اعتاد " نشأت عبد المولى" منذ أن سافر للعمل كمصمم جرافيك خارج مصر بأحد الدول العربية من 6 سنوات على تقسيم يومه بين العمل لساعات طويلة، ثم العودة لمسكنه بعد نهاية اليوم، ليلقى بهمومه على باب غرفته، ويجلس بمفرده تساوره أحلام العودة لوطنه الحبيب مصر، لا تفارقه ذكريات الأحباء وتجمعاته معهم، فيبتسم عند تذكر لحظات الفرح، ويتخذ دروسا وعبرة مما مر به فترة قبل السفر، فيجد أنه كشاب مغترب من أجل العمل أصبح عبارة عن مجموعة "أختام"، ختم يتيح له الخروج والسفر، وآخر يتيح له العمل ليخرج كل تلك الأفكار على لوحة بألوان الزيت أسماها" أختام".
أثناء رسم اللوحة
نشأت عبد المولى
يتحدث "نشأت عبد المولى"، لـ" اليوم السابع"، عن لوحته التى رسمها لنفسه قائلًا إنه كشاب مقبل على الـ30 من عمره أراد التعبير عن الشريحة التى ينضم لها، وهى الشباب المغترب من أجل العمل فى الدول العربية، فعلى مدار شهرين بالكامل عكف على رسم تلك اللوحة التى نقلت رحلة حلم السفر الذى يراود الشباب المصرى من البداية وحتى النهاية.
مراحل الرسم
مراحل رسم اللوحة
مراحل رسم اللوحة
" مرفوض"، تلك هى الكلمة التى بدأ بها نشأت اللوحة إشارة للرفض الذى يحصل عليه الكثير من الشباب عند سعيهم للحصول على تأشيرة السفر لدولة أجنبية، وبعد ذلك يسيرون طريق الحصول على تأشيرة لواحدة من الدول العربية، وقام برسم العديد من التأشيرات التى نقلها من الواقع بالفعل من جواز سفره.
نشأت عبد المولى
ويسرد نشأت أنه استلهم فكرة وجود الأختام والشهادات من إحدى الصور التى رآها من قبل، ولكنه اختار أن يكون هو البطل فى الصورة حتى ينقل واقع تجربته مع الغربة خارج الوطن، ولأنه شىء صعب أن يرسم أحد نفسه، فقام نشأت بإلتقاط صورة لنفسه بالهاتف المحمول أمام المرآة لتكون مرجعًا له أثناء رسمه للوحة.
مراحل رسم اللوحة
" كل ما العمر بيجرى بينا برا البلد بنتوه أكتر، وقرار الرجوع بيبقى صعب"، كلمات عبر بها نشأت عما يشعر به فى سنوات الغربة، والتى يحلم بأن يصبح لها آخر ويعود لمصر دون سفر مرة ثانية، مضيفًا أن بالرغم من أن قرار العودة يكون صعبًا إلا أنه حلم لا يفارق تفكير أى شاب مصرى يريد العودة والعمل فى بلده.
مراحل رسم اللوحة
وعن كواليس رسم اللوحة يحكى نشأت أنه كل يوم بعد عودته من العمل فى الساعة الحادية عشرة يفتح إحدى القنوات على أغانى أم كلثوم صوت مصر الأصيل، ويبدأ فى تجهيز الأدوات بالفرشاة وألوان الزيت لرسم اللوحة، وكلما ينتهى من جزء فيها يشاركه مع أصدقائه على موقع فيس بوك لينل جرعة تشجيع تساعده على استكمال الطريق.
مراحل رسم اللوحة
حالة من التكاتف شعر بها نشأت أثناء رسمه للوحة"أختام"، من جانب أصدقائه المصريين المغتربين فى المملكة العربية السعودية، والذين انتظروا انتهائه من اللوحة التى تعبر عن تجربتهم مع السفر بشكل عام، وأحلام عديدة لا تفارق خيال نشأت، ولكن يظل حلم العودة والاستقرار داخل مصر أهمهم، وهو ما يفكر فيه بشكل كبير خلال الفترة القادمة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة