الأفكار المبدعة والحلول المباشرة للمشكلات، أهم وأبقى من المزايدات على مواقع التواصل الاجتماعى، هذا درس بدأ المصريون يستوعبونه ويعيدون إنتاجه أيضا، فالمتابع خلال الأسابيع الأخيرة لمواقع التواصل لابد أنه صادف الصرخات والولولة ولطم الخدود من اقتراب العام الدراسى الجديد بمستلزماته وأعبائه على أولياء الأمور من مصروفات المدارس وحتى الزى المدرسى واحتياجات الطلاب المدرسية، وبالتأكيد كان كل أب وأم يبحثان عن جمعية يدبرانها لسد احتياجات هذه المناسبة أو يفتشان عن أماكن بيع المستلزمات المدرسية من زى وحقائب وأدوات بأسعار مخفضة.
وفى هذا السياق يأتى معرض «أهلا مدارس» المقام بأرض المعارض بتوجه مباشر من وزارة التموين، وبمشاركة كبيرة من شركات القطاع العام والخاص وكبار المنتجين على مساحة 7 آلاف متر، ليوفر جميع المستلزمات والأدوات المدرسية، وكذا السلع الغذائية المرتبطة بالمدارس بتخفيضات كبيرة تصل إلى 50 % من أسعارها خارج المعرض، وبالتالى يخفف كثيرا من الأعباء عن أولياء الأمور محدودى الدخل الذين كانوا يرون بدء العام الدراسة مناسبة غير سارة بالمرة، نظرا للاحتياجات التى يتطلبها.
على المصيلحى وزير التموين والتجارة الداخلية، عقد مؤتمرا صحفيا أكد فيه أن معرض «أهلا مدارس» يستقبل المواطنين من 10 صباحا حتى 10 مساء وحتى انتهائه فى 25 سبتمبر، وسوف يوفر مستلزمات المدارس بأسعار مخفضة تصل إلى 50% عقب افتتاحه، كما سيتم توفير منتجات السلع الغذائية الأساسية ومنها الألبان والجبن والمربى وكل السلع الغذائية الأساسية واللحوم المبردة بأسعار مخفضة، وأن المحافظات المختلفة ستشهد أيضا مجموعة من المعارض المشابهة للمعرض الرئيسى المقام بمركز القاهرة الدولى للمؤتمرات، بهدف تخفيف العبء على المواطنين.
إلى جانب إقامة المعرض نفسه فى القاهرة والمحافظات وهو فكرة تكافلية رائعة، وهناك نقطتان أود تناولهما فى عجالة حتى يحقق المعرض أهدافه التى أقيم من أجلها، النقطة الأولى، الحرص على عدم تسرب السلع والمستلزمات المدرسية من المعرض إلى تجار الفجالة وغيرها من مناطق التجارة الشهيرة بالمحافظات، وكذا الرقابة على المعارض بحيث لا يستحوذ عليها تجار التجزئة، ويخرج أولياء الأمور «من المولد بلا حمص» كما يقولون، فهذه المعارض المقامة لتخفيف الأعباء على المواطنين لا يجب أن تتحول إلى سبوبة ربح لقلة من التجار الذين يضعون أيديهم على السلع المخفضة ثم يعيدون طرحها بالأسواق بأضعاف ثمنها.
النقطة الثانية، تشديد الرقابة على المدارس الخاصة التى تجبر أولياء الأمور على شراء الزى المدرسى وبعض المستلزمات التى تميزها من جهات بعينها، ولا تعطى الحرية لأولياء الأمور لشراء الزى المدرسى من الجهة التى تتناسب مع إمكاناتهم، فالمدارس الخاصة تحاول تحقيق أقصى ربح ممكن من كل عناصر العملية التعليمية، وكذلك من المستلزمات الدراسية، من خلال إنتاجها أو المشاركة فى إنتاجها وطرحها فى الأسواق، وأعلم أن هناك قرارا من وزارة التعليم بمنع إلزام المدارس لأولياء الأمور بشراء الزى من جهات معينة، بشرط أن يناسب الزى اشتراطات المدرسة، لكن القرار غالبا ما تتجاهله المدارس وتتعسف فى استنزاف أولياء الأمور، مثلما تتجاهل اشتراطات وزارة التعليم بخصوص النسبة المقررة فى زيادة المصروفات، وتخترع البنود والمناسبات، لتحصيل الأموال طوال العام!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة