عام 2009، حين وصفت تعاون قطر فى مجال مكافحة الإرهاب بـ«الأسوأ فى المنطقة».
 
كما استمعت لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأمريكى، مؤخرا، إلى تقارير بشأن تعاون الولايات المتحدة مع دول الخليج العربى فى مكافحة الإرهاب فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، كما أبرز الموقع الأمريكى «small war journal» تقارير ترصد الدور القطرى فى دعم حركة الشباب الصومالية والتنظيمات الإرهابية فى أفريقيا.
 
بل كانت شهادة أحد أشهر خبراء الإرهاب وتمويله الدكتور «ديفيد واينبرج» أمام اللجنة الفرعية للإرهاب ومنع انتشار أسلحة الدمار فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمجلس النواب الأمريكى، تفصيلاً وافياً للجهود التى تقوم بها دول الخليج بالتعاون مع واشنطن فى هذا السياق، لكنه أثار شكوكاً حول جدية قطر فى تلك الجهود، مؤكداً أن عدم توقف قطر عن دعم الجماعات المتطرفة جعل إدارة ترامب تدعو قطر إلى وقف تمويل الميليشيات الموالية لإيران بعد الكشف عن تعاملات الدولة الخليجية مع الجماعات الإرهابية فى الشرق الأوسط، خاصة بعدما عبر مسؤولون أمنيون أمريكيون عن قلقهم من ارتباط قطر بعدد من الميليشيات التى ترعاها إيران، واعتبرت واشنطن العديد من هذه المنظمات إرهابية، وذلك وفقاً لصحيفة «التيلجراف» البريطانية، مع الأخذ فى الحسبان أن التحذيرات الأمريكية تأتى بعد الكشف عن عدد من رسائل البريد الإلكترونى التى يقال إنها من كبار المسؤولين فى الحكومة القطرية إلى أعضاء قياديين مثل حزب الله، والمليشيا الشيعية المدعومة من إيران والتى تعمل فى جنوب لبنان وكبار القادة فى الحرس الثورى الإيرانى.
 
كيف استغلت إسرائيل كل هذا؟
بالطبع دخلت إسرائيل على كعكة «أموال الشعب القطرى» من أمير الإرهاب وكانت هذه نقطة الضعف التى نفذت منها المنظمات الصهيونية لـ«تقليب» أمير الإرهاب، وقد يصل الأمر لابتزازه، خاصة عندما زار زعيم المنظمة الصهيونية «مورتون كلاين» الدوحة، وقال إن الزيارة كانت بهدف التعبير عن القلق من الدعم الذى تقدمه الدوحة لحركة حماس، والقلق من التقارب بين قطر وإيران كما أفادت «ذا تايمز أوف إسرائيل»، لكن ما حدث كما كشفته الصحيفة الناطقة باللغة الإنجليزية، أن الدوحة دفعت 100 ألف دولار كدعم لصالح مجموعة صهيونية أمريكية تعمل داخل الولايات المتحدة، وتم التبرع بواسطة رجل أعمال داعم من المعروفين بدعمهم وولائهم لإسرائيل، ووفق المعلومات التى كشفتها الصحيفة الإسرائيلية، فإن أموال الدعم القطرية ذهبت لصالح هيئة تُدعى «المنظمة الصهيونية الأمريكية»، وهى واحدة من أبرز المنظمات الداعمة لإسرائيل فى الولايات المتحدة، وإحدى المنظمات المدافعة عن الاحتلال الإسرائيلى لدى الولايات المتحدة، ونفّذ العملية لصالح قطر، رجل الأعمال الأمريكى الموالى لإسرائيل «جوزيف اللحام»، الذى يمتلك سلسلة من المطاعم اليهودية الأمريكية التى تبيع الطعام المتوافق مع أحكام الشريعة اليهودية. وقال اللحام، إن تبرعه لصالح هذه المجموعة اليمينية الصهيونية لم يكن سوى جزء من تبرع قطرى تبلغ قيمته الإجمالية 1.45 مليون دولار، وهذا ما كشفه رجل الأعمال الأمريكى، عن أن التبرع القطرى يهدف لاستمالة قادة اليهود فى الولايات المتحدة وآخرين إلى جانب الدوحة فى خلافها مع الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، وفق التصريحات التى نشرتها الصحيفة الإسرائيلية وموقع إخبارى أمريكى يُدعى «ماذر جونز».
وليس هذا فحسب، بل كشفت الأيام عن تلقى أحد أبرز رموز الجالية اليهودية فى الولايات المتحدة تمويلاً قطرياً، وهو «نيك موزين» الذى قبض أموالاً من أجل القيام بأعمال علاقات عامة لصالح قطر فى الولايات المتحدة، خاصة بعد أن زار الدوحة عدد كبير من رموز الجالية اليهودية واللوبى الصهيونى فى الولايات المتحدة خلال العام الماضى والحالى.
 
لكن الفضيحة الكبرى التى كشفها رجل الأعمال الأمريكى الموالى لإسرائيل «جوزيف اللحام» هى الإفصاح الذى قدمه للسلطات الأمريكية، أنه قدم دعماً مالياً قيمته 100 ألف دولار لمنظمة «جنودنا يتكلمون» وهى مجموعة أمريكية داعمة للجيش الإسرائيلى، كما أنه دفع 50 ألف دولار للمبشر المسيحى المعروف «مايك هوكابى» نظير زيارته إلى دولة قطر، وهو أحد رموز الكنيسة المسيحية الأمريكية الداعمين لإسرائيل.
 
وفى ضربة للمتاجرة القطرية بالقضية الفلسطينية وكشف الحقيقة للرأى العام العربى، جاءت فضيحة مدوية تضاف إلى سجل فضائح تنظيم «الحمدين» الإرهابى فى قطر، وتآمره على القضية الفلسطينية، حيث أكدت القناة العاشرة بالتليفزيون الإسرائيلى، أن قطر مولت سفر ضباط إسرائيليين إلى الولايات المتحدة الأمريكية على نفقتها، لإلقاء محاضرات للدفاع عن سياسة الاحتلال ونهب الأراضى الفلسطينية فى جامعات أمريكية، كما قالت القناة الإسرائيلية إنه «منذ استلام التبرع من القطريين، قام اثنان من كبار ضباط الجيش الإسرائيلى بالسفر جواً إلى الولايات المتحدة على حساب المنظمة وإن رئيس الخدمات الطبية، طريف بدر، هو أول من سافر إلى لوس أنجلوس، أما الضابط فى سلاح الجو الإسرائيلى، «زفيكا حايموفتش»، فقد سافر إلى نيويورك أما بقية الأسماء فكانت محاضراً ضمن نشاطات المنظمة، ويدعى «يارون بيت أون»، القائد السابق لوحدة «ياهال»، وآخر وهو «مارلان» مدير قسم مكافحة الإرهاب فى وزارة العدل وتجسدت الفضيحة من خلال مقطع فيديو على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، ويكشف دعم قطر لجمعيات صهيونية إسرائيلية لإعادة بناء هيكل سليمان المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى المبارك.
 
الجديد ما كشفته مصادر عربية عن تمويل قطر لمؤتمر المنظمات الصهيونية «إيباك»، والذى سيعقد فى 4 مارس المقبل، حيث دفعت 200 مليون دولار كنوع من الدعم للمؤتمر، الذى يعد أكبر تجمع للمنظمات الصهيونية الداعمة لإسرائيل أما «إيباك» فهى أقوى جمعيات الضغط على أعضاء الكونجرس الأمريكى، وهدفها تحقيق الدعم الأمريكى لإسرائيل.
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة