يسعى الجيش السورى لكتابة الفصل الأخير فى معركته الشرسة ضد الإرهاب، والدفع بتعزيزات عسكرية ضخمة إلى تخوم حماة وإدلب لحسم المعركة الأهم لصالح القوات الحكومية وتقليم أظافر الدول الإقليمية والدولية التى دعمت المسلحين داخل سوريا.
وتتشاور القوى الإقليمية والدولية على مدار الأسابيع القليلة الماضية للتوصل لحل للأوضاع فى مدينة إدلب، وسط إصرار الجيش السورى بدعم روسى على تطهير المدينة من قبضة الجماعات الإرهابية المتطرفة التى تسيطر على المدينة.
وتجرى تركيا اتصالات ومشاورات مكثفة مع الجانب الروسى لاقناع الرئيس السورى بشار الأسد بعدم دخول إدلب، وهو ما دفع الرئيس التركى رجب طيب أردوغان بالتوجه إلى سوتشى، لإقرار هدنة فى المدينة التى بدأت وحدات الجيش السورى فى دك مقرات وتحصينات العناصر الإرهابية التى تختبىء وسط المدنيين.
وقالت وكالة الأنباء السورية "سانا"، إن قوات الجيش السورى تستهدف الجماعات المتمركزة فى الريف الجنوبى لإدلب، مشيرة إلى دك وحدات الجيش السورى لمواقع إرهابيى جبهة النصرة فى محيط قرية الخوين، ما أدى لسقوط عدد من القتلى والجرحى فى صفوف الإرهابيين.
وأشارت وكالة "سانا"، إلى أن المجموعات الإرهابية المنتشرة على طول الحدود الإدارية بين حماة وإدلب تضم مئات المرتزقة الأجانب ينتمى أغلبهم لتنظيم جبهة النصرة وما يسمى جيش العزة والحزب التركستانى، والذين تسللوا عبر الحدود التركية وهم يحاصرون مئات الآلاف من المدنيين ويتخذونهم دروعا بشرية، ناهيك عن اعتدائهم بالقذائف على المناطق الآمنة ما يتسبب فى سقوط قتلى وجرحى من النساء والأطفال.
وتواصل تركيا الدعم اللوجيستى للجماعات الإرهابية والمتشددة التى تتمركز فى إدلب، وأرسلت أنقرة تعزيزات عسكرية إلى أحد مراكز المراقبة التابعة لها في هذه المحافظة السورية، التى تعد أحد آخر معاقل المسلحين.
وقالت صحيفة "حرييت" التركية، إن هذه التعزيزات العسكرية التى تشمل خصوصا دبابات ومعدات عسكرية أخرى، هي الأكبر التى تُنقل إلى إدلب منذ مطلع سبتمبر الجارى.
وتملك تركيا 12 مركز مراقبة فى محافظة إدلب، إحدى "مناطق خفض التصعيد" التى أقيمت فى إطار عملية أستانا التى ترعاها تركيا المؤيدة لمسلحى المعارضة، وروسيا وايران الداعمتين للحكومة السورية.
بدوره أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميترى بيسكوف، أن الرئيسين الروسى والتركى مستمران فى مناقشة قضايا التسوية السورية، مشيرا إلى أن الوضع فى إدلب مازال صعبا.
وفى رسالة ضمنية إلى الجانب الأمريكى بعدم نية إيران المشاركة فى معركة إدلب، أكدت وزارة الخارجية الإيرانية، على أن إيران لن تشارك فى العمليات العسكرية فى إدلب السورية، مشيرة إلى أن وجودها سيكون فقط عبر مستشاريها.
ونقلت وكالة "تسنيم" الإيرانية عن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمى قوله، اليوم الاثنين: "أعلنا مرارا أن إيران لن تشارك فى العمليات العسكرية في إدلب، ووجود إيران هناك فقط بمستشاريها".
وأضاف قاسمى: "حل الوضع فى إدلب يجب أن يكون دون خسائر بشرية، وبمراعاة الجانب الإنسانى، وهذا الأمر طرح على الجانب الروسى، والتركى أيضا".
وفى محاولة لتفنيد أى حجج تركية حول معركة إدلب التى من المرجح أن تتوسع خلال أيام، أكد الناطق الرسمى باسم وحدات حماية الشعب الكردية نورى محمود عدم وجود أى مقاتلين من قسد أو وحدات الحماية فى إدلب أو مشاركتها فى الحملة على إدلب، نافيا الشائعات بهذا الصدد.
وأكد نورى محمود، على أن وحدات حماية الشعب الكردية ووحدات حماية المرأة لن يشاركوا بأى قوات فى معركة إدلب، موضحًا أن القوات الكردية مستمرة فى حربها ضد الجماعات الإرهابية المتطرفة التى تسيطر على مساحات من مدن الشمال السورى.
وتتقاسم هيئة تحرير الشام المرتبطة بتنظيم القاعدة السيطرة على إدلب مع فصائل أخرى مسلحة معارضة تحصل على تمويل مالى ولوجيستى من السلطات التركية، وهو ما يفسر دعم أنقرة للمسلحين خلال الأسابيع القليلة الماضية لمنع سقوط المدينة فى قبضة الجيش السورى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة