فى عالم الفن تمر أساطير وفنانين عظماء لا يمكن للتاريخ نسيانهم ولا للجماهير كذلك، وبكل تأكيد من بين هؤلاء الفنان الكبير جميل راتب الذى استيقظنا صباح الأربعاء على خبر وفاته عن عمر يناهز الـ92 عامًا، فمشواره الحافل فى السينما والدراما والمسرح داخل وخارج مصر جعله فى مصاف الصفوف الأولى عالميًا، فقد أصبح هو الرمز بالنسبة للكثير من الممثلين العرب الذين تطلعوا إلى طموح العالمية، فمن لا يستطيع تذكر أدواره فى أعمال مثل «الكيف» و«طيور الظلام» و«الراية البيضا» و«يوميات ونيس» وغيرهم.
«لم أستمتع كثيرا بالتمثيل فى مسلسل الراية البيضا لأن شخصية مفيد أبو الغار قريبة منى فى الحقيقة، فأنا أعشق الأدوار البعيدة من شخصيتى حتى أستطيع البحث والتفكير»، كان هذا تصريحا سابقا أطلقه جميل راتب، وإن دل ذلك على شيئًا فيدل على مدى عشقه لفكرة الفن فى حد ذاتها، فعلى الرغم من أن هذا الدور يعد أحد أهم الأدوار التى جسدها، تجده بالنسبة للفنان الكبير مجرد دور عادى، وأعتقد أنه وفقًا لنظريته فإن دور مثل «البهظ بيه» فى فيلم «الكيف» لعب دورًا كبيرًا فى التأكيد على نجاح هذه النظرية، خصوصًا أنه جسد شخصية مختلفة تمامًا عن شخصية الرجل الأرستقراطى التى تتماشى بطبيعة الحال معه، فقد تألق بشدة فى تجسيد تاجر المخدرات بشكل عبقرى.
إذن التاريخ يقول: «جميل راتب من أعظم الفنانين على مر الزمان»، ولذلك فرجل كهذا يجب أن نعرفّه لمن لا يعرف، خصوصًا أن أبناء الجيل الحالى لا يعرف الكثير عن الأساطير القديمة فى كل مجالاتنا سواء بالفن أو الرياضة أو السياسية أو الاقتصاد وغيرهم، وذلك طبعًا كما أكدت فى أكثر من مقال سابق، بفعل فاعل اسمه «التطور التكنولوجى» الذى اغتصب الأفكار وحب المعرفة والقراءة والبحث عن الحقائق من مصدرها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة