استقبل الدكتور أسامة العبد، رئيس لجنة الشئون الدينيّة والأوقاف بمجلس النواب، اليوم الاثنين، وفدا دنماركيا بمكتبه، ويضم كاميلا لوكا راسموسن، القائم بأعمال السفارة الدينماراكية فى القاهرة، ولويزا هويرو، مساعد سياسى بالسفارة.
وفى مستهل اللقاء، عبر "العبد"، عن سعادته بهذا اللقاء داخل مجلس النواب ذو التاريخ العريق ويمتد عمرة إلى أكثر من 150 عامًا، مشددًا على أن الدنمارك بلدًا عزيزًا على مصر وهناك تعاون مشترك بينهم، وأن هذه الزيارة تعد امتدادً وتعزيزًا لهذا التعاون، متابعًا: "هذه الزيارة تعمل فى تقريب العلاقات.. وحضوركم مفتاح للعلاقات المتحدة بين البلدين".
وأكد أسامة العبد، على سماحة الدين الإسلامى، وأن الإسلام لا يُجبر أحد على الإطلاق الدخول فيه وذلك بنص القرآن الكريم، مضيفًا: "نعلم أن الدنمارك بها حرية الأديان، وطالما هناك حرية للأديان فيحترم كل دين الأخر، وهذا ما نحن عليه أيضا فى مصر، وأؤكد على ترابط أصحاب الديانات السماوية فى مصر وأن لدينا قانون يحمل كافة الديانات".
وأضاف العبد، أنه فى الوقت الذى يترأس لجنة الشئون الدينة بمجلس النواب كان رئيسًا لجامعه الأزهر الشريف سابقًا وهى الجامعة المليونية ولا مثيل لها فى العالم، كما أن وكيلة اللجنة سيدة مسيحية، مضيفًا : "كما نحافظ على الدين الإسلامى فأننا نحافظ أيضا على الديانات السماوية الأخرى لاسيما وأن هناك قواسم مشتركة".
وأعرب رئيس لجنة الشئون الدينية بمجلس النواب، عن رفضه لأن تكون الحرية المطلقة فى الاعتقد سببًا للإساءه للديانات الأخرى.
وتعقيبا على تسأولات الوفد الدنماركى حول توقعات "العبد" عن انتخابات المحليات القادمة ومشاركة المرأة فيها، أكد الدكتور أسامة العبد، حرص الرئيس عبد الفتاح السيسى على تقدم المرأه المصرية فى كافة المجالات، مشددًا على أن الحرص على تقدم المرأه فى المجتمع ليس غريبًا لاسيما أن الإسلام يدعو إلى احترام المرأة وتقدمها، مضيفًا: "وهناك من النساء من هم أفضل من الرجال والتاريخ يرصد ذلك"، داعيًا الوفد الدنماركى لزيارة محافظة دمياط التى ينتمى إليها ووتقلد سيدة مسيحية فيها منصب المحافظ.
وفيما يتعلق بتساؤل الوفد الدنماركى حول مسار قانون تنظيم الفتاوى، وإذا كان يًسمح فى ضوء التشريع الجديد، لجهة واحدة فى الافتاء ممثلة فى "الأوقاف"، لفت رئيس لجنة الشئون الدينية بمجلس النواب، إلى أن قانون تنظيم الفتوى من التشريعات المزمع إقرارها خلال دور الانعقاد الرابع والمزمع أن ينطلق فى أول شهر أكتوبر القادم، مشيرًا إلى أن القانون يمنع التشدد أو التعصب، شأنه شأن التشريعات التى تعكف اللجنة على مناقشتها والتى تحمى الأديان وتمنع الاعتداء على دين اخر.
وقال أسامة العبد، إن وزارة الأوقاف جزء من الدعوة الوسطية والقائمة على الاعتدال، جنبًا إلى جانب الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية، لاسيما وأن الجهات الثلاث معنيون بشئون الدين الإسلامى فى مصر.
وأوضح رئيس لجنة الشئون الدينية بمجلس النواب، أن التشريعات التى تخرج عن اللجنة تُعالج التعصب أو التشدد وتمنع الفتاوى الشاذة، مشيرًا إلى أن مهمة اللجنة وضع التشريعات التى تحمى الأديان وتمنع الاعتداء على دين آخر والتوفيق بين الأديان.
وأشار العبد، إلى أن عمل اللجنة يهدف بالأساس إلى ربط الأديان بعضها البعض وألا يكون هناك عداء على الإطلاق واحترام كل دينًا للأخر وعدم الاعتداء على الرموز الدينية على الإطلاق سواء كانت إسلامية أو مسيحية، مشيرًا إلى أن مهمة اللجنة تقديم الوسيطة والاعتدال ونبذ التعصب والتشدد، فمهمة اللجنة سامية وأى مشاكل تُحل على هذه الطاوله – فى إشارة إلى طاولة اجتماعات اللجنة.
ولفت رئيس لجنة الشئون الدينية بمجلس النواب، إلى أن اللجنة تسعى لكى يكون دائما أفراد المجتمع فى محبة مع وأد الفتن تماما بحيث يعيش كافة المواطنين فى تسامح ومحبه، مضيفًا : " هذا عملنا الأساسى ونريد أن يرتبط بالعالم كله مسلميه ومسيحيه، فنحن ندعو إلى السلام العالمى ونتمنى لكم أيضا فى الدنمارك التوفيق والسداد".
كما تسأل الوفد الدنماركى عن المشاريع التى تضم الأديان بعضها البعض "الإسلام والمسيحية" وأن هناك تجديدات تحدث للكنائس ودار العبادة فى مصر وعما إذا كان هناك تعاون مع جهات عالمية فى هذا الصدد.
وقال النائب أسامة العبد، أن الدين الإسلامى يدعو إلى المحبة والسلام، وأن المشاريع بين الدين الإسلامى والمسيحى قائمة على المبادئ المُشتركة المتمثلة فى العدل والاخاء وحرية الاعتقاد والمساواه، فكل ما يدعو للأخلاق موجود بالديانات السماوية، مشيرًا إلى أن اللجنة قامت بزيارة كافة المؤسسات الدينية ممثلة فى الأزهر الشريف والكنيسة ولها علاقات وطيدة مهم.
ودعا رئيس لجنة الشئون الدينية بمجلس النواب الوفد الدينماراكى إلى حضور مؤتمر "السلام" الذى سينعقد بمدينة شرم الشيخ، والذى يعد امتدادًا لملتقى الأديان، والتى من خلالها سيقومون بالتعرف على أماكن رحلة العائلة المقدسة ويطلعون على مدى التوافق بين الديانتين الإسلامية والمسيحية، وأن من العلامات البارزة فى سيناء وجود مسجد داخل دير سانت كاترين بما يؤكد هذه العلاقة الخاصة بين المسلمين والمسيحين فى مصر.
وفى ختام اللقاء، أكد أسامة العبد، على أن هذه الزيارة الطيبة تعمل على تعزيز التعاون بين البلدين، مطالبًا بمزيد من هذه الزيارات والتعاون لصالح البلدين.
فى المقابل أكدت كاميلا لوكا راسموسن، القائم بأعمال السفارة الدينماراكية فى القاهرة، على أن العلاقات الثنائية بين البلدين جيدة للغاية وأنها تشعر بالترحيب الواسع بها فى مصر، مجددة ترحيبها بالدعوة التى تلقتها من رئيس اللجنة بشأن حضور مؤتمر السلام.
وأشارت القائم بأعمال السفارة الدنماراكية فى القاهرة، إلى أن اللقاء يأتى فى ضوء تعزيز العلاقات المشتركة، لاسيما مع أن المبدأ الأساسى الذى تتبناه الحكومة الدينماراكية يعتمد على حرية الاعتقاد، لافتة إلى زيارة الأزهر الشريف والكنيسة القبطية أيضا للتعرف عن حرية الاعتقاد ونسعى من خلال اللجنة للتعرف عن سبيلكم لتعزيز هذا المبدأ.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة