أبرز علماء الأوقاف، بالقوافل الدعوية التى أطلقتها الوزارة فى محافظات "المنوفية، والدقهلية، ومرسى مطروح، والمنيا، والبحيرة"، فضل بر الوالدين، وحرمة وخطورة عقوقهما، مؤكدين أن الشريعة الإسلامية جاءت برسالة إنسانية داعية إلى كل خلق كريم ، وسلوك مستقيم ؛ فالأخلاق هي الأساس الذي تقوم عليه الأمم ، وتبنى عليه الحضارات ، وترجمة الأخلاق إلى سلوك ينعكس على الاهتمام بتكريم الإنسان ورعايته في جميع مراحل حياته هو المقصد الأسمى لرضا الله تعالى.
ففى مسجد سكان الزاوية بمحلة سبك بالمنوفية أكد الدكتور محمد عزت محمد مدير عام شئون القرآن الكريم بوزارة الأوقاف، أن من مظاهر عظمة الإسلام ورحمته وسماحته وعدله وإنصافه اهتمامه بتكريم الإنسان ، ووصيته برعايته في جميع مراحل حياته وفق منهج رباني محكم يراعي الحقوق والواجبات ، ويضمن للناس جميعًا حياةً آمنةً كريمةً مستقرة ، وأشار فضيلته إلى أن من أجلى وأوضح مظاهر هذه العظمة أمر الله سبحانه وتعالى للمسلمين بالإحسان مع الناس جميعًا.
وفى مسجد عمر بن الخطاب – بأشمون أوضح الدكتور أشرف فهمي موسى مدير عام بديوان وزارة الأوقاف أنه لا ينتقص من بر الوالدين ولا ينال من حقهما كونهما على غير الملة، فقد يرى بعض الشباب أنه أكثر تدينًا من والده , فيغلظ له القول ، أو يسيء معاملته, فنلفت أنظارهم إلى أمر الله (عز وجل) بالإحسان إلى الوالدين ولو كانا كافرين، أو حتى لو أرادا أن يحملاك على معصية الله ، أو حتى على الكفر , فلا تطعهما في ذلك ، غير أن ذلك لا يخوّل لك سوء معاملة أيّ منهما , إنما يجب أن تكون في جميع أحوالك ، كما أمرك الحق سبحانه : {وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا} ، مع علمك بأن ذلك ليس تفضـلًا منـك إنمـــا هو حـق وواجب عليـك تأثم إن لم تقم به أو قصرت فيه.
ومن مسجد صلاح الدين (الجمعية الشرعية) بأشمون أوضح الدكتور كمال محمد سيف مدير عام المتابعة الفنية بوزارة الأوقاف بقوله إن المتدبر لكتاب الله (عز وجل) يرى أن الدعوة إلى بر الوالدين جاءت مقرونة بالدعوة إلى توحيد الله في عدة آيات من كتاب الله تعالى ؛ وذلك لعظم منزلتهما، وجليل قدرهما ، فعن ابن عباس (رضي الله عنهما).
ومن مسجد التقوى بمحلة سبك بالمنوفية أبان الدكتور أسامة فخري الجندي عن القيم الإنسانية التي تتجلى في رعاية ذي الشيبة عمومًا، وكفالة حقوقهم ، وقضاء حوائجهم ، والسعي على مصالحهم ؛ فلقد جاءت نصوص الشريعة الإسلامية تدعو إلى الاهتمام بكبار السن ، والعطف عليهم ؛ تقديرًا وإجلالًا لهم، أي أن : تعظيم الشيخ الكبير في الإسلام ، بتوقيره في المجالس، والرفق به ، والشفقة عليه ، ومناداته بأحب الأسماء إليه ، وعدم التقدم عليه في الكلام ، أو المشي أمامه ونحو ذلك ، كل هذا مِن كمالِ تعظيم الله (عز وجل) وإجلاله ، لما لهذا الكبير من مكانة وحرمة عند الله تعالى .
ومن مسجد أهل السنة بدموه بالدقهلية أكد الدكتور عمرو عبد الغفار الكمار – عضو الإدارة العامة للفتوى وبحوث الدعوة أن بر الوالدين والإحسان إليهما صورة من أرقى وأنقى صور البرّ والوفاء ، وتساءل فضيلته بقوله : من أحق بالوفاء ممن حَملتك فِي بَطنهَا تِسْعَة أشهر كَأَنَّهَا تسع حجج ، وكابدت عِنْد وضعك مَا يذيب المهج ، وأرضعتك من ثديها لَبَنًا، وغسلت بِيَمِينِهَا عَنْك الْأَذَى ، وآثرتك على نَفسهَا بالغذاء ، وِإن أَصَابَك مرض أَو شكاية أظهرت من الأسف فَوق النِّهَايَة ، وَلَو خيرت بَين حياتك وموتها ، لاختارت حياتك بِأَعْلَى صَوتهَا ، لذلك وصانا ربنا سبحانه وتعالى بها.
ومن مسجد الجمعية الشرعية بدكرنس بالدقهلية أكد الدكتور محمد عبد العزيز السيد – عضو الإدارة العامة للفتوى وبحوث الدعوة أن حق الأم في البر جدّ عظيم ؛ فقد جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِي؟، قَالَ : (أُمُّكَ) قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟، قَالَ: (ثُمَّ أُمُّكَ)، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: (ثُمَّ أُمُّكَ)، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: (ثُمَّ أَبُوكَ). وعن عائشة (رضي الله عنها) قالت: سألت النبي (صلى الله عليه وسلم) أي الناس أعظم حقا على المرأة ؟ قال: (زَوْجُهَا). قلت: فأي الناس أعظم حقا على الرجل؟ قال: (أُمُّهُ).
ومن مسجد فجر الإسلام بشرق مطروح أكد الشيخ صلاح سيد عطية عضو المراكز الثقافية بالوزارة أن النبي (صلى الله عليه وسلم) جعل بر الوالدين في مرتبة عالية ، ومكانة سامية ، حيث عدَّه (صلى الله عليه وسلم) من أحب الأعمال إلى الله (عز وجل) بعد الصلاة المكتوبة ، بل وقدم (صلى الله عليه وسلم) ذكره على الجهاد في سبيل الله ، فعندما سُئل (صلى الله عليه وسلم): أيّ العَمَلِ أحَبُّ إِلَى اللهِ تَعَالَى؟ قَالَ: (الصَّلاةُ عَلَى وَقْتِهَا)، قيل: ثُمَّ أيّ؟ قَالَ: (بِرُّ الوَالِدَيْنِ)، قيل: ثُمَّ أيّ؟ قَالَ: (الجِهَادُ في سبيلِ الله).
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة