أحمد إبراهيم الشريف

إلى محافظى مصر.. الثقافة أولاً

الأحد، 02 سبتمبر 2018 06:13 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يمكن القول الآن، بكل ثقة، إن التغيير الأخير الذى حدث لحركة المحافظين، شمل مصر كلها، وإن هناك قوة جديدة وأفكارًا جديدة تأخذ مكانها الآن، والمفروض من المسؤولين الجدد أن يقدموا الكثير من الحلول للكثير من المشكلات، وأن يشغلوا أنفسهم بالمواطن وهمومه، وأتمنى وسط ذلك أن يهتموا بالثقافة.
كل الذى أخشاه من المسؤولين هو أنهم فى ترتيب أولوياتهم سوف يضعون الثقافة فى نهاية هذه الأولويات، وربما يسقطونها تمامًا من حساباتهم، ولو حدثتهم عن ذلك سوف يحدثونك عن صحة ومساكن وصرف وكهرباء وتنمية، وكأن الثقافة ليس لها علاقة بكل ذلك، وربما ينظر إليك البعض على أنك «مش فى العالم»، أو على الأقل أنك تملك نظرة «رومانسية» للحياة.
 
لكننى أود أن أقول لمحافظى مصر الجدد والقدامى، إن إيجاد منافذ للثقافة والفن لا علاقة له بالرومانسية، لكن له علاقة أكثر بالهوية والتربية الفاضلة، والقضاء على التطرف، وبناء إنسان إيجابى قادر على رؤية العالم بشكل متسع، بعيدًا عن النظرة الضيقة التى يسقط فيها الكثيرون، هذه النظرة الضيقة الأحادية التى لا تعرف الخيال، والتى نعرف جميعًا ما تصنعه فينا من تطرف و«خبل»، ونفى للآخر، بل وقتله والتخلص منه.
 
وبالتأكيد أيها السادة المحافظون تعرفون كيف تتشكل هذه النظرة الضيقة، ومن أين تأتى، هى تأتى لأن الناس لم يقرأوا كتابًا، ولم يسمعوا موسيقى، ولم يشاهدوا فيلمًا ولا عرضًا مسرحيًا، ولم يكتبوا قصيدة، ولم يتناقشوا حول رواية أو قصة، ولم يستعرضوا فكرة، ولم يتعرضوا لمقالة مترجمة عنهم، الناس لا يعرفون أن هناك عالمًا آخر، فهم لا يزالون يدورون حول أنفسهم، لا يملكون جديدًا يحسنون به ذواتهم، وذلك لأننا لا نتيح لهم شيئًا من الثقافة، مكتفين بأن نتركهم لقنوات التليفزيون التى تقدم ثقافة سهلة لا تترك أثرًا حقيقيًا إلا كل حين، وذلك لأن الإنسان الجالس أمام التليفزيون ينطلق من فكرة «الترفيه» لا «التثقيف»، وطبعًا الأمر متقارب، لكنه ليس «مترادفًا»، أى أنه ليس الأمر نفسه.
 
المهم أنه بمناسبة هذه التغييرات فى جزء مهم من إدارة البلد، أقصد محافظات مصر، نناشد المسؤولين الجدد ونوابهم التفكير بشكل أساسى فى الجوانب الثقافية فى هذه المحافظات، والمجالات كثيرة، منها قصور الثقافة ومشاكلها، المسرحيات، السينمات، منافذ توزيع الكتب، تزيين الشوارع وتجميلها بالتماثيل الجميلة، محاربة القبح أينما كان، تنظيم العشوائيات، الجداريات فى محطات القطارات وحولها، وضع خرائط فى الشوارع للأماكن الثقافية والترفيهية، تقليل الإزعاج فى الشوارع، وغير ذلك الكثير، وهو من الأمور الضرورية جدًا لو تعلمون.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة